متشددون يحرقون دكاكين لبيع المشروبات في بغداد

16/01/2006

زمان

تلقي اصحاب محال ومخازن لبيع المشروبات الكحولية في بغداد خلال المدة التي سبقت عيد الاضحي المبارك تهديدات وزعها مجهولون بالقتل وحرق محالهم في حال استمرارهم بالتعاطي في هذه التجارة . واقدم مجهولون يستقلون سيارة نوع (كيا) ويرتدون الملابس السوداء علي حرق محلين لبيع المشروبات الكحولية في منطقة كراج الامانة وأطلقوا النار في الهواء بعد احراقهم المحلين للتعبير عن ابتهاجهم ، فيما تجمع مواطنون كانوا يرقبون الحادث .

وقال شهود عيان لـ (الزمان) ان ( نفس المجموعة اقتادت اصحاب محال اخري لبيع المشروبات الي جهة مجهولة حيث قاموا بتهديدهم وتوقيعهم علي تعهدات بعدم مزاولة هذه المهنة من جديد ) .وذكر اصحاب محال ومخازن لبيع المشروبات الكحولية انهم تلقوا تهديدات بالقتل والتصفية بواسطة مناشير وزعت عليهم قبيل عيد الاضحي المبارك . وقال فريد زيدون ( صاحب محل) : هذه المنشورات تنذرنا بتصفية محالنا ومخازننا خلال 10 ايام من تاريخ توزيع المنشور وبعكسه سيتم حرق المحل وقتل صاحبه ) مضيفا اننا( وبالرغم من تسجيلنا شكوي لدي مركز الشرطة لابلاغهم عن هذه التهديدات الا انهم لم يقوموا باتخاذ اية اجراءات ملحوظة الامر الذي اضطرنا الي اغلاق محالنا والجلوس في البيت مما ادي الي قطع ارزاقنا التي اعتدنا عليها وشرعها لنا ديننا ولم نخرج خلالها عن المألوف )

وناشد زيدون زهير الحكومة ( ايجاد صيغة جديدة لعملهم أو ابلاغهم رسميا بمنع بيع المشروبات الكحولية ، خاصة وانهم توارثوا هذه المهنة ابا عن جد ، وهي مهنتهم الاساسية التي اعتادوا عليها) مشيرا الي اننا( سنضطر الي غلق محالنا خوفا من التهديدات التي نتلقاها يوميا من بعض العناصر المتشددة وهي تهديدات تتضاعف بمرور الايام وقد وصلت حد القتل وحرق مصدر معيشتنا ، مما سيؤدي بنا بالتالي الي تصفية اعمالنا والسفر الي خارج العراق لاننا لم نعد قادرين علي التمتع بحريتنا في هذا البلد ) . وشدد ابو يونان شاكر اننا ( نلتزم التزاما اخلاقيا بالعادات والتقاليد الدينية التي يمارسها اخواننا في الاديان والطوائف الاخري حيث نقوم بغلق محالنا التجارية خلال شهر رمضان المبارك والمناسبات الدينية الاخري التي تستحق الاحترام ، لكننا في الوقت نفسه نمتلك طقوسا وايام نحتفل بها وعلينا خلالها ان نمارس حقنا الطبيعي فيها ، ولكن يبدو ان بعض الجهات المتشددة لاتريد لنا ان نمارس هذه المهنة التي كانت وما تزال مسموحة في هذا البلد الذي يمارس ديمقراطية جديدة تراعي خلالها الحرية والمعتقدات لجميع الطوائف الدينية كالمسيحية والايزيدية وغيرها ) مضيفا اننا( نناشد حكومة الجعفري واي حكومة قادمة وضع حدّ لهذه الانتهاكات التي تستهدفنا وتستهدف رزقنا ) .

وأكد صبيح كوني انه ( اذا بدأت هذه الجماعات المتشددة بتضييق الخناق علي اصحاب بيع المشروبات الكحولية ومنعهم من بيعها في العلن وامام نظر القانون فانهم سيلجأون الي مزاولة بيعها في السر وفي داخل البيوت ومن خلال بعض المحال غير المخصصة لذلك ، مما سيفتح الباب عريضا لترويج مواد اخري ممنوعة كالمخدرات بهذه الطريقة ) موضحا انه( يتمني ايجاد صيغة حضارية للحد من بيع المشروبات اذا كانت ممنوعة والحد من ظاهرة التسلح والتسيب الذي يشجع علي بعض الممارسات التي ستحرق الاخضر واليابس كما يقول المثل) .