ماذا بعد السيد سركيس اغاجان
wadeebatti@hotmail.comتُرى , هل بدأت ظاهرة السيد سركيس اغاجان رحلتها انحدارا من السفح المقابل لسفح الصعود ؟! هل سيكون الانحدار في سرعته مساويا او فائقا لسرعة التسلق ؟ هل وجد الرعاة انهم قد اشتثمروا في باب يستنزف ولايُجدي ؟ ام هل ان السيد اغاجان قد وجد نفسه اصلا لايملك الاستعداد في النهاية لكي يؤدي دورا حاسما لايتوافق مع حساباته وطموحاته واعتقاداته ؟! هل وقع السيد اغاجان ضحية خيانة , غير مقصودة , فتبرع غيره واقترح على الرعاة ان ينجز ( المقاولة ) بثمن اقل وزمن اقصر ؟! هل جاءت انتخابات مجالس المحافظات لتضع المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري على المحك , فيكون امام احد خيارين احلاهما مُرْ , إما الانضواء تحت قائمة نينوى المتأخية او الدخول في قائمة مستقلة فوجد نفسه في النهاية يترنح بين هذه وتلك , ليقرر اخيرا ان يقف بخجول خلف قائمة عشتار , فبات حاله كحال الذي اشار اليه الممثل الكوميدي العراقي ماجد ياسين بقوله ( قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزل لا حِضتْ برجيلها ولا إخذت سيد علي ) !. أليس من حق شعبنا ان يتساءل عن اخر تطورات مشروع الحكم الذاتي وعن الاب الروحي للمشروع ! طالما ان المشروع يعني مصير شعب بكامله ولايصح ان تُطبخ وجبته بعيدا كليا عن عيون هذا الشعب ! اما اننا امام حالة مكررة , مع الاختلاف في الميكانزم , لما حدث في العراق في منتصف عقد التسعينات عندما راج موسميا سوق الشركات الوهمية لتشغيل الاموال بالفائدة ( سامكو وعلائكو والخ ) فاقتاد منها و بشراهة الكثير من الوكلاء الذين اصبحوا بعدئذ ( فص ملح ) وذاب عندما حمي وطيس السلطة انذاك على تلك الشركات بالرغم من انها هي التي منحتها الكارت الاخضر في البداية , حيث ها نحن نرى اليوم بعضا من قطط مشروع الحكم الذاتي وهي تزحف او تهم بالزحف الى المهجر ! هل نفذ الماعون المعبأ بالعسل ووجد ( البعض ) ضالته في المساعدات الاجتماعية في اوربا وامريكا واستراليا , فهنالك من يقول ان عشتار تشكو من قلة الموارد ! أم ان الصيغة الجديدة المنقحة لمشروع الحكم الذاتي والتي انتقلت بنا من الدعوة الى الحكم الذاتي في المناطق التاريخية الى الحكم الذاتي في المناطق التي نتواجد فيها حاليا قد ترك هؤلاء يمنحون انفسهم فرمانا اوفتوى مشروعية مواصلة النضال او الدعوة الى الحكم الذاتي في اوربا وامريكا وغيرها طالما ان لنا حاليا ثقلا كبيرا في هذه البلدان ونسكن فيها ! ولذلك فليستبشر شعبنا خيرا فنحن في المستقبل القريب امام قطار من ( مطاعم وورش الحكم الذاتي ) تنتشر في اصقاع الارض وبلدان الاغتراب ! ببساطة أليس من حق ابناء شعبنا السؤال عن السيد سركيس اغاجان وبالتالي عن المشروع الذي يحمل اسمه ؟ أليس من حقهم ان ينطلقون في التفسير والتأويل وبسط كل الخيارات فالرجل لم يعد ملك نفسه ولا المشروع ملكا شخصيا له واعتكافه او شحة نشاطه العلني منذ فترة طويلة بات علامة بارزة تثير الاستغراب !. أم هل هي خلوة اعتيادية مع النفس ضرورية لاعادة تقييم الموقف والجهد ؟!
ربما يعاتبنا البعض على مايعتقده انها القسوة في تقييم جهد السيد اغاجان لكننا نؤكد اننا نبصر جيدا , وربما اكثر من هذا البعض , الجزء المملوء من الكأس في هذا الجهد , وفي الوقت نفسه لا تغفل عيوننا عن الجزء الفارغ فيه . نعم نرى جيدا الجوانب الايجابية التي افرزها هذا الجهد والتي كانت ربما حاجة ضرورية تتطلبها المرحلة التي يعيشها شعبنا , فلانملك إلا ان نقيم , ايجابا بشكل عام , تجربة الحراسات وشبكة الرعاية الاجتماعية وبناء الصروح الثقافية والدينية والسكنية , ولكن في الجانب الاخر نبصر ايضا ( كروشا ) على وشك ان يقتلها ( الكوليسترول ) وفسادا في النفوس وهدرا في الطاقات والفرص وتشتيتا للجهد الحقيقي لشعبنا , إن لم يكن محاولة ضربه في الصميم , وإلا كيف نفسر اخفاق جهد السيد اغاجان في بناء قاعدة مشتركة للعمل مع الجهد الرئيسي الاخر لشعبنا الذي تمثله قوى القرار المستقل , بهوامش متفاوتة , داخل شعبنا واعني هنا بالتحديد الحركة الاشورية وحزب الاتحاد الكلداني . لقد اقتصرت مهمة جهد السيد اغاجان والمجلس الشعبي الذي يمثل واجهته على احتواء بعض التنظيمات والدكاكين الصغيرة والتي ظهر لاحقا ان ( لمًتها ) ليست إلا لغايات وحاجات مصلحية ذاتية تتلخص في البحث عن المعيل او في محاولة إسقاط ( شطارتها ) في ركوب الموجة !. ان هذا الاخفاق لايتحمل سوى تفسيرين لاثالث لهما , اولهما الرغبة العارمة في الاحتواء والتي تصطدم بحواجزقدسية استقلالية القرار لدى الاخرين , والثاني ان الجهد مبرمج اصلا ولايمكن له ان ان يتخطى معاييره .
ان البعض من الاخوة الاعزاء في ( النخبة ) او من المحسوبين على المجلس الشعبي الذين نراهم في الفترة الاخيرة يسيل لعابهم بغزارة على دور يحاكي دور السيد اغاجان انما يُلحقون ( واهمين او قاصدين ) , عندما يتركون الحبل على الغارب للعابهم , اساءة بالغة برصيدهم الشخصي وبرصيد تنظيماتهم وبجهد السيد اغاجان , وقبل كل هذا بقضية شعبهم و وحدة خطابه وقراره المستقل عن طريق المحاولة في دورة عبثية جديدة . ان هؤلاء ونحن نراهم اليوم في حلٍهم وترحالهم انما يُذكٍرون ابناء شعبنا بالمسرحية العراقية الكوميدية ( إيدكْ بالدهن ) التي ذاع صيتها في عقد السبعينات , لكننا نود ان نهمس في أذانهم ان اياديهم ليست في ( الدهن الحر ) لشعبنا بل ان اياديهم هي في الدهن ( علامة الراعي ) . كما ان الذين يقامرون في طرح هؤلاء كواجهة لشعبنا انما يغرفون الماء بالكف لمستقبل علاقاتهم واجندتهم , فمثل هذه المقامرة هي اشبه بالرهان على تفوق طالب في امتحان ( التوفل ) وهو لايفقه من الانكليزية سوى رسم حروفها !.
أملنا ان لا نرى ذلك اليوم الذي يخرج فيه احدهم ليقرأ البيان ( رقم صفر ) ويعلن عن حركته التصحيحية ويقرر فصل السيد سركيس اغاجان من المجلس الشعبي والخ من فقرات البيان !