ماذا نريد من اكيتو 2008
كثرت المقالات حول اكيتو في الاونة الاخيرة، من كتاب على مستوى فردي او من ممثلين لمؤسسات مدنية واجتماعية . وقد ارتأينا التريث في ابداء رأينا بهذا الخصوص. لحين اقامة المهرجان، ومروره على خير يعم ابناء شعبنا وجاليتنا في استراليا وبالتحديد في فكتوريا.ولكننا فوجئنا قبل الادلاء برأينا في الموضوع، بمجموعة مقالات، لمجموعة كتاب - ان صح التعبير- دخلوا بستان الكلمة المثمرة، دخول اللصوص، فاحرقوا الاخضر واليابس. وشبوا النار بين علاقات ابناء الجالية الواحدة، نار الكلمة المسمومة، والتي حذرنا منها في مقالات سابقة.
اكيتو..لمن الاحقية ؟
يبدو ان البعض منا اصابته الدهشة حين تفاجأ بثلاث احتفالات لاكيتو، من 3 جهات رسمية. في ان واحد. باختلاف الامكنة فقط. لما قد يثيره هذا التصادم من لغط وتساؤلات محيرة في بادئ الامر، الا اننا نجد ان ما حصل، رغم تباينه نسبيا في مدى صحته، دليلا جيدا على الرغبة في تطوير وتفعيل العمل القومي، والاحساس بالمسؤولية تجاه الجالية. فاللجنة الاشورية حين اقامت احتفالا خاصا بها، كان ذلك جيدا، ودليلا على الاستمرار باقامة الاحتفالات القومية،والتي لها باع طويل في اقامتها في شتى انحاء العالم. وكذلك، اللجنة الكلدانية، فهي بدأت بالتركيز على الاحتفالات القومية، وتعريف من لم يتعرف على تلك الاعياد وخصوصيتها وجماليتها القومية. وكذلك كان عملا جيدا من اللجنة الموحدة التي تبنت التسميات الثلاثة مجتمعة. والتي اضافت روحا جديدة للاحتفالات المقامة في ملبورن، وهي روح الممكن التي نفتقدها في الكثير من حواراتنا، ومناقشاتنا.
ان ما حدث هو خطوة اولى نحو العمل الجماعي.. فالوحدة في العمل، قد تتأتى عن طريق العمل الانفرادي اولا، ثم محاولة العمل مع بقية الاطراف، ما دام هدف الوحدة في العمل، نصب اعين العاملين في هذا الحقل ، وما دامت الوحدة، هي اساس البناء، وركيزته.
اما قضايا التسمية وما يدور حولها من اختلافات في الرأي فهي قضايا ثانوية، لا تؤثر على حقيقة اننا شعب واحد بمسميات مختلفة. ولنا ارثنا الحضاري المشترك ولغتنا المشتركة، وعاداتنا وتقالدينا وروابطنا الاسرية الواحدة.
ولكل عمل مهما كان تأثيره، ايجابياته وسلبياته، ولكننا نفضل ان نرى بالمنظار المحايد ، لكي نتمكن من خلق التناغم المطلوب، والاستفادة قدر الامكان من الحدث. وهذا المنظار المعتمد على ضرورة النظرة الايجابية واهمية النقد البناء، سيخلق فينا روحا تبحث عن الافضل، ضمن حدود الافضل. فنقترح ونعمل وننتج.. ونكون خلية لنواة اكبر. تكبر مع كبر احلامنا.
ورغم كل ما نجابهه من تحديات في تحقيق تلك الاحلام الكبيرة، الا اننا سندرك يوما بعد يوم، ضرورة العمل المشترك، والتعاون، بما يضمن لكل الاطراف حقها. ودون اثارة مشاعر الاخرين. بما لا يخدم المصلحة العامة. وان كنا اليوم قد اقمنا احتفالاتنا الثلاثة في 3 اماكن مختلفة، مما صعب عملية حضور الاحتفالات كلها، الا انه قد يتسنى لنا، بالتناغم المقترح، ان نقيم الاحتفالات الثلاثة في ازمنة مختلفة. اي ان يكون لكل جهة يوم مخصص ونشاط مخصص، ليستنى للجميع حضوره. فلتكن امسية ليلة رأس السنة والتي تسبق يوم رأس السنة من نصيب اللجنة الاشورية "على سبيل المثال"، ويكون الاحتفال بالاول من نيسان، وهو يوم الاحتفال، من نصيب اللجنة الكلدانية. وليكن للجنة التسميات الثلاثة، ان تخدم اللجنتين وتساعدهما في تحقيق الفعاليتين وتنشيطهما.
ولتتغير المسؤوليات في السنة التي تليها، وهكذا دون المساس، باهمية الاحتفال، وخلق عداوات كما فعل بعض "الكتاب" الانتهازيين، ممن اكتفوا بالجلوس متفرجين وفضلوا الاصطياد في الماء العكر.
ولنحاول جميعا ان نشرك الشباب الجديد، في هذا التناغم، فجسد العمل المشترك بحاجة لدم جديد، يدفعه بقوة في شرايين الوحدة. وجوه جديدة تخلق فينا تجددا في تقبل الامور ببساطة اكثر. وجوه تحمل لنا ملامح التوافق، وقبول الاخر. وجوه لم تمحي ملامحها تشنجات وحقن خصومات الامس، وسوء الفهم.
هكذا سنتمكن، ان اردنا، من خلق التناغم المطلوب، شريطة ان نعتمد المحبة والكلمة الطيبة، اساسا للعمل المشترك، فننبذ كل اساءة قد تثير الطرف المقابل.
كما اشرنا في مقالنا الاخير، "اللاند روفر في مؤتمر عنكاوا" فان التناغم، لم يعد من مستحيلات القرن، وخصوصا لنا نحن المسيحيين، اذ ان بث المفهوم الصحيح للتناغم، سيقلل من صعوبات تحقيقه، ان تواجدت. والمفهوم الصحيح، ستخلقه الكلمة الطيبة، بسحرها ورونقها.وايجابيتها.
اكيتو، زرع مفهوما جديدا فينا، مفهوما يدعونا للعمل المشترك، وبقوة اكبر، اذ ان توحيد الجهود والطاقات التي عملت على انجاح كل الاحتفالات، يرينا في الافق كيانا جديدا، صحيا، ينهض بالمسؤولية تجاه كل ابناء شعبنا، مهما حلا لكل فرد منا ان يدعو نفسه. كيانا يبعد عن جسده، كل لسعة من شخوص يحاولون بث سموم كلماتهم وعداواتهم وتعصبهم فيه. كيانا يؤمن بالافضل، بالاجمل، بالاسمى.
وبارك الله بكل جهد جمع، ولم يفرق.
sizarhozaya@hotmail.com