Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مازال الوقت مبكرا لصلاة الغائب على روح المگروده

إن تحقيق الكاتب للمهنيه المنتجه في طرح رايه سواء برفض الفكره او تأيديها , لا يتم تحت رزخ موقف سياسي مسبق تجاه جهة معينه وما يولده ذلك من تأثيرات نفسيه وفنيه تفرغ الكلام مصداقيته لتجعل القارئ في حال حيص بيص ,علاوة على ان في ذلك تحجيما لفسحة طرح الرؤى وحرمانها من التوصل الى ما يفيد ابناء شعبنا .
قبل الخوض في موضوعة عنوانا, أود إستماحة القراء عذرا بأني لم أقصد من طول المقال إرهاقهم و لا أنشد منه كسب نصرا فارها على من أحسبهم أهلي من لحمي ودمي, انما الدافع هوفطرية التشبث بالقشه التي أرى في الامساك بها إستدامة الحياة لأهلي.
عوده الى عنوان مقالنا المطروح لمثيري تساؤلات تتعلق بموضوعة إستحداث محافظة سور نينوى , إذ ليس من المنطق بمكان أن يجاب عليها بمعزل عما يجري في العراق أو من دون الأخذ بالحسبان وضع شعبنا الكلداشوري السرياني المأساوي وعلاقات تنظيماته ومؤسساته الداخليه في فوضى خارطة العراق السياسيه , حيث الواقع يحتم على من يروم السداد في ابداء رأيه إيلاء الأهميه الوافيه حيال مجمل ما يدور وما يحتاجه شعب يتلوى من أزماته قبل الذهاب بنا لتحضير أكفان دفن الوليد المسكين بهذه العجاله .
لابد من توضيح بسيط لطبيعة أحد الإشكالات التي بسببها نعاني من ردود افعال يطلقها قسم من مفكرينا ومثقفينا وليس جلـّهم, حيث جوهر عقدتها لا يكمن في عجزنا عن قراءة ديموغرافية المنطقه المراد إستحداث المحافظة فيها , كما ان إشكالنا ليس سببه إنعدام إيماننا بقضيتنا او قصور في فهمنا لظاهرة التوافر الطبيعي لعنصر تداخل المصالح وإنسجامها بين الساسه المتحالفين والمتفقين فيما بينهم , لان ذلك أمرمتعارف عليه و محصله دارجه لا يتطلب إحتسابها عناء يذكر .
إنما أساس العقده التي نحن بصدد تحميل حامليها جزءً من اسباب تخلفنا عن مسيرة الركب هي تلك الناتجه عن تخبطنا في تفهم الواقع المفروض وتسببه في جهلنا لأهمية وكيفية التفاعل مع حقيقة أن المصلحة السياسية عندما تجمع طرفين متحالفين حزبان كانا او قائمتان , يمكن لهذه المصلحة في ظرف متغير أن تحظى أيضا برضا ومباركة طرفين من مكونين مختلفين وغير متحالفين , إذن سؤالنا هنا لنهضويينا : ماالذي يعني إلغاء او حرمان تيارات المكون القومي الديني الواحد من إستثمار هكذا حظوه؟ هذا من جانب .
من جانب آخر , في وضع مؤلم كالذي يمر به شعبنا, الشاطرفينا هو ليس من يجيد العويل ويناكف إخوانه وسط نيران الوطيس الحاميه , بل الشاطر من يبدع في شد المعنويات وتقليل الخسائر عن طريق إستحلاب إندفاعات صانعي الأزمات وإقتناص اي بروز لمصلحة يشترك الآخرين معه لأستغلالها في تحشيد إمكانياته وترتيبها على أمل تطويرها للأمد القادم لخدمة أجندته( القوميه) هذا إن كان شاطرنا يمتلك أجنده قوميه!! الكلام هذا موجه للجميع وليس حصرا لجهه , لكن المعني به أكثر هم زملاءنا الذين اصبحت كلمة لا المكرره رديفا جاهزا لكليشة البسمله في مقالاتهم وحكاواهم عن التسميه القوميه والعمل السياسي القومي , بحيث لم أجد تفسيرا لهذا العشق الجامع بين حب زرع الواوات و غرام كلمة (لا) أفضل من وصفه بالتهرب من تحمل المسؤوليه , بالمناسبه, وصفي هذا لم ياتي من فراغ, بل تكرار أسلوب ومناسبات هذا الرفض المتسارع تحمل لنا من الأدلة ,شئنا ام ابينا , بما يثبت عدم إكتراثهم لتأثير تلـّون الأمزجه وتجدد المنافع الذاتيه العامله في تهزيل المواقف بحيث جرّت صاحبها وستجره الى المزيد من كشف هشاشة موطئ قدماه و حقيقة شعاراته التي اصدع رؤوسنا بها .
بمناسبة المحافظة المزعومه وهي مازالت تراوح عند عتبة طرحها كفكره وبإنتظار تفعيلها رسميا, يتساءل النبيه عن دوافع تسارعنا الى تحضير الأكفان وكتب ترديد الصلاة عن روح الغائبه المگروده وهي كما اسلفنا ماتزال في غرفة التوليد بلا تعليل سياسي يتماشى ولو قليلا مع مزاعمهم القوميه وبدون مبررإنساني يراعى فيه هول الكوارث التي تحل بابناء شعبنا, أعود واقول بأن قولي هذا ليس إدعاء بقدرتي على قراءة ما في العقول فتلك من قدرات الخالق , ولكن عندما ينطلق الرفض بشكل تعسفي مع سياق تكرار كلمة لا تحت تأثير_على سبيل المثال _هاجس إستفادة الاحزاب الكرديه في حال إنضمت المگروده الى إقليمهم مستقبلا بينما يتغافل الإخوان عن أن مثل هذه التوجسات هي إشارات ضعف في عرف العمل السياسي .
وحين يأتينا الرفض بوازع تخوف الاخوة العرب من مستقبل ترويج فكرة المحافظة على اعتبارها خطوة نحو تقسيم العراق, متناسين بأننا في بلد بات حاكميه وسياسييه يطرحون مأسينا ومذابحنا للمزايدة بها وطنيا ودوليا, أما الذين يعللون رفضهم بعزل(المسيحيين فقط) دون المكونات الاخرى , فهم يغضون الطرف عن أن طشارنا قد أفرغ البصرة و بغداد والموصل وكركوك من ابناء شعبنا وألحقهم بتعداد شتاتنا المبعثر في قارات المعموره .
وثمة رافض آخر يشّبه المحافظة بمقبره للمسيحيين لو تحقق إستحداثها, وكأن شعبنا (الكلدواشوري السرياني) الذي يصفه بالمسيحيين يعيش اليوم في بحبوحة مترفه إسمها العراق يشتهيها ابن نيويورك ولندن وباريس, أما الحديث عن أصحاب المواقف المسبقه التي نتلقى ردودها المستنسخه اوتوماتيكيا , فقد إعتدنا منها الرفض لا بل النبذ لكل ما تقترحه سواء الحركة (زوعا) او التنظيمات المؤتلفه معها حاليا ولنا فيه هذا النموذج مثالا حياً للإشكاليه التي نحن بصددها.
إذن يا إخوان, مالذي يمكن إستشفافه من هذه اللاءات والتعليلات ؟ واي خير جنينا من سابقاتها كي نعول عليها اليوم؟ أليست في مجملها عاكسه لحالة عدم إستقرار الأفكار وخلوها من اي تمحيص منطقي لحدود الفائدة المتوخاه من تشكيل محافظة اداريه يراد منها انعاش وضع ساكنيها بمختلف أعراقهم وأديانهم, ثم يا ترى كيف يمكن الخروج من هذه الناءات بنتيجه تؤكد إستعدادية نهضويينا في تحمل المسؤولية لوفرض عليهم تحملها في شراكه مستقبليه ممكنه ؟
لحد هذه اللحظة, والحقيقة يجب ان تقال كيفما كان مذاقها, لم نتشرف باي مبادرة جديه من لدن رافض فكرة المحافظه يتحفنا فيها بوصفة سريعه تنقذ أبناء شعبنا ومعهم المكونات الأخرى حتى نعدل نادمين عن مطالبتنا بالمحافظه , ولا ندري والعلم عند الله إن كان قد تجرأ أحدهم وأملى دون علمنا برساله لـَوَى بها ذراع مجلس محافظة نينوى وإدارتها وأجبرهم على إتخاذ إجراءات سريعه تكفل سلامة حركة ابناء القرى وزيارتهم لمركز مدينة الموصل .
شخصيا, أرى بأن ما يمكننا ان نقرأه اوربما الجزم من خلاله هو ان برامج الرافضين هي من النوع المقفل حصريا على اعلان الشجب والاستنكار و تحريرالتعازي الألكترونيه بيدهم اليمنى حاملين باليسرى بطاقة ال (لا) الحمراء في مناسبة او دون مناسبه ,ولكم ان تتخيلوا حجم الفائده التي قناها او سيقتنيها شعبنا من الذين أداروا ظهورهم على مخاطر ظاهرة الهجرة المفزعه و على مسلسل عمليات القتل والخطف والتهجير , وبالتالي إكتفوا برفض أستحداث المحافظة, وما أسهل ذلك !! .
ألا يحق لأبن تللسقف وقرقوش وألقوش ان يستجوب المتنعمين بترف امريكا واوربا ويستفسرعما قدموه من أموال استثماريه او مقترحات اومحفزات لمشروع محلي اودولي أحرجوا فيه صناع القرار وإضطروهم الى اتخاذ إجراءات عمليه وسريعه توفر الامن و الخدمات لابناء قرانا و توفير فرص العمل لهم في أماكنهم؟ ثم كم منا نحن المنبسطون في مدن الغرب قاد او شارك في تظاهره تنديديه لما يجري بحق اهلنا ؟ وكم وكم ........
لا أظن ان أحدا منا ينكر حقيقة بؤس ردات فعل و مواقف الاحزاب الفئويه الكبيره تجاه الجرائم التي ترتكب بحق شعبنا, فهي محكومة بأجنداتها, لابل هل فينا من يتجرأ إنكار حقيقة إستغلال هذه الاحزاب لمعاناة شعبنا ,حتما ليس بإمكان أحد ان يتجاهل بان هناك جهات عربيه اسلاميه شيعيه وعربيه اسلاميه سنيه وهكذا كرديه اسلاميه سنيه وشيعيه وحتى دوليه تعقد آمالها على تأييد او رفض استحداث هذه المحافظة لأهداف متعلقه بها وهي ليست نفس اهدافنا التي نعلنها ونرومها وراء مطالبتنا بالمحافظة, وهذا الامر يجرنا الى التساؤل عن أين منطقيتنا وحنكتنا السياسيه في استثمار الموقف الذي يفيدنا , في حين نلغي طواعية ً إمكانية الاستفاده من حالة صراعيه خارج مكوننا بما يوحدنا و يفيدنا لخدمة مصلحة شعبنا.
لنفترض أن الحزب الفلاني يرى في إنشاء المحافظة إنتقاما من نده العلاني وهو أمر دارج في السياسه خاصة في وضع كوضع العراق الحالي , لكن هل معنى ذلك ان على الناشط القومي وضع علامة x او لا حمراء على كل شئ اسمه حقنا ومطلبنا كي لا ينزعج فلان او علان حتى لو كلفنا ذلك إجبار اهلنا بقبول المعاناة أوالهجرة و بالموت السريع و البطئ من اجل عيون الحزب الفلاني او العلاني؟ عن اي مشروع قومي تتحدثون إذن؟ واين تريدون إقامته؟ الا ترون أن في ذلك ضحك على ذقوننا ناهيكم عن كونه تثقيل منهك على كاهل الذين يتذوقون الأمرين في العراق؟
هنا نكون قد إقتربنا من مربط الفرس بعد التيقن من ان ماساة شعبنا قد غدت عند عـّبـَدَة التسميات ليس أكثرمن مثابة بضاعه يتاجَر بها, وآخرون يعتقدون بأن مآسينا هي نصيبناالمحتوم من منطلق ثقافة التهرب (عوفني دا اعوفك) كوننا نصارى اذن مكتوب علينا العيش بالذل او بالموت راضين , ولاننا أهل ذمه وكتاب يترتب علينا دفع الجزيه صاغرين او مغادرة المكان قبل مواجهة الموت, والمصيبة تعظم مع الرهط الذي لا يرى ضيرا في سفك دماءنا ونهب اموالنا وتشويه تاريخنا و لايهتز له جفن حتى لو بقينا مشتتين ساكتين منصتين لما يقرره الأوصياء ,لأن الأمر المفرح له والأنكى و المؤسف لنا هو ان حالة الإشباع عنده تكتمل تخمتها عندما يلعلع صوت التسميه القوميه الفلانيه و ترفرف المذهبيه الدينيه العلانيه , ناهيكم عن الذي أجهد نفسه ليحوش ارضا بلاش ثمنا لزرعه بذور الفرقه بين ابناء شعبه اوآخر حظي بوظيفة أخمدت قلمه وانسته هموم شعبه , والى جهنم بالآخرين وبئس المصير ( حاشاي من قول ذلك) . حقيقة , يحار المرء ماذا يقول وبماذا يصف ابن جلدته الذي يكيل من عنده على واقع اهله المرير قنطارا من الخربشات و مزيدا من العراقيل ؟
نعود ونتوجه بسؤالنا المهم, بأي حق ولمصلحة من نرفض إن كنا عاجزين أو متهربين و مستكثرين على أهلنا موقفا بسيطا يعاونهم في تقويم وتصحيح واقعهم على الأرض ؟ كيف يكون شكل الدفن الطوعي لوجودنا يا سادتي ؟ ثم الى متى ينتظر شعبنا وهو يكابد المراره؟و متى يشرع في لملمة أشلاءه حتى يستطيع ممارسة حقه والوقوف بوجه ظالميه ,متى وكيف سنحث الرأي العام المتغافل عنا ونحن في تراشق مستمر؟ وكيف سيتسنى لنا تحريك القوى الوطنيه الحقيقية المشككه في قدراتنا كي تتفهم حقيقة ما يدور على الأرض لتتخذ موقفا نبيلا تجاهنا ليس فقط في مسألة المحافظة بل في الكثير من الأمور التي ننتظر من تنظيماتنا البت فيها .
يكذب علينا كل من يريد زرقنا بجرعة مخدره في القول ان لنا كذا تاريخ مشرف وكذا حضاره وكيت من النسبه المؤيه , يا إخوان لم يعد هذا يشكل اي قوة ضغط تحرج الديناصورات السياسيه الداخليه والخارجيه التي تعرف تاريخنا جيدا , ولأننا نحن الذي خلقنا لأنفسنا واقعا مزريا وكشفناه على عواهنه أمام الملأ ,فمن لا يريد أن يعمل على هذه الحقيقة ويصحح واقعه ضمن إمكاناته فهو يحرث في بحر التزامط والهتافات.
أما الحديث عن أصل وحقيقة مطلب محافظة سورنينوى , حقيقة يستغرب المرء من إصرار البعض على إعتباره هبه منـّت علينا بها الأحزاب الكرديه , وإن صح ذلك علينا ان نشكرهم دون شك ,وفي حال لم يصح ذلك, فكما أسلفنا بأنه لا ينفي مساعيهم للاستفادة من تاييده او رفضه , انما حقيقة مطلب المحافظة في اقل تقدير ظهر بوضوح منذ الايام الاولى التي عقبت سقوط النظام ان لم يكن قبل ذلك حيث كان الهدف منه تحسين احوال الناس التي أهملتها الانظمه وما يزال المطلب بنفس الهدف .
نختتم المقال بتذكير الساده المتشبثين بوصف المحافظة المقترحه بالمسيحيه ونقول لهم بكل محبه بأن وصفكم هذا يا إخوان لا يتسم باي واقعيه او عقلانيه لان المنطقه فيها مسلمين عرب سنه و مسلمين عرب شيعه وشبك ويزيديين و مسلمين اكراد سنه , أما الإصرارعلى ترويج وصفها بالمسيحيه فهو خطأ يرجى الانتباه اليه إن لم يكن الغرض منه زيادة في التسويف والتشويه والعرقله .
الـــوطن والشــعب مــن وراء القـصـــد



Opinions