Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

ماذا بعد نيسان؟

 

كنتُ أقلّب بعض الكتب القديمة في مكتبة ملأتها الأتربة والحشرات فوجدتُ ديوان للمرحوم الشاعر عبود الكرخي، فأعجبتني قصيدة يتحدث بها عن البرلمانيين آنذاك ربما في عشرينيات أو الثلاثينيات من القرن المنصرم إذ كان أول "شلة حرامية شرعيين" يشهدهم العراق في سنة 1925، أول برلمان عراقي بعد إقامة نظام ملكي دستوري، فيسخر الكرخي منهم بكلمات تسرّ السامع، لذا أحببت أن يطلّع عليها القارئ الذي أجهد نفسه في الحصول على بطاقة الناخب. (ملاحظة: أنصح الناخب الكريم أن يقرأها بلحن المربّع البغدادي التراثي):


أقسم بالّذي ألقوه بقعر الجب * نائب ما بهم عن مصلحتنه يذب


نعم.. أشهد إلى منفعة ذاته يحب * يقبض راتبه ويلعن أبو الأوطان


قبل هذا فلا واحد يعرفه قط * سوى عائلة بيته مكفّخ ملطلط


رجل عادي فقير ومنزوي منحط * في داره جليس ايفاوض النسوان!!


هذا قِسِم من عندهم والآخر * صرفها بالخمر والونسة (والبوكر)


وبالمجلس عبارة عن صخر مرمر * صامت لأن حيوان بشكل إنسان


رحمك الله أيّها الكرخي فلو ألقيت قصيدتك هذه الآن لاُبلِغَتْ نفسك الحلقوم أو لرميتَ بالجنون على أقلّ تقدير!!


كل مواطن عراقي تمنى عند استيقاظه ان يتفاجأ بشارع معبد (مبلط) او كهرباء تستمر او ماء لا ينقطع او اي شيء آخر يتفاجأ بوجوده عند استيقاظه صباحاً تنجزه له حكومته المحلية او المركزية في ليلة وضحاها، لكن لم نتفاجأ بأي تغيير نحو الأفضل ولله الحمد الا مفاجأة صباح ١ نيسان ٢٠١٤ عندما رأينا الشوارع والأزقة انقلبت رأساً على عقب بالصور والألوان وبذخ للأموال! كان إنجازاً كبيراً منهم فقد أثبتوا أنهم إن أرادوا لاستطاعوا تحويل العراق إلى عراق آخر في ليلة وضحاها.


سؤال: لماذا اختارت المفوّضية العليا للانتخابات شهر نيسان موعداً لانطلاق الحملات الانتخابية؟!


جواب: الكذب مغتفر طالما يكون في نيسان (كذبة نيسان) كفرحة الزهراء (ع) اذ يرفع القلم ويباح الذنب!


يقول أحد المواطنين: أنا اسيء الظن، ربما أنا سلبي بطبعي، إذ أرى ان غاية كل مرشّح للانتخابات هو المال والجاه، ان كان ذو مالٍ ينقصه الجاه وان كان ذو جاهٍ ينقصه المال ولو كان ذو مال وجاه لتمنى وادياً اخراً!


وقال آخر: خدمة الوطن والمواطن ان كان له وجود اصلاً في ضمائرهم فسيكون حتماً في المرتبة الثانية بعد خدمة النفس او في المرتبة الثالثة بعد خدمة الابناء والعائلة وتكوينهم او في المرتبة الرابعة بعد خدمة الحزب! لا شك في ذلك وهذا ما توصلنا اليه من خلال تجارب سابقة، واشك في وجود معارض لكلامي!!


يقول آخر ببراءة: أنتظر نزول سماحة الشيخ بشير النجفي الباكستاني إلى ساحات الاعتصام حال فوز المالكي، من دون عمامة كما صرّح سماحته، ويصعد أحد الباكستانيين إلى المنصة ويصيح: (زمجري يالمراجع زمجري!!) كما وانتظر ردة فعل المالكي، هل سيقوم باقتحام ساحات الاعتصام وتسفير المرجع النجفي إلى بلده الأم؟!


يقول آخر: صرفوا أموال طائلة من أجل بطاقة الناخب لأنّها تصب في مصلحتهم، إذ كان الأولى أن يخلّصونا من الأربعة العجاف في بطاقة الكترونية موحدة بدل بطاقة الناخب!


المواطن [الإنسان لا الكتلة!] مسؤول عن كلامه ولا يعبّر بالضرورة عن رأي الكاتب!!

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
أزمة المركزي: من يتبنى "حرية السوق"، يتخلى عن حريته صائب خليل/ رغم أنه من الصعب على المواطن العراقي أن يفهم التعقيدات الإقتصادية المتعلقة بقضية وحدة الرياضة مزقتها فرقة السياسة سمير اسطيفو شبلا/ من خلال متابعتنا لمباراة الفريق العراقي لكرة القدم، ومع اختلاف الوقت في بث المباراة مباشرة من المصدر، نكون على الموعد حتى وان كانت الساعة الرابعة أو الخامسة صباحاً، وعندما نازحو سنجار... عودة مؤجلة إلى حين استتباب الأمن نازحو سنجار... عودة مؤجلة إلى حين استتباب الأمن لا يزال نحو 200 ألف عراقي من سكان مدينة سنجار الواقعة غربيّ محافظة نينوى شماليّ العراق على جبل سنجار، التي تبعد عن مدينة الموصل 80 كيلومتراً، ومعظمهم من الأيزيديين، ممنوعين من العودة إلى مدينتهم، على الرغم من مرور نحو 8 سنوات على طرد تنظيم الدولة الإسلامي لا تدع صوتك الانتخابي في مزبلة التاريخ فمستقبل الشعب خط احمر !!! في سيكولوجيا الانتخابات العراقية عامر صالح/ أن الاقتراب من صناديق الاقتراع وإيداع ورقة فيها كيفما اتفق ليست نزهة انتخابية عبثية يراد بها الضحك على شعب طال أمد معاناته
Side Adv1 Side Adv2