محافظة "المسيحيين" بين الرفض والقبول !!
صرح الرئيس العراقي جلال الطالباني بانه لا يعارض في تشكيل محافظة مسيحية ! ورد السيد يونادم كنا باعتباره احد ممثلي الحركة الاشورية الديمقراطية والتي فازت بثلاث مقاعد من مجموع خمسة مقاعد مخصصة للمسيحيين في المجلس النيابي العراقي من مجموعه البالغ عدده 325 !!!، حيث كان رده على ما جاء على لسان الطالباني هو مخالف للدستور العراقي ، وكان رائ المجلس الكلداني السرياني الاشوري مخالفا لرائ الحركة الاشورية ومطابقا ومرحبا بتصريح الطالباني ، والقارئ الكريم لا يستغرب من رد السيد كنا ولا من ترحيب المجلس "الشعبي" الفائز بمقعدين في البرلمان ،لان هذا الاقتراح ليس جديدا وفكرة طرحه كانت من السيد سركيس اغاجان المقرب من القيادة الكردية ووزير ماليتها السابق بتشكيل او خلق حكم ذاتي تابع لاقليم كردستان ومن اجل خدمة هذا الطرح والترويج له تم تاسيس "المجلس الشعبي" ليتبنى هذا المشروع والترويح له في مناطق سهل نينوى ولقى التائيد لدى مجموعة من المسيحيين ولكن سرعان ما اكتشف بان هذا "المشروع" هو مشروع كردي فابتعد الكثيرين عنه بعد علمهم بان هذا المشروع هو تحقيق"حكم ذاتي" تابع لاقليم كردستان ويكون جزء لا يتجزأ من خريطة "كردستان الكبرى" ولكن فجاة وبعد جريمة سيدة النجاة خرج الينا السيد جلال الطالباني بتبني المشروع ولكن بصيغة اخرى وتحت تسمية اخرى وهي تشكيل محافظة"مسيحيين"اننا لا نستغرب من تصريح السيد جلال الطالباني كونه يتزعم احدى الكتل القيادية التي تهيمن على اقليم كردستان العراق وطرحه لا يختلف عن الطروحات السابقة في تشكيل الحكم الذاتي ، وهنا لسنا بصدد الدفاع عن رائ السيد كنا لانه يستطيع ان يدافع عن ارائه وفي حركته الكثير من الكوادر القيادية او من قاعدة الحركة للدفاع عن تلك الاراء ، ولكن نحن بصدد ان ما جاء به السيد جلال الطالباني هو ما يرفضه الدستور فكيف يطرح "الطالباني"كريئس جمهورية اقتراحا يتقاطع مع دستور جمهورية العراق التي يتراسه ! اننا نستغرب من ذلك ولكن لا نستغرب عندما يقترحه كقيادي كردي ويخدم جغرافية "كردستان العراق" وخارج مواد الدستور العراقي .
وتعودنا بعد كل جريمة ترتكب ضد "المسيحيين" تتصاعد المطالبة بسهل نينوى، مع العلم ان كل الجرائم التي حدثت بحق المسيحيين كانت في عهد السيد جلال الطالباني وبدا من الاب بولص اسكندر ومرورا بالمطران فرج رحو والاب يوسف عادل عبودي واخيرا بالشهداء في مجزرة كنيسة سيدة النجاة ولم يتخذ "الطالباني"كقائد للبلاد الاجراءات للحفاظ على ارواح المسيحيين !! بل حاله حال اي شخص في انحاءالعالم يستنكر الجريمة!! وربما هناك في افريقيا من يكون استنكاره اشد وقعا من استنكار السيد الرئيس !
نحن نعلم بان الاشقاء الاكراد يعتبرون سهيل نينوى من ضمن "الاراضي المتنازع عليها" وهذا يعني لو استطاع الاكراد ووفق مصالح سياسية مع الكتل السياسية التي سوف تشارك في حكومة المالكي ان يضموا سهل نينوى الى مناطقهم فهذا يعني ان "محافظة المسيحيين" اصبحت من ضمن الاقليم الكردي واذا لم يستطيعوا ان يجعلوها وفق المصالح السياسية فهناك بالنيابة عنهم من يروج لجعل سهل نينوى منطقة "حكم ذاتي"تابع لاقليم كردستان !! وفي كلا الحالتين هو تحقيق الهدف وهو جعل المسيحيين تحت مطرقة القرار الكردي .
وسؤالنا ايضا "لمنظري المشاريع" سواء الحكم الذاتي بالامس و"محافظة المسيحيين" اليوم و الذين اصبحوا غزيري الانتاج في الكتابة واصبحوا مستعدين لكتابة اي مقالة هشة في الاسلوب والتفكير للدفاع عن اي طرح لاضافة اي جزء من سهل نينوى الى "الاقليم" !! هل يتم دعوة كافة المسيحيين المنتشرين في مدن وطنهم العراق ومنها العاصمة بغداد للتوجه الى هذه "المحافظة" ولماذا لا تدعوا حكومة "كردستان" الاكراد البالغ عددهم اكثر من ثلاثة ارباع المليون يعيشون في بغداد للتوجه الى محافظات كردستان ! ولماذا مازالت الهجرة الكردية مستمرة من الاقليم الى دول الاغتراب !!الى متى تبقى الغشاوة على عيونكم ايها "المنظرين" افتحوا عيونكم ، وازالة الغشاوة لا تحتاج الى طبيب او جراح اخصائي بل تحتاج الى نقاوة الضمير والى الشجاعة في حب العراق وعدم تقسيمه الى دويلات يحكمها من هب ودب بشكل مذهبي او قومي او طائفي ! ودعوا الكيانات السياسية في العراق تجتمع لانها صاحبة القرار في توحيد أهدافهم وبدلا من تاججوا نار الفتنه ابحثوا عن عمل يدر عليكم مالا حلال افضل من الطاولات العامرة والمكرمات ولا يغيب عن بالكم بان كل العراق للمسيحيين وليس بقعة جغرافية واحدة .