مجاهدي خلق وازمة رئيس الحكومة ..؟؟
معروف بان منظمة مجاهدي خلق الايرانية منظمة معارضة للحكومة الايرانية بعد ان كانت معارضة لحكومة الشاه كذلك ، لجئوا الى العراق بعد ان اشدد الخناق عليهم من قبل الحكومة الايرانية قبل سنوات وكان لهم تواجد قانوني بعد ان منحتهم الحكومة العراقية في النظام السابق حق اللجوء ، كما قدمت لهم الدعم والمساعدة للقيام باعمال ضد النظام الايراني ابان الحرب العراقية الايرانية منطلقين من مناطق تواجدهم في المناطق الحدودية القريبة من الاراضي الايرانية ....لايستبعد ان صدام حسين ونظامه كان قد استغل وجودهم كلاجئيين في الاراضي العراقية ليقوموا بعمليات معينه ضد العراقيين كردا كانوا او عربا ، وهي بطبيعة الحال ضريبة كان لهم دفعها لنظام مقابل حمايتهم وبقائهم في الاراضي العراقية .. وهذا الاسلوب كانت تمارسه المعارضة العراقية في ايران زمن صدام عندما كانت تقوم باعمال ضد المصالح العراقية بدعم ومساعدة الحكومة الايرانية وما قامت به مع الاسرى العراقيين ( التوابين الا نموذجا ) على تلك الاعمال وهذه المعارضة الان تحكم العراق..؟؟
بعد سقوط النظام السابق في 2003 قامت قوات التحالف بتجريدهم من السلاح كليا وحدد وجودهم في معسكر اشرف في ديالى .. ومنذ ذلك التاريخ ليس لهم اي نشاط عسكري على الساحة ....
ولكن بعد تسليم المعسكر الذي كان الامريكان يشرفون عليه الى السلطات العراقية وفق اتفاقية الحماية الامنية لتضمن لهولاء حقوقهم كلاجئين وان يعاملوا معاملة انسانية وفق المعايير الدولية وحقوق الانسان ..
الا ان القوات العراقية اقتحمت معسكر اشرف في الايام القليله الماضية عنوة وسببت في قتل العديد منهم وجرح العشرات من هولاء اللاجئين ..
بحجة ان وجودهم يخالف الدستورالعراقي كونهم منظمة عسكرية وارهابية تهدد امن واستقرار دول الجوار والعراق حريص على اقامة علاقات حسن الجوارمع
تلك الدولة ، لهذه الاسباب فان من حق الحكومة العراقية اتخاذ الاجراءات الامنية
والعسكرية ضدهم والحد من نشاطهم ... والخ ..
لنناقش هذه المبررات ونقول :
1- ان الادعاء بان هذه المنظمة هي عسكرية وارهابية ، هذا الادعاء الان لااساس له لان بعد 2003 قامت قوات التحالف بتجردهم من اسلحتهم واصبحوا لاجئين عاديين ليس الا .. كما ان صفة الارهاب غير ملازمه لهم بعد ان رفع اسمهم من قائمة الارهاب بقرارالاتحاد الاوروبي ، وان التعامل معهم الان من قبل المجتمع الدولي وامريكا خاصة على اساس هم مقاومة وليسوا ارهابيين ..
2- اما وجودهم يخالف الدستورفهذا غير وارد ايضا لان وجودهم في العراق قد سبق تشريع هذا الدستور في 2005 وبما ان الدستورلايسري باثر رجعي فيكون تواجدهم في العراق مشروع وحق مكتسب فعلى الدستور حماية هذا الحق وفق ما تنص عليه الفقرة الثانية من المادة 21 منه بصفتهم لاجئين سياسيين في العراق....
3- اما ان العراق لايسمح للمسلحين بالقيام باعمال عسكرية ضد دول الجوار لانه يسعى لاقامة علاقات حسن الجوارمعهم .... من الطبيعي ان يسعى العراق الجديد الى اقامة العلاقات جيده مع دول الجوار، فنسائل هل قاموا مجاهدي خلق بعد 2003 باي عمل عسكري ضد مصالح تلك الدول.؟؟ الم يكونوا انفسهم تحت حماية قوات التحالف ومراقبته وحددت حركتهم داخل المعسكر وخارجه ..
كانوا المسؤولون في طهران يمارسون منذ زمن طويل ضغوطًا على حكومة بغداد لطرد منظمة مجاهدي خلق التي تعمل على اسقاط النظام الاسلامي الايراني. ولكن العراق امتنع عن اقتحام المعسكر بسبب معارضة الولايات المتحدة ..ولكن بعد ان سلمت امريكا مسؤلية المعسكر الى الحكومة قامت بالغارة على المعسكرتنفيذا لطلب ايران وارادتها في بسط نفوذها على السياسية العراقية .. ؟؟ فجاء رد (( المسؤولين الايرانيين يعبرون عن ارتياحهم من ما قامت به القوات العراقية ضد مجاهدي خلق ، وأعربت إيران عن ترحيبها بعملية الاقتحام وفق ما اعلنه رئيس البرلمان الايراني على لا رجاني الذي وصف العملية بالمتناخرة غير ان فعل القوات العراقية يستحق الثناء
حسب ما نقلت عنه وكالة مهر شبه الرسمية )).
اما ان الحكومة خيرتهم بين :
1- تسليمهم الى الحكومة الايرانية ( اعادتهم الى ايران ) ....
وهذا مالم تعترض عليه قيادة المنظمة وعلى لسان مريم رجوي بانها لا مانع من ذلك بشروط وضمانات دولية تضمن سلامة المرحلين من بطش حكومة الملالي في ايران .. وبدون هذه الضمانات سوف يتم تصفيتهم على الحدود العراقية الايرانية بكل بساطه وسهولة ..اليس كذلك ..؟؟
2- تسفيرهم الى دولة اجنيبة اخرى تقبل بهم كلاجئيين ..
هنا تكون مسؤولية الحكومة العراقية وفق مواثيق الامم المتحدة وحقوق الانسان حماية هولاء ومعاملتهم معاملة انسانية لحين تسفيرهم الى دول اخرى توافق على قبولهم كلاجئيين خاصة وان هناك اتصالات مع دول اجنيبة عن طريق هيئة الامم المتحدة والصليب الاحمر الدولي لايجاد دولة تنقذهم مما هم عليه ..
3- اما المقترح الاخربنقلهم الى اية محافظة عراقية اخرى بعيده عن الحدود الايرانية .. بمعنى اخر ابعادهم عن الحدود الايرانية خشية من يقوموا باي عمل ضد المصالح الايرانية وهذه الخشية جاءت على لسان قائد الثورة الايراني علي خامنئي في 26/ 2/ 2009 للرئيس جلال الطالباني بان مجاهدي خلق مصدر الشر والفساد ...فابعادهم هو لترضية ولي الفقية .. فالطريقة التي استعملتها القوات العراقية باقتحام المعسكر وارتكابها ابشع الاعتداءات بحق ناس مجردي السلاح ولا يملكون من وسيلة الدفاع عن انفسهم سوى ذلك الصراخ والعويل الذي سمعناه من النساء والاطفال التي كانوا القوات العراقية تنهال عليهم ضربا فقتلوا منهم العديد واصابوا منهم العشرات ..هذه العملية تتنافى ومبادى حقوق الانسان وتتعارض مع المواثيق والاتفاقيات والاعراف الدولية ومخالف لاحكام ومبادى الشريعة والقيم والاعراف العربية ....؟؟ واختراق للاتفاقية المبرمه مع الامريكان التي تعهدت بها الحكومة العراقية ان تحافظ على هولاء وتعاملهم بشكل انساني كما كانوا سابق .. فهل من مصلحة للعراق وشعبه ان نقف ضد هولاء جميعا ..؟؟
العكس هو الصحيح كان على الحكومة العراقية ان تستفيد من وجود هولاء على ارض العراق ليكونوا ورقة ضغط ومساومة مع الحكومة الايرانية التي تتدخل بكل صغيرة وكبيرة في الشان العراقي .... فقد وضع المالكي نفسه في موقف لا يحسد عليه ونتائجه هذا العمل بكل الاحوال سوف تؤثرعلى مستقبله السياسي وهذا ما يسعون اليه منافسيه واعداءه على السواء تحقيقه خاصة ونحن على ابواب الانتخابات ...كما لامريكا موقف من ايران لانها متهمه باسناد ودعم الارهاب الدولي وتدعم الملشيات المسلحة والمجرمين القتله في العراق ودعم حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين وتهدد امن الخليج وتهدد الامن والاستقرارالعالمي بسعيها الى الحصول الى السلاح النووي ..لهذه الاسباب وغيرها قد تتخذ الدول الكبرى وهيئة الامم المتحدة موقف من ايران الى جانب امريكا وقد يتطورهذا الموقف بشكل او باخر فماذا سيكون موقف العراق من كل ذلك ؟؟ فهل سيكون مع الاجماع الدولي ام سيكون مع دولة ولاية الفقيه ..؟؟ لان وقوف العراق بتامين جانب الايرانية من مجاهدي خلق هو دعما لايران للاستمرار في سعيها في تهديد امن واسقرار المنطقة ، فهل قادة العراق مستعدون لتحمل نتائج وقوفهم الى جانب ايران والتضحية بمصالح شعبنا مقابل رضى الايرانيين عنهم ..؟؟ الايام القادمه سوف تكشف خطأ او صواب قرارالمالكي باقتحام معسكر اشرف بانعكاسه على الساحة السياسية ومستقبل المالكي السياسي شخصيا ....
فكان على المالكي ان يكون اكثر حنكة من ان يتورط في مثل هذه الاشكالية التي لاتخدمه بكل الاحوال بل تخدم غيره .. والايام القادمه ستكشف الكثير ..
يعكوب ابونا ........................................... 2/ 9 / 2009