Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مار شربل يُحَلق في سماء المجد

بتاريخ 7 / 18 / 2008 حضرنا الى عش القديس مار شربل في مدينة "التي لا تنام" - لاس فيغاس، بدعوة من الأب د نبيل المؤنس، بمناسبة إنتهاء مهامه كراعي للشجرة المثمرة التي زرعها في أرض بور! بحيث تحمل تعب السفر وخطورته لعدد من السنين لحين تمكن بجهود رعيته الكريمة التي كانت خلية نحل بحق، من حرث الأرض وزراعتها الى أن ظهرت النبتة بعد حراستها والسهر عليها وسقيها بماء جاري صاف، صفاء رجالها بتضحيتهم وحبهم لكنيستهم وشعبهم ورعاتهم، نعم هؤلاء هم الموارنة اللبنانيين في هذه المدينة التي تقع في غرب امريكا، كان العمل الجماعي هو سيد الموقف، ها هو الدكتور يوسف مؤنس يتبرع بعدة اشهر من وقته بالرغم من تدريسه في جامعة الكسليك! ترك لبنان وجاء الى ارض "مار شربل" للمتابعة والاشراف على بناء "بيت للقديس" في نفس الوقت التي كانت جامعته بحاجة الى محاضراته الغنية، ولكن بناء بيت الرب يحتاج الى تضحية فردية وجماعية وهكذا كان بإستلام هذه المهمة الصعبة والحلوة والسهلة في نفس الوقت، لولا مطباتها والعرق النازل من الجبين لما جاء هذا اليوم التي رأينا قاعة كنيستنا الفتية تسمو وتشمخ في سماء المجد! لا فرح بدون ألم

بعد حضورنا القداس الالهي بهذه المناسبة، وسماعنا الاصوات الشجية من الجوقة الموسيقية باشراف الشماس "أدور"، وكانت كلمة الأب الدكتور نبيل مؤنس مؤثرة كعادته الذي دعى فيها شعبنا الماروني الكريم بالتعاون التام مع الراعي الجديد لأن الكنيسة ليست بناء / حجر بل بشر، وكان الأب الوقور عبدالله زيدان من لوس انجلس، الذي حضر خصيصاً للمشاركة في القداس الالهي والاشراف على هذه المهمة ومساعدة الراعي الجديد لعدة اشهر، وبهذه المناسبة السعيدة (التسليم : الاب نبيل مؤنس، والإستلام الراعي الجديد الأب نديم ابو زيد،) التي عبر عنها بهذا المثل : ذهب أحدهم الى جهنم لمعرفة كيف يعيش الناس هناك! وكان وقت الأكل! فرأى كل واحد يمسك ملعقة كبيرة وطويلة تساوي ضعفي طول كل واحد من الموجودين، فعندما يريد ان يأكل لا يتمكن لأن الزاد يقع على الارض فلا يصل الى فمه شيئ منه!! وعندما عرج الى الجنة رآهم يأكلون بطريقة "كل واحد يُوّكل جيرانه بملعتقه الكبيرة جداً" وهذه هي الجنة والعمل الجماعي! هل فهمنا المثل؟

بعدها إعتلى المنصة الأخ "مسعود يونس" رئيس المجلس الخورني او اللجنة الكنسية وقال : اليوم ذهبت الايام الحالكة وسطع نور المجد على هذه الارض المقدسة وبناءها الشامخ، وخاطب الأب "مؤنس" قائلاً : انك الراعي الصالح، ولك موقع كبير في قلوبنا، وبيوتنا مفتوحة لك دائماً، كل التوفيق لك مع محبتنا، وخاطب الراعي الجديد الأب نديم أبو زيد مُرحباً : نحن تحت طاعتكم والكنيسة، سنبقى يد واحدة بمحبة واخوّة واهلاً وسهلاً بكم بيننا كعائلة واحدة متماسكة، بعدها قدم مجموعة من اطفال الرعية اشعار واناشيد شجية بهذه المناسبة المفرحة، وتم تقديم باقات ورد الى الأبوين المتعانقين المتحابين في جو البهجة والبشرى، واتحفنا الأخ "سميح" بأبيات شعرية مادحاً ومخاطباً الأبوين الكريمين لتضحيتهما وإخلاصهما في سبيل تثبيت أقدام القديس مار شربل في فضاء المدينة

بعد أخذ الصور التذكارية إلتقينا مع الأب الدكتور نبيل مؤنس وسألناه عن شعوره بهذه اللحظة فأجاب : أنا مسرور جداً لتمكننا من حرث الأرض وزراعتها وسقيها وحراستها لحين ان نبتت الشتلة واعطت ثمارها الحلوة، واليوم نقطف ثمار تعاوننا وجمعنا السنابل الى البيدر وفصلناها من قشورها والى المطحنة مروراً بالتنور وكانت نتيجتها هذا الخبز اللبناني المحمص الذي سلمته الى أخي الأب "نديم" ليوزعه للرعية ويقول لهم : خذوا كلوا هذا هو جسدي! وكان لرعاية البطريرك مار نصرالله صفير ومتابعة المطران روبرت شاهين وتعاون الكهنة مع الشمامسة والعلمانيين وجميع المؤمنين دور بالغ في قطف ثمرة جهدنا وتعبنا وصبرنا وغضبنا وغيرتنا على بيت أبينا!

اما الأب الجديد "نديم أبو زيد" عبر عن رأيه في هذه المناسبة بقوله : أنا مرتاح لأني معكم لأن الله يمجد عندما نكون معاً، مع تأكيده على العمل الخلاق في الرعية لكي نبقى كعائلة واحدة، من خلال برنامج الزيارات الدورية للعوائل دون تفرقة، مع تفعيل عمل الشبيبة والاحداث وتأسيس النادي العائلي، لان دور العائلة مهم وكل شخص هو مكمل للآخر كخلية نحل، والكنيسة هي بيت الجميع وملك الكل، واكد على الهبة والغنى الروحي والعطايا السماوية لكل من خدم وضحى من اجل هذه الكنيسة المباركة، لان العمل الناجح هو المبني على مجد الله، وختم بقوله : انا احبكم جميعاً

اما الاخت "منى" التقينا بها على مائدة العشاء حيث اكدت على التعاون بين كنائسنا وخاصة من ناحية التعليم والتنشأة المسيحية

رأينا ولمسنا في وجوه شعبنا اللبناني في لاس فيغاس ذلك التجاذب المغناطيسي الذي نسميه الروح القدس في حركات وتصرفات واعمال جميع من حضروا ليودعوا راعيهم الجليل (نبيل)، انهم بحق خلية نحل كل يعرف واجبه من كبيرهم الى صغيرهم، من يخدم القداس وآخر ينشد لمجد الله متمثلاً بالجوقة الموسيقية والثاني يتابع أعمال المجلس والمهندس يؤكد على إكمال البناء والكهربائي يتبرع بمبلغ للمساهمة في اتمام بناء بيت الله والراعي يتجول بين الجميع ويتفقد أحوالهم قبل أعمالهم، انه جهد مقدس ما دام شفيعنا هو (القديس مار شربل)، الذي اصبح بناءه عالياً شامخاً في سماء المجد بعد ان التقى مع بناء وبيت القديسة بربارة للكلدان والآثوريين في الجهة الثانية من المدينة، وهكذا تعانقا مع القديسة رفقة والحرديني وبهذا تحولت مدينتنا من مدينة القمار والرذيلة الى مدينة الحب والسلام
shabasamir@yahoo.com
Opinions