ماذا نبغي من نقدنا لقادتنا؟
كنت قد ذكرت سابقا في احدى مقالاتي باني لست سياسيا، وفي اخرى قلت اني لست كاتبا محترفا، ولكن لي راي ولي قلم. ومن حقي ان ابدي راي كما لكل مواطن ذلك الحق. ان كنا فعلا في نظام ديمقراطي حر. ففي الدول التي قطعت شوطا كبيرا في الديمقراطية، نرى ان حرية التعبير مكفولة لكل مواطن ايا كان. وفي بعض الدول التي وصلت الى قمة الديمقراطية الى درجة يبدوا شيئا غير مألوفا لنالانناعشنا سنين حياتنا مكبودين من كل ناحية حتى اننا كنا نخاف من ظلالنا او كنا نستعمل المثل الشعبي المعروف (ديربالك طره الحائط اله اذان) او (لا تغلط على العنب الاسود). ففي تلك الدول للمواطن كامل الحرية في التعبير عن امتعاضه من السلطة وبالطريقة التي يراها مناسبة لايصال رايه، وباسلوب قد يبدوا لنا شاذا او مفرطا، لكوننا لم نألفه في حياتنا او غير مقبول ادبيا او اجتماعيا لدينا. وهذا لا يعني انني مع الفلتان الخلقي او دعوه الى الاسلوب اللاادبي في التعبير عن ارائنا لا سامح الله... لا ابدا، فانا من دعاة المحافظة على القيم والعادات الاجتماعية العالية في مجتمعنا. وهذا ليس هدف موضوعنا الان لاننا لا زلنا في بداية الطريق من الديمقراطية.وسنرجع الى موضوعنا الذي عنوانه " ماذا نبغي من نقدنا لقادتنا " او حتى انتقادنا لهم؟
نحن نحتاج الى اناس مستقلين ومخلصين للوطن والمواطن، لمراقبة اداء المسؤولين دائما واظهار اخطاؤهم، لان ذلك سيضعهم في الطريق الصحيح من المسؤولية، لان المسؤولون هم بشر والبشر معرض للاخطاء. وخصوصا في حالة مثل العراق التي لا يوجد فيها معارضة حقيقية، وانما لكل البرلمانيين ممثلين في السلطة التنفيذية بحجة حكومة الشراكة الوطنية، ولكن الحقيقة هي شراكة (شيلني واشيلك). وانتقادهم لا يعني اننا ضدهم، او نكرههم لاسامح الله. وهناك حقيقة لا يمكن تجاهلها في وضعنا الحالي، وهي تسلط بعض القوى الطائفية والفئوية على البرلمان وهذه تسخر السلطة لمصالهها الخاصة رغم اختلاف افكارها (ايديولوجياتها) لكنها متفقة على شيئ واحد وهو تقسيم كعكة العراق بين اعضائها بطريقة ( فيدني وافيدك) ففي هذه الحالة نرى المواطن المسكين هوى الضحية.
حين نقول ارائنا في ما نراه من اخطاء ترتكب من قبل الذين هم في مواقع الدولة، ابتداءا من رئيس الدولة ورئيس الحكومة، والى اصغر موظف في الدولة، يجب ان لا ينظر الينا كاننا نعادي هؤلاء المسؤولين كما سبق وقلنا، ولكنهم هم منا ونحن معهم في الطريق الصحيح.
ولكن هل الانتقاد هو من اجل الانتقاد؟ او الانتقاد هو من اجل اظهار انفسنا اننا ضد هذا المسؤول؟ او لاننا لا نتفق معه في الراي حتى وان كان يؤدي واجبه بصورة صحيحة لانه ليس من الحزب او الكتلة السياسية التي ننتمي اليها او نساندها نحن؟. في كل هذه الحالات يكون نقدنا في غير محله وغير صحيح.
يحصل ذلك كثيرا ومع كل الاسف كما هو الحال مع بعض كتابنا الاعزاء وانا شخصيا ارسلت رسالة الكترونية الى احدهم وسألته في حينه باسلوب اخوي رغم عدم وجود اية معرفة شخصية بيني وبينه وبيني وبين الشخص الذي كان يوجه انتقاداته اللاذعه له مرارا فسالته... لما هذا الهجوم الانتقادي الجارح الذي توجهه ضد هذا الشخص؟ الا تدري انك في انتقادك بهذا الاسلوب التجريحي تضعه في موقف صعب مع الاخوة الكرد باعتبارهم هم اصحاب السلطة الفعلية في منطقتنا؟. فكانت اجابته لي قصيره وباسلوب حضاري قائلا كما يلي
" الاستاذ الفاضل نيسن المحترم
تحية طيبة
شكرا لملاحظاتكم وايضاحاتكم وافكاركم وكلها محترمة وشكرا لاهتمامكم بكتاباتي
واحترم رأيك حتى في حالة اختلافنا في الرأي حيث ان ذلك لا يفسد للود قضية
لاننا شعب واحد وامة واحدة واني احترم .......لكن اختلف معهم في الرأي
والموقف وهذا امر طبيعي وصحي واتمنى لك التوفيق مع تقديري
اخوكم ومحبكم
......."
ونقيس بعض انتقاداتنا في ميزان هذا الاخ الذي يعلن صراحة انه ينتقد لانه يختلف وهل هذا صحيح؟ انا لا ارى هذا صحيحا لان النقد هو اظهار اخطاء المسؤون من اجل تصحيح مساره وان تمادى في اخطائه وجب اقالته او فصله او تنحيته او عدم انتخابه في الدورة المقبلة او سمها ما شئات وحسب الدستور والله يبارك كل مخلص ومتفان من اجل رقي الشعب العراقي.
نيسن