ماالذي نكتبه في زمن المليشيات !
اتصل بين فترة واخرى باحد الاصدقاء من الكتاب والصحفيين الذين يكتبون في المواقع الالكترونية وبعض الصحف ، ولكن لم اقرأ له شيئا خلال الفترة الاخيرة ، واستغربت واقلقني ذلك وهل يشكو من مرض ما !! هل شد الرحال الى الوطن الذي غادره مرغما ! وانتابتني افكار سوداوية اخرى لاسمح الله ، وكل ما اتصل به هاتفيا لا اتلقى اي رد ، وبالامس رن هاتفي لاسمع صوته عبر الالاف من الاميال ، لاقول له اين انت ! اقلقتني يا ابن الناس ! اجاب ضاحكا وصوته يدل بانه بصحة جيدة وقال لماذا القلق يا صاحبي !- وكيف لا اقلق على صديق عزيز .
- لا تخف علي وكما يقول الاشقاء المصريون " واكل وشارب ونائم "
- الحمدلله على ذلك ولكن منذ فترة لم اقرأ لك شيئا !
- صحيح يا صاحبي ، لاني وصلت الى القناعة بان اي مقال انشره لابد ان اجد من يهاجمني ويتهمني بكل التهم المباحة والغير المباحة في عصر " كل من هب ودب " ولهذا اصبحت ملازما لمكتبتي لاقرا ما يصلني من كتب من هنا وهناك .
- وما هي القناعة التي ابعدتك عن الكتابة !
- الديمقراطية الجديدة والفريدة والتي اصبحت دستورا غير مكتوب للمدافعين عن الموت والانقسام والمذهبية والطائفية والمليشيات وانصارها وشيوخها واشبالها والطارئين من هنا وهناك .
- ما زلت لم افهم شيئا .
- سيدي ماذا تريديني ان اكتب وكل ما اكتبه اصبح خطا احمر .
- كنت اقرأ لك يا سيدي في السياسة وما يجري في الساحة العراقية والمفارقات في السياسة في الزمن الردئ !
- اذا انت ايضا تقول الزمن الردئ ! لان كل ما اكتبه في تعرية الظواهر السلبية في الفساد الاداري والمالي والقتل بالدم البارد وتدخل دول الجوار بالشان الداخلي العراقي ، اصبح في نظر " الطبالين والزمارين" كفرا والحاد ويفتحون علي ابواب تهب منها رياح صفراء وسوادء .
- بالله عليك ارجو ان توضح ماذا تعني !
- يا سيدي لو اكتب عن رئبس الحكومة او احد وزرائه من "الائتلاف"يتهمني البعض باني ضد الشيعة ، واذا كتبت عن احد وزراء " التوافق " اتهم باني ضد السنة ، واذا كتبت عن احد وزراء "العراقية "اتهم باني ضد العلمانية والانفتاح ، واذا كتبت بان كركوك عراقية اتهم باني ضد طموحات الاخوة الاكراد وخرقا واضحا لما يطالب به الاشقاء ، اما اذا كتبت بدعوة الاشوريين الكلدان السريان للاتحاد ، فهناك مقالات جاهزة للتهجم لاني ذكرت تسمية الاشوريين قبل الكلدان وكذلك اهاجم من قبل الاشوريين لو كتبت تسميتهم بعد الكلدان ، اما السريان فحدث ولا حرج لا يخفرون لك لانك تجاوزت الخط الاحمر وتصريحاتهم انهم الاصل ، وهناك من يغضب لاني لم اضع حرف الواو بين التسميات واذا كتبتها يقول البعض اني ضد الوحدة ، وهناك من يتهمني باني امي المعلومات وجاهل بالتاريخ لو كتبت عن المندائيين وليس الصابئة !! اما اذا كتبت عن الفدراليات في العالم ونماذج منها وان ما يطالب به الان في العراق لا وجود مثله في دساتير العالم ، فاتهم باني قومي عروبي او ربما صدامي بالرغم وكما تعلم باني اعتقلت في عهده الدكتاتوري ، واما اذا كتبت بان حكومات مجلس الحكم والجعفري والمالكي التي جاءت بعد السقوط فاشلة كما كانت الحكومات قبل السقوط ، ومازال الوضع يهدد بحرب طائفية وان الملايين قد هربوا واصبحوا لاجئيين في مغتربات العالم وعم " الفرهود " البلاد ، واصبح العراق من اوائل الدول المتخلفة ، فهناك من يتهمني باني ضد الديمقراطية وان الحكومة جاءت بانتخابات ديمقراطية حرة وحتى " خلاتك وعماتك " الاميات كانت بصمات أصابعهن موشومة بحبر الانتخابات واتهم باني ارغب باعادة النظام الدكتاتوري السابق وانا الذي كتبت ضد النظام البائد قبل السقوط وهؤلاء " الطبالين والزمارين " كانوا يرتجفون بالرغم من بعدهم عن الوطن الالاف من الاميال .
- ولكن انت عراقي ..
- نعم لاني عراقي ولكن في زمن الانبطاح والارتجال والفتاوي والاحكام حسب الرغبة ، انه زمن العقم الفكري والافساد والمتاجرة باحلام البسطاء ، في زمن ظهر فيه انصاف الرجال ووفق المقاييس المطلوبة ، واصبح هؤلاء الاكثرية واصبحنا الاقلية ، كيف تريدني ان اكتب واشعر باني سجين ومقيد ، لهذا قررت ان لا اكتب في السياسة .
- بماذا تكتب اذا وانت تعشق السياسة منذ زمن طويل !
- قررت ان ابحث عن اصل قصة " ليلى والذيب " لانها بعيدة عن كل اتهام .. وقاطعته ...
- كيف تكتب عن " ليلى والذئب " و مازالت هناك مشاكل واتهامات قائمة بين الفنان كاظم الساهر والمخرج العراقي الذي قدم شكوى في دائرة امن القاهرة للحصول على حقه من كاظم الساهر الذي نسب تاليف الاغنية الى حسن الموراني والذي يدعي انه سرقها من والده ! او ربما يقدم ضدك شكوى اخرى من ورثة " الدكاترة " زكي مبارك بسرقة اسم ليلى من روايته " ليلى المريضة في العراق "..
- .....
- الوووو ... الوووو