متى تشكلون الحكومة ايها الساسة ؟
استبعاد الحل السياسي وانغلاق سبل التوافق على الحلول الوسط، واحياء الازمة السياسية، واستمرار اجتماعات طويلة بين فرقاء الازمة لا تسفر عن نتائج جيدة في العراق ، من هذه الفوضة يحاول السياسيون طي السرية والكتمان وما يتسرب من المشاورات يثير القلق والخوف، ومن ريبة وشكوك ومحاولات تآمر وإقصاء ومزاحمة تضرب جميع التحالفات السياسية المتوقعة، ومن انباء وشائعات عن ابتعاد سياسيين ولاعبين على الحلبات، ما وراء الحدود العراقية ابقاء العراق بوضع غير مستقر سياسيا واقتصاديا ابقاء العنف مستمرا لتأخير عدوة التوجه الديمقراطي الى بلادهم .بنفس الوقت غير المحتمل تغيير الحقيقة الأساسية في السياسة العراقية وهي إن نتائج الانتخابات متقاربة للغاية ، وليس بوسع طرف واحد تشكيل حكومة من دون بناء تحالف واسع النطاق.
يواجه السياسيون العراقيون اليوم مهمة تشكيل حكومة شاملة وتمثل جميع فئات المجتمع وتستطيع أن تلبي احتياجاته.
نحن الناخبين نشاطر قلق أولئك الذين يعتقدون أن الوقت قد حان بالنسبة للسياسيين ان يذهبوا ويبداوا العمل على تشكيل حكومة ، هذه العملية التي تبدو متاخرة كثيرا ، والعراق بلد يحتاج الى المضي قدما والا الوضع الامني سوف يتراجع اكثر فأكثر والمواطن البريئ هو الضحية دائما وابدا .
ماهي المحصلة الان:
1- القرارعلى اجتثاث 52 من القائمة العراقية انه محاولة من جانب رئيس الوزراء نوري المالكي لاستعادة زمام الامور ما قبل تقبل نتائج الانتخابات الاخيرة. لماذا لم يبادر المالكي بإجتثاث الفاسدين من امثال وزير التجاري السابق السوداني ؟ لماذا لم يبادر بإجتثاث افراد من الايرانيين من القوائم الطائفية التي تساندها ايران والذين جاءو بشهادات مزورة معضمها من ايران ؟ علما ما زالت ايران تقدم مساعدات قاتلة في تدريب الميليشيات وزعزعة الاستقرار ومحاولة زيادة نفوذهم وعدم احترام سيادة العراقية .
2- يريد رئيس الوزراء المالكي البقاء في السلطة اطول فترة ممكنة ، وقد اتهمه النقاد بأنه استخدم وحدة خاصة لمكافحة الارهاب تحت سلطته لسجن المعارضين السياسيين ، ودبر امر حظر المرشحين واعادة فرز الأصوات من قبل القضاء في وقت سابق .
3- لست من الضد بفرز الاصوات ثانية لكن اتسأل :
من يضمن عدم حدوث تزوير اكثر هل ممكن العد اليدوي يخلو من التزوير وكيف يمكن الاعتماد عليه عندما تكون المؤسسات الحكومية وغير الحكومة غير نزيهة اولها المفوضية اللامستقلة للانتخابات ثانيا القضاء العراقي غير نزيه وغير محايد في هذا المجال .
4- هناك مناورة وراء الكواليس للقضاء على ما تبقى من روح التوافق والتعاون القائم في بغداد قبل الانتخابات، هل ان السياسيين العراقييون سيثبتون رغبة جديدة للعمل فيما بينهم ، ويرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى الإنجازات الأمنية التي حققتها الزيادة لمكافحة الارهاب بالتنسيق مع القوات الامريكية والقوات العراقية منذ 2007.
5-رغم كل هذه الزوبعة السياسية حققت الحملة الامنية ضد قوى الجريمة والارهاب نجاحات مهمة كان ينبغي ان تنعكس مباشرة على الحياة اليومية في بغداد ، استطاعت تفكيك خلايا القاعدة مما اثار مخاوف فئات من الطائفتين كانت قد حققت وتحقق مكاسب سياسية ونفوذ من حالة عدم الاستقرار وانتشار الاضطراب والفوضى في بغداد. بالمقابل اثبت وطنية القوات المسلحة العراقية وتجاهل الصراعات السياسية الموجودة على الساحة السياسية وهذا مؤشر خير مما لاتشجعه دول الجوار والمنتفعين من القوى السياسية .
6- التهديدات المضادة بين الكتل السياسية ، واستعمال لغة الحسم العسكري، وما يقال عن عودة انشطة مليشيا جيش المهدي هنا وهناك، وتحريك رؤوس الفتنة الطائفية بالاستعداء المنظم لطائفة ضد اخرى، ومن حالات التضييق على حريات المواطنين والتدخل في ممارسة حياتهم الشخصية كما كان يجري في العام 2006 وما بعده ينشط اصحاب هذا التخلف الحضاري بموجتهم، مثلا تلقت موظفات وطالبات كليات وعائلات نصائح من وكلاء بالتزام الحشمة وضرورة لبس السواد، وتحريم الاستماع الى الاغاني، والغاء مهرجانات فنية. وهُددت مصالح وخدمات محلية ترفيهية بالعقاب في تقديم برامج ترفهية وكأن العراقيين يجب ان يعيشو في الاحزان واللطم والبكاء لاغير .
ماذا تكون النتائج
1- في النهاية سيكون النصر للوطني العراقي وليس للاحزاب السياسية التي تخلت عن وطنيتها لصالح مصالحها الشخصية والذاتية وكسب المال العام بشكليه الشرعي وغير الشرعي على حساب دماء ابرياء العراق .
2- في النهاية أن الوطنية العراقية ستنتصر على التدخل الإيراني . على طوال التاريخ للشعب العراقي معروف بوطنيته وحبه لارض الرافدين .
3- ستنتصر القوات المسلحة العراقية بتثبيت وحدة العراق وتدحر الارهاب وتمنع التصنيف الطائفي للعراق وهي اكثر حرصا على وحدة العراق من السياسيين .
نهاية نيسان 2010