Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

ماذا سنجني من مطالبة غبطة الكاردينال بإطلاق سراح طارق عزيز؟

لقد فرح عموم العراقيون وشعروا بالفخر حين تم منح الفاتيكان درجة الكارديناليّه لشخص البطريرك العراقي مار دللي الثالث,حيث إنهمكت وسائل الإعلام العراقية في نشر الخبر ورسائل التهاني و متابعة وقائع مراسيم الحفل ونقلها على الهواء تعبيرا منها عن فرحتها وتضامنها مع هذا الحدث, وجميعنا إعتبر الحدث هبه تاريخية يوسم بها عراق اليوم في وقت وجراحه المثخنة تتزايد جرّاء الفوضى التي سببتها حدّة الصراعات الطائفيه والدينيه والقوميه ألتي تبحث عن من يداويها ويخفف من إنعكاساتها .

يا سيادة وغبطة الكاردينال المار دللّي الثالث, لقد سمعكم العراقيون من على شاشات القنوات الفضائيه وانتم تطالبون بإطلاق سراح طارق عزيز (فقط) في حال عدم ثبوتية أي تهمه ضده, ونحن نقول نعم في حال عدم ثبوت التهمة لابد من إطلاق سراحه , لكن السجون العراقية والأمريكيه اليوم تعج بعشرات الألوف من السجناء العراقيين وفيهم من قضى سنوات دون أن يتم توجيه او تثبيت أية تهمة يقتضي بموجبها إبقاءهم في الحجزبعيدا عن أهلهم وعائلاتهم .

ألم يكن الأفضل يا سيدنا مطالبة الحكومه أو الجهة القضائيه بالإعتدال في عملها أولا ً ثمّ الإسراع في إنجاز ملفات تحقيق كافة المعتقلين المشتبه في إرتكابهم لجرائم القتل والإختطاف والفساد والتلاعب بمقدرّأت الشعب لتقديم من تثبت إدانتهم الى المحاكم لينالوا جزاءهم العادل بغض النظر عن الهويه و من دون أي إعتبار للمحسوبيات الدينيه و لا المنسوبيات الحزبويه, ومن ثمّ تليها المطالبه بإطلاق سراح كل من لم تثبت إدانته وليكن من ضمنهم طارق عزيز أو ايّ عراقي أخر بذي منصب او بدونه سواء كان بعثيا او قوميا او إسلاميا أو شيوعيا ليكن ما يكن , حينئذ دون أي شك يكون الطلب فعلا إنسانيا بحتا و في غاية الإحترام والأهميه وسيعكس من خلال شموليته مدى إعتدال وطيب سماحة وأممّية رسالة المسيح ألتي تحملون رايتها يا سيدنا الكاردنال .

لكن ما يحز في النفس حقيقة يا سيدنا الكاردينال هو إظطرارنا إلى أن نقول بعد إذنكم , بأنّ مطالبتكم بإطلاق سراح طارق عزيز لوحده من دون ألاف القابعين في السجون قد يثير علامات إستفهام حيالنا كمسيحيين(كلدواشورييونسريان أرمن) ونحن عراقيون أصلاء معروف عنّا مواقفنا الوطنيه وتاّلفنا الإجتماعي و تضحياتنا من أجلها ,و في وقت عصيب كالذي نمر فيه اليوم نحن في غنى ً عن إطلاق كل ما يثير الشبهات والشكوك .
نحن اليوم يا سيّدنا , والكل يتأمل من خطاب ومنادات من هم في مقامكم و درجتكم العاليه أن يشملوا في مطلبهم وصلاتهم الخير لعموم العراقيين سواء في زرع روح المحبه والتألف او في تشديد المطالبة من الحكومة والبرلمان بالرحمة بشعب العراق من دون إستثناء والإسراع في حل مشاكلهم المتفاقمه ,فأعداد الارامل العراقيات قد تجاوز المليون,,,,وأعداد اليتامى قارب الخمس ملايين ,,,,وعدد المهجرّين قبل وبعد سقوط النظام الصدامي بلغ التسع ملايين , وربمّا رفعة منصبكم الجديد يا سيدنا على مستوى العراق والمنطقه تتطلّب أحيانا حتمية تقديم مصلحة العراق كوطن للجميع على أي مطالبة خاصة تتعلّق بمعالجة مشاكل رعايا الكنيسة من الكلدواشوريين السريان والأرمن في العراق التي هي جزء من مهامكم ,وهي من صميم حقكّم وواجبكم لأنّهم (الكلدواشورالسريان والأرمن) المسيحيين عانوا من المرارة مع بقية العراقيين وما يزالوا يعانون الكثير بسبب تصرّفات الأحزاب في مطاردة و إظطهاد وخطف وقتل على أيدي الميليشيات المسلّحة المتنوّعه والجماعات المتشدده.
تبقى النوايا والعمل هي الأساس وليس الأقوال , وكلّنا ثقة بنوايا سيدنا الكاردينال , ونحن هنا في قولنا وتوضيحنا لسنا سوى بصدد تفويت الفرص على من يريدون التصيّد ثمّ التشكيك في ولاءنا للعراق .

والموفقيه للجميع. Opinions