محادثات واشنطن طهــران بغــداد لجنة ثلاثية بعد أربع ساعات نادرة
29/05/2007بغداد ـ الصباح/
اسفرت اربع ساعات من محادثات وصفت بالنادرة بين واشنطن وطهران امس في بغداد عن تشكيل لجنة ثلاثية لتنسيق المسارات بشأن الوضع داخل العراق والاتفاق على عقد اجتماع آخر في غضون شهر.
وفيما استبق رئيس الوزراء نوري المالكي اللقاء بتقديم مبادئ الحكومة العراقية للانتباه الى ضرورة الحفاظ عليها فان السفير الاميركي رايان كروكر وصف المحادثات بالايجابية بالرغم من قوله: ان الاميركيين ينتظرون من طهران اتخاذ المزيد من الاجراءات مشيرا الى ان الايرانيين لم يتطرقوا الى جوهر الموضوع ولم يتحدثوا بالتفاصيل.
ووضع السيد المالكي قبيل الشروع بالمحادثات اربعة مبادئ المح فيها الى الطرفين الاميركي والايراني بأهمية التقيد بها.. وهي:
اولاً: احترام ارادة الشعب العراقي وخياره الديمقراطي بوصفه دولة ديمقراطية فيدرالية موحدة تعمل على ارساء قواعد السلم الاهلي واقامة علاقاتها الخارجية على اساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في شؤون الاخرين.. ونريد عراقا مستقرا خاليا من القوات الدولية ومن التدخلات الاقليمية وان لا يتحول الى قواعد لمنظمات ارهابية تضر بأمن العراق ودول الجوار ونتطلع الى موقف مماثل من قبل الدول الاخرى لاسيما دول الجوار والمنطقة. ونؤكد ان العراق القوي بديمقراطيته واقتصاده نريده نقطة التقاء الارادات من اجل ضمان الامن والاستقرار الاقليمي.
ثانياً: ان وجود القوات المتعددة الجنسيات في العراق مرهون باستكمال بناء ورفع جاهزية القوات الامنية العراقية وان بقاءها مرتبط بالحاجة الامنية الداخلية.. ولن يكون العراق منطلقا لتهديد اية دولة من دول الجوار.
ثالثاً: يرى العراق ان قرارات مؤتمر شرم الشيخ الاخير تشكل اساسا جيدا لدعم العراق والتعاون معه على تنفيذ الالتزامات والتعهدات المتبادلة، وفي هذا الخصوص ندعو الى دعم اجتماعات اللجان الثلاث ووضع توصياتها موضع التطبيق ونأمل من الولايات المتحدة الاميركية والجمهورية الاسلامية الايرانية ان تسهما في دعم المطالب العراقية التي ستطرح في هذه اللجان.
رابعاً: يعلن العراق حرصه واستعداده على ادامة هذا التواصل ورفع مستوى المشاركة فيه بما يسهم في تحقيق الاهداف المرجوة منه.. وبما يخدم مصالح الاطراف جميعا.
من ناحيته قال السفير الاميركي في العراق رايان كروكر في مؤتمر صحافي عقده بعد الاجتماع وحضرته”الصباح“: ان اللقاء كان مخصصا لبحث المسألة الامنية في العراق دون التطرق الى الشأن السياسي مضيفا ان الايرانيين اقترحوا في هذا المجال تشكيل لجنة ثلاثية لتنسيق المسارات بين اميركا وايران والعراق دون ان يكشف عن طبيعة اللجنة المقترحة او مهام عملها.
ووصف المحادثات بالايجابية على الرغم من قوله: ان الايرانيين رفضوا الخوض في كثير من التفاصيل وانهم لم يتطرقوا الى جوهر الموضوع او الحديث عن النقاط العريضة المفروض مناقشتها، لافتاً الى ان”اهداف الجانب الايراني وفقا لما اعلنوا مشابهة جدا لسياساتنا ولأهداف الحكومة العراقية “. واستدرك السفير الاميركي قائلاً:”لكننا نريد ان نرى من الايرانيين افعالا وليس مجرد اقوال“، مشيرا الى انه طلب من الايرانيين ان يتماشى سلوكهم مع اقوالهم. ولفت الى ان الجانب الايراني وصف وجود القوات المتعددة الجنسيات في العراق بأنه احتلال مضيفاً”اوضحنا لهم ان قوات التحالف تنتشر في العراق بناء على رغبة العراقيين“. واضاف كروكر:”نريد ان نرى ممارسات تتماشى مع المبادئ المعلنة وبالتالي اعتقد اننا سننتظر ونرى ما سيحدث على الارض ونريد ان نرى مؤشرات تشير الى تغيير المسار الايراني“. وكشف عن ان الحكومة العراقية ستوجه في وقت لاحق دعوة لعقد اجتماع ثلاثي اخر وسننظر بها لاحقا“،الا ان ال (سي ان ان) افادت ان الساسة اتفقوا على ان يكون اللقاء خلال شهر في بغداد.
الى ذلك وصف السفير الايراني في بغداد كاظمي قمي الاتهامات الاميركية بأنها غير جدية وقال ان الطرف الايراني اقترح على الحكومة العراقية تشكيل لجنة ثلاثية لبحث هذه الاتهامات ، واكد في موتمر صحفي بالسفارة الايرانية حضرته (الصباح) ان ايران دخلت المفاوضات بناءً على طلب العراق مشيراً الى الروابط الوثيقة بين البلدين واضاف: ان الحكومة الايرانية تعمل على دعم العراق على كافة المستويات ، يذكر ان المباحثات استمرت زهاء اربع ساعات حضرها عن الجانب الاميركي السفير رايان كروكر وعن الجانب الايراني السفير الايراني في بغداد حسن كاظمي قمي ورضا مقدم من مجلس الامن الوطني الايراني وحسينيان رئيس قسم الشؤون العراقية بالخارجية الايرانية فيما حضرها عن الجانب العراقي الدكتور موفق الربيعي مستشار الامن القومي الذي رأس جلسة المحادثات وعلي الدباغ الناطق بلسان الحكومة.
ويلمس المتابعون ان المحادثات كانت تدور في اطار اتهامات متبادلة بين واشنطن وطهران فضلا عن مطالب محددة فأميركا تريد ان تكف طهران عن تسليح الميليشيات وتتهمها بتهريب الاسلحة فيما ترى ايران ان اميركا مسؤولة عن جميع المشاكل في العراق.