متى يعلن سريان لبنان دولتهم المستقلة
ربما كان القرن الماضي كافيا لان يعرف المسيحيون في لبنان انهم لن يستطيعوا البقاء على ارضهم مادامت هناك هناك قوى اخرى تدعمها جهات دولية بالمال والسلاح وان نزيف الهجرة سيستمر حتى اخر مواطن لبناني مسيحي وان محاولاتهم الدفاع عن العروبة والتعرب لم تسعفهم في البقاء على ارضهم التي عاشوا عليها منذ القدم فهناك جهات عدة تحاول انتزاعها منهم وما الحروب التي مرت بها لبنان الا محاولة لانتزاع البلاد من سكانها الاصليين بشتى الطرق والمحاولات لم تتوقف حتى اليوم للوصول الى هذه الغاية .لقد اقلقني كما اقلق الكثيرين نزيف الهجرة الذي ينخر بالمسيحيين اللبنانيين والذي لا يمكن وقفه لسبب بسيط هو ان هؤلاء اللبنانيين لا يستطيعون العيش في بلد يحسون انه اغتصب منهم وانه لم يعد لهم ،فالمجاملات وحدها لا تكفي لاقناع الناس بأنه مازال بلدهم وهم يروون ان الغرباء هم من يتحكم به فعليا ، ولذلك الحل الوحيد هو ان يعلن الموارنة السريان وباق الطوائف المسيحية استقلالهم وتكوين جمهورية لبنان السريانية فالاحتفاظ بنصف او ثلث البلد افضل من فقدانه كله اما المزايدين ودعاة الوحدة (الغير عادلة) الذين سوف ينصعقون بهذه الفكرة فأنصح بإهمالهم وعدم الاستماع الى ارائهم لانها ستؤدي بالنهاية الى انقراض هذا الشعب العريق من أرضه ولن يستفيد من نداءات الوحدة (الوهمية) سوى اعداء لبنان فلا وحدة بدون سيادة حقيقية على الواقع وليس بالتصريحات الرنانة .
ان التوقيت الحالي هو افضل وقت لاعلان دولة السريان في لبنان فلا يوجد قوة مسيطرة على لبنان كما كان في السابق ولا يوجد حكومة قوية قادرة على منع قيامها ولا يحتاج السريان سوى البحث عن حليف يدعمهم وتأييد دولي لانجاز هذا المشروع الجبار الذي سيذكره الاجيال والذي سيجعل لبنان تبقى لبنان ولا تتحول الى ايران او سوريا ويجب ان لا ننسى ان للشعوب حق تقرير مصيرها والشعب السرياني حاله حال باقي الشعوب له الحق في اقامة دولته الخاصة او ان يختار بحريته العيش مع شعب أخر كما اتمنى ان يتبنى هذا الموضوع اناس وطنيون لكي لا يتاجروا بدماء ابنائهم كعادة الكثير من القادة الذين يتلاعبون بمصير ابناء شعبهم .
انها دعوة للشعب أولا وللحركات والأحزاب اللبنانية لكي تبحث هذا الخيار الذي لا تتكرر فرصة تحقيقه دائما وليتوقفوا عن رفع شعارات الغير لارضاء هذا وذاك خاصة ان هذه الشعارات لم تخدمهم أبدا بل اضرت بهم وبقضاياهم القومية كثيرا .