ماذا يحصل في الموصل ..ولماذا
هكذا يطرح السؤال نفسه على ارض الواقع خاصة بعد احداث الموصل الاخيرة والتي اصبح ضحيتها ووقودها ابناء شعبنا الكلدواشوري السرياني دونما ذنب ارتكبوه سوى كونهم المكون الاصيل لتراب هذا البلد ، وهكذا تكون الاجابة من السذاجة لدى البعض بان يقولوا ان هذه الحالة عامة لدى جميع العراقيين وان كل ابناء العراق مستهدفون بالارهاب .. اما نحن فنقول .. نعم ان العراقيين جميعهم مستهدفون من قبل الارهاب الذي يبغي تدمير البلد وتدمير الحالة النفسية للانسان العراقي ،ولكن ان يستهدف المسيحيون بالذات علنا وجهارا وامام انظار الدولة وقوى الامن العراقية بفرعيها الدفاع والداخلية والمجتمع فتلك حالة غريبة لا يمكن السكوت عنها مطلقا ، والسكوت عن مثل تلك الحالات ما هي الا نوع من الاشتراك في افعال تلك الجرائم ويقع في باب الخيانة العظمى للشعب والوطن .. وقد تكون الاجابة الاخرى لدى البعض الاخر من الناس مليئة بالمكر والخبث ومن منطلق القول الماثور (حق يراد به باطل) اذ ينبري بعضهم ليقول ان شعبنا الكلدواشوري السرياني يقتتل في شوارع الموصل ويهجر من بلدته العريقة قسرا لأنه طالب بحقه ( بالحكم الذاتي ) .. وهنا نقول لسادتنا الافاضال ، حين خرج المواطنون في مظاهرات حاشدة جابت شوارع المدن والقصبات التي يقطنها ابناء شعبنا الكلدواشوري السرياني كانت تلك التظاهرات لغرض المطالبة باعادة المادة (50) الى قانون انتخابات مجالس المحافظات والاقضية والنواحي وليس لمطالب اخرى .. لماذا اذن حشرت فيها مطاليب بعضنا بالحكم الذاتي وفي هذه الفترة العصيبة بالذات .. ؟ الم يكن ذلك طلب غير واقعي في وقت غير منطقي.. الم يكن من الاجدى على اقل تقدير ان تؤجل تلك المطالب الى فترة اخرى أي لفترة ما بعد انتخابات مجالس المحافظات..؟ ترى ما المغزى من طرحها في تلك الفترة ان لم يكن هناك امر في غاية الخطورة وسيناريوهات عقيمة تحاك خيوطها في الاقبية الظلماء وتنفذ بيد بعض من السذج والبسطاء ممن يلهثون خلف الدولار والدينار ..؟ وماذا كانت النتيجة ..؟ سحق لكرامة ابناء امتنا وقتلهم علنا وامام انظار الملأ . والغريب في الامر ان القتلة يجوبون شوارع الموصل بسيارات فخمة ودون تردد او خوف من احد ، ومكبرات الصوت فوق تلك السيارات تنادي بقتل المسيحيين او ترك منازلهم ، او قد تقوم مجموعة من الافراد الغير المقنعين(نقول الغير المقنعين) بتفخيخ منزل وتفجيره وعلنا وفي وضح النهار ايضا ، وهذا ما حصل فعلا ، ففي مساء يوم السبت 11/10/2008 فجرت ثلاث منازل ( نقول فجرت وليس قصفت) تعود لأبناء جلدتنا في حي السكر .. وهنا ياتي السؤال المهم ( كيف تم نسف هذه الدور .. وبماذا نسفت.. وكم من الوقت احتاجه ناسفوها لتفخيخها ، هل هو دقائق معدودات ، ام يحتاج تفخيخ منزل الى ساعات وساعات وربما ايام ..؟؟!!!! ) اسئلة لا بد من الاجابة عليها علنا .. فهل يمكن ان يتم تفخيخ منزل وتفجيره بدقائق معدودة .. هل هذا معقول يا سادتي الافاضل ،الم يكن هناك أي عراقي يشاهد هؤلاء يقومون بتلك الافعال الشائنة .. اذن اين كان الجيران من اخوتنا اهالي الموصل واهالي حي السكر بالذات وخصوصا وهم يعلمون بعدم وجود اصحاب الدور فيها.؟؟!!! والاهم من هذا كله .. اين كان رجال الامن وغيرهم ..نحن هنا لا نتهم احدا بالذات ..بل ان الجميع متهمون .. والدليل على ذلك. كانت تلك الاعمال قد بدات قبل اكثر من عشرة ايام ، ولكن كان هناك تعتيم اعلامي كامل عليها .. الى ان تم فضحها من قبل المواقع الالكترونية ( الانترنيت) ،والاغرب من هذا كله ان لا يصدر أي تعليق من الحكومة العراقية او رئاسة الجمهورية وحتى رئاسة البرلمان العراقي .ولا من قبل وسائل الاعلام التي تمتلكها الدولة .. لا ندري ربما لهم عذرهم في عدم الافصاح عن فحوى القضية لغاية في نفس يعقوب .. فهل يا ترى من هو المستفيد من خروج المسيحيين من الموصل ..؟ وخصوصا قبل ان اجراء انتخابات مجالس المحافظات ..ولماذا هذا التوقيت بالذات ... اسئلة سنكتشف اجاباتها في القريب العاجل انشاء الله وحينها ستمرغ وجوه كثيرة في تراب الخزي والعار وسيعلوا منبر الحقيقة الذي سيكشف كل اغطية الشعارات وستمزق فيها اقنع الزيف الخانق الذي يعيشه بعضنا .. وقبل هذا وذاك فمن حقنا ان نطالب حكومتنا الموقرة وعلى راسها السيد رئيس الجمهورية مام جلال ودولة رئيس الوزراء الدكتور نوري المالكي والدكتور محمود المشهداني رئيس مجلي النواب ،وكذلك نطالب جميع الهيئات الدولية التي تعنى بحقوق الانسان الى الاسراع في انقاذ هذا الشعب الاصيل من الابادة المتعمدة التي تعود بذاكرتنا الى ثلاثينيات القرن الماضي حيث حملة الابادة التي قام بها المقبور بكر صدقي ضد ابناء شعبنا في سميل الجريحة ، ونطالبهم باجراء تحقيق دولي ( اقول تحقيقا دوليا تقره الامم المتحدة وليس تحقيقا محليا) وكشف الحقائق علنا ومحاسبة المقصر والمتسبب بهذه المذبحة مهما كانت منزلته دون تردد ،وحين ذاك سيكون موقف الخانعين وشعاراتهم الزائفة في مزبلة التاريخ بعد ان ينكشفوا على حقيقتهم ، حيث سيلفظهم شعبهم قبل ان تلفظهم الشعوب الاخرى ..