مثال الآلوسي: الفوضى الحالية تخدم المصالح الشخصية لبعض الزعماء السياسيين
25/03/2006الجيران - نفى عضو مجلس النواب ورئيس حزب الأمة العراقية مثال الألوسي ان تكون الكتل السياسية قد بدأت مشاورات حقيقية لتوزيع المناصب السيادية والوزارية، ملمحا الى ان "بعض الأطراف السياسية تسعى لزج أعضائها أو المقربين لها في هذه الوزارة أو تلك". وأعرب الألوسي، في حوار مع (آكي)، عن أسفه لعدم "ارتقاء الوعي الوطني لدى بعض السياسيين إلى مستوى تحمل المسؤولية، فالبعض منهم يصرح بضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية وفق الاستحقاق الانتخابي، لكنه للأسف لا يطبق ما يقوله، لأن الفوضى السياسية تخدم مصالحه الشخصية".وكشف الالوسي عن وجود "ضغوط أمريكية على قادة الكتل السياسية لتشكيل حكومة وحدة وطنية وفق الاستحقاق الانتخابي، و قد بدا هذا واضحا في رسالة الرئيس جورج بوش التي دعا فيها إلى تشكيل الحكومة". وتابع "كما أن وفد الكونغرس الأمريكي ،خلال زيارته الاخير الى بغداد، أكد أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد ان يتخلص العراق من نظام ديكتاتوري وفاشي ليقع في متاهات سياسية نتيجة فشله قادته السياسيين".وانتقد الألوسي بشدة "فشل الحكومة في توفير الأمن، لأنها لا تملك وزارات أمنية قوية تضرب مظاهر الإرهاب بقوة وتسعى إلى إعادة الاستقرار"، وأشار إلى أن "البعض يريد أن تستمر هذه الحالة حتى تتنفس الحزبية"، و"بعض الأطراف السياسية، التي تجوب دولا مثل الإمارات ومصر والأردن للحصول على الدعم والمشورة لكنهم لا يجلسون مع بعض للتشاور" . وأضاف الألوسي "لقد سرقوا فرحة الشعب بالانتخابات، كما أن هيبة البرلمان قد انتهكت وحقوق المواطن ضاعت، فيما يفتك الإرهاب بالناس وبعض الساسة لا يهمهم ما يحصل، والبعض الآخر يحاول الضغط على المواطن لإرهابه بذريعة الحرب الأهلية كي يقبل بالحد الأدنى، لكنهم يجهلون انه لن ينجر إلى هذه الحرب، لأنه محصن دينيا واجتماعيا وثقافيا، وليس بفضلهم".وأوضح رئيس حزب الأمة العراقية أن "الجانب المعلن من نتائج المشاورات يوحي بالايجابية، لكن الجانب الخفي يشهد صراعا، وحتى قضية ترشيح الجعفري فسوف يتم تقديم تنازلات بشأنها إذا حصلوا منها على جزء اكبر من الكعكة، لان هناك صراع على المصالح والنفوذ، كما أن أطرافا أخرى تتخيل نفسها أكثر وطنية من الآخرين، فضلا على وجود اختلاف على مفهوم الإرهاب، ولولا الضغوط الأمريكية لأصبح العراق مشتت بين أهواء إقليمية ونزاعات فاشية".وردا على سؤال عما سيفعله لو تم ترشيحه لوزارة أمنية، قال "سأضرب بيد من حديد على الفتنة وإراقة الدماء، و سيكون هناك حرمة للقانون والإنسان، وليس هناك أي شيء فوق الإنسان".يذكر أن الالوسي، الذي استقطب عدد من المثقفين والتكنوقراط، كان من قياديي حركة المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمها نائب رئيس الوزراء المنتهية ولايته أحمد الجلبي، قبل أن تفصله الحركة بسبب مشاركته بمؤتمر حول الإرهاب عقد في إسرائيل. وقد أسس بعدها حزبه الحالي الذي ظفر من خلاله في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بمقعد في مجلس النواب، بسبب تصريحاته الجريئة، التي أدت إلى اغتيال اثنين من أبناءه العام الماضي