Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

محمد المندلاوي المريض بوهم عراقة هويته التاريخية

تقول الحكمة:ان الباحث في التاريخ،ليس من الضروري ان يكون عبقريا،انما يتوجب عليه ان يمتلك الادوات الضرورية التي تمكنه من الوصول الى الحقيقة بما يتناسب ومنطق العلم والعقل الذي يصلح التعويل عليه اخلاقيا،خاصة حين يفتي الباحث بما يخص تاريخ الشعوب،وحكايتنا لهذا اليوم تتعلق بما نشره الاستاذ محمد المندلاوي على مواقع كثيرة حول تاريخ الاشوريين في مقالة مشحونة بالحقد والكره تحت عنوان:ادعاءات النساطرة(الاثوريون)بين الانتساب الى الاشوريين واوهام الانتماء الى العراق(المقال على الرابط ادناه:
http://pulpit.alwatanvoice.com/content-189256.html)
يقول السيد المندلاوي بعد مقدمة طويلة عن النظام السابق وممارساته:
مما لا شك فيه، أن العمليات الإرهابية، التي نفذت ضد العرب و الأكراد. كذلك شملت جزء منها، كنائس الطوائف النصرانية، في مدينتي (موصل) و (بغداد) اللتان تتمركز فيهما طوائف النصارى.أن هذه الطوائف، سكنت في العراق و كوردستان، في تواريخ متباينة، وبصورة خاصة، بعد الحرب العالمية الأولى (1914-1918) حيث جاءت بهم القوات البريطانية....انتهى الاقتباس.
يتضح لكل ذي عقل،ان ما يدعيه هذا المندلاوي،يعد من الجرائم الكبيرة جدا،حيث انه ببساطة شديدة يلغي تاريخ العراق برمته حين يقول:القوات البريطانية جاءت بالمسيحيين بعد الحرب العالمية الاولى،وسكنت العراق وكردستان.وهذا يعني ان نلغي الاف الكنائس والاديرة التي تقول كل الادلة العلمية ان عمرها من عمر المسيحية،كما انه ببساطة يجعل كردستان دولة حالها حال العراق،اما اصراره على استخدام لفظة"نصارى"فلا يدل سوى على جهله بمعنى هذه اللفظة،او حقده على القوم،وانا ارجح الاحتمال الاخير.
ثم يواصل الباحث الجهبيذ محمد المندلاوي فيقول بما معناه:ان ادعاء اشوريو اليوم بكونهم احفاد اشوري الامس،هو محض افتراء يرفضه المؤرخون،ويورد لنا اسم المؤرخ موريس جيمس،وحين بحثت عن هذا الاسم لم اجد له اثرا سوى في مقالة لواحد يسمى الدكتور نديم سامر،كان هذا قد نشر عدة مقالات على موقع كتابات الاشهر والاوسع عراقيا،ورد عليه العديد من ذوي الشأن فأختفى،وادعاء الكاتب بأن الارهاب بعد الاحتلال نال من الاكراد،هو ادعاء لا صحة له مطلقا،وما حصل في اربيل والسليمانية،لم يكن سوى نوع من التصفيات السياسية التي عودتنا عليها الاحزاب الكردية المهيمنة على شمال الوطن،انما العكس هو الصحيح،فأصابع الاتهام تشير بوضوح الى المليشيات الكردية بأرتكابها الارهاب ضد المسيحيين في الموصل وكركوك لغايات لا يجهلها احد.
ويضيف السيد المندلاوي:جاء في الكتاب التاريخي الشهير (وفيات الأعيان) ل(ابن خلكان) طبع بيروت مجلد الثالث صفحة (348) ما يلي: هكاري موطن النساطرة، هم قبيلة من الأكراد، لها معاقل و حصون و قرى في منطقة الموصل.انتهى الاقتباس.
ولكني حين رجعت الى الكتاب لاتحقق من دعوى الكاتب،وجدت ان ابن خلكان يتحدث في هذه الصفحة عن "عز الدين ابن الاثير الجزري"،وهذا يعني كما افهم انا:اما ان المندلاوي يكذب عمدا،او انه وثق بكاذب نقل عنه المعلومة،اضافة الى جهله بما يكتب،كيف يكون موطن النساطرة في هيكاري يا سيد مندلاوي وقلاعهم وحصونهم وقراهم في الموصل؟انا افهم ان تكره الاشوريين،ولكن الم تستخدم عقلك حين كتبت سيدي؟الم يكن يفترض ان تفتح اي اطلس لتعرف اين الموصل واين جبال هكاري؟ويضيف السيد المندلاوي:يؤكد الشماس (كوركيس مردو) في بحثه القيم(نسى المندلاوي في غمرة انفعاله ان يذكر لنا اسم البحث القيم هذا) وباعتماده على العديد من المصادر الموثقة بأن هؤلاء الذين يدعون أنهم أحفاد الآثوريين ما هي إلا تسمية ابتدعها الإنكليز.انتهى الاقتباس.
ولكي لا نطيل على القاريء الكريم نقول لهذا الشماس الذي لا تليق بما يقول هذه الكنية الدينية ومن خلاله للسيد المندلاوي:لكي تفرض علينا احترام ما تقول به سيدي،ننصحك فقط ان تميز بين الساميين والحاميين،فيوم تفعل ذلك سوف تتأكد انه بحسب دعواك سوف يكون الكلدان الذين تدعيهم ان وجدوا حاميون وليس ساميون.
ويواصل السيد المندلاوي اصراره على ان التسمية الاشورية حديثة العهد ولا يرقى زمنها الى ابعد من منتصف القرن التاسع عشر مستشهدا بذلك بما اورده الدكتور احمد سوسة في كتابه العرب واليهود في التاريخ فيقول:يشير الدكتور (أحمد سوسه) إلى هذا الدور في كتابه ( العرب واليهود في التاريخ ص 596- 597) وفدت إلى جماعة (مار شمعون) بعثة إنكليزية، حاولت تحويل هذه الجماعة من مذهبهم النسطوري إلى مذهبها البروتستاني، غير أنها لم تفلح، ولكنها نجحت في إقناعهم بأن (النسطورية – النساطرة) لا تليقان بهم، وعليهم استبدالها بلفظتي (آثور – آثوريين) لكي ترفعا شأنهم في الأوساط العالمية، ويكون بالإمكان في هذا الحال نسبهما إلى الآشوريين القدماء، ,يضيف أحمد سوسه، لم يذخر رئيس البعثة (وليم ويگرام) وسعاً في لعب دور دعائي كبير لنشر هذا الاسم (آثوريين)،بينما لم يكن هؤلاء النساطرة يعرفون هذا الاسم إلا بعد قدوم هؤلاء المبشرون.انتهى الاقتباس.
ولأن السيد مندلاوي عودني على ان لا اثق بما يقول،أضطررت الى العودة الى الكتاب الذي يدعي انه اخذ عنه،الا ان الذي وجدته لا يمت بصلة الى ما اورده الكاتب مطلقا،فالصفحات 596 و 597 يتحدث فيها المؤلف عن تنصر الغساسنة والمناذرة،لذلك قررت ان اتوقف عن استقصاء صحة بقية المعلومات التي يوردها السيد المندلاوي،فالذي يكذب بواحدة لا يستحي ان يكذب بالاف.
لا اريد يا سيد محمد مندلاوي ان آتي على جميع الحماقات التي وردت في مقالك الذي يندر ان وردت فيه ورغم طوله الممل،جملة واحدة مفيدة،وما تحمست للفخر به يا سيدي،اراه انا بصفتي رجل عراقي مدعاة لانكاره لانه يتعارض وابسط مفاهيم العلاقات الانسانية،فتاريخ رجال امثال سمكو وبدرخان ومحمد الراوندوزي يشكل صفحات سوداء في تاريخ الشعب الكردي،وما ادعيته من قداسة بعض الكتب في محاولة خسيسة للنيل من المسيحية على حساب دغدغة الاسلام لا اظنها تليق بواحد يدعي الدفاع عن قضية شعب مضطهد كما ورد في مقالك.
دعنا يا سيد مندلاوي نناقش وفق منطق العقل والعلم عراقة اصلك في ارض ما بين النهرين التي نسميها اليوم وطننا العراق:
يدعي كل كردي من باب التفاخر،ان الاكراد من اصول هندواوروبية،اي آريين،والاري يا سيد مندلاي،لفظة سنسكرتية تعني:النبيل،حسنا سيدي لا اعتراض على هذا مطلقا،ولكن لو تتبعنا كل الموجات البشرية الارية،سوف نجدها تقف عند حدود الدولة الايرانية،وبعض جنوب تركيا المحاذي لشمال العراق،وليس هناك مؤرخ واحد وعلى مدى الدهور تجرأ وقال:ان الآريين استوطنوا ارض ما بين النهرين،انما انحصر وجودهم في ايران وافغانستان والهند والمناطق المجاورة،وما ادعيته من التطور الفكري والثقافي للقبائل الكردية النازحة بأتجاه ما بين النهرين،بموجب مقياس العقل:يستوجب ان يكون لها هجائية تدون ما ادعيته،كما انه من المعروف يا سيد مندلاوي،ان يكون هناك اثار حقيقية تثبت قدم استيطان القوم في المنطقة التي يقطنوها لالاف السنين،وانا اتحداك سيدي ان تأتيني بأثر كردي واحد في العراق عمره قرون معدودة وليس الاف السنين،مثلا،معروف ان الاكراد اعتنقوا الاسلام من امد طويل جدا جدا،وهؤلاء وكما يفرض الشرع الاسلامي يستوجب ان يكون لهم دورعبادة عامرة تليق وما ذكرته من مجدهم التليد،وانا اتحداك سيدي ان تشير لي الى اساسات مسجد واحد عمره عدة قرون ليس الا.
نحن الاشوريون يا سيد مندلاوي لسنا بحاجة الى شهادتك او شهادة غيرك،فممالكنا كانت قائمة الى بدايات العهد المسيحي واثارنا تزدحم بها متاحف العالم،وادعاؤك بأننا ابدنا عن بكرة ابينا،ادعاء احمق لا ينسجم وابسط ما قيل ويقال بحقنا سواء في الماضي او الحاضر،ام تراك لم تقرأ عن الملك الاشوري ابجر الخامس الذي عاصر السيد المسيح كما يقول كل المؤرخين الذين ادعيت انك نقلت عنهم زورا؟يا سيد مندلاوي،كانت كل كنيسة منطقة ما بين النهرين وجنوب تركيا وكثير غيرها من الاقاليم على المذهب الذي اسميته بالنسطوري حتى منتصف القرن الخامس عشر،ترى هل تدري يا سيد مندلاوي،ان القوش عروس المدن الاشورية كانت مقرا لبطاركة كثيرين؟ترى هل تدري يا سيد مندلاوي،متى نزح الاشوريون من قرى منطقة ديانا وسهل حرير،ودوري وكاني ماص وغيرها من القرى الغائرة في اعماق دهوك واربيل؟ثم اسألك سؤالا ساذجا جدا:ما معني ان تسمى اربيل،اربا ايلو او حدياب،ودهوك تسمى:نوهدرا؟اي بالاسماء الاشورية،ترى لماذا لم نعرف لها اسما كرديا سيدي الباحث؟ان المدينة الكردية الوحيدة(او التي بناها الاكراد في القرن الثامن عشر) في العراق كما يقول التاريخ يا سيد مندلاوي،هي مدينة السليمانية حصرا،وسميت سليمانية تيمنا بأسم الوالي العثماني سليمان باشا الكبير،لاسكان جزء من عائلة آل بابان الذين كانوا يعملون في خدمة السيف العثماني ضد القسم الاخر من العشيرة التي كانت تعمل في خدمة الفرس،اين مدنكم في العراق سيدي؟ان ما نقوله يا سيد مندلاوي يظل محض ادعاء تافه اذا عجزنا عن اتيان الدليل على صحة دعوتنا هذه،ترى هل كانت حدود جمهورية مهاباد تتخطى الى الداخل العراقي ولو كيلو متر واحد يا سيد مندلاوي؟كف يا سيد مندلاوي عن اطلاق دعوات لا تعرف ان تثبتها لئلا يتحول ما تكتبه الى اضحوكة او نكتة سمجة.
ان اليزيدية يا سيد مندلاوي يدعون عكس ما تقول به بالضبط،وكذلك التركمان،وهناك الكثير من الادلة الدامغة على ان الكثير من العشائر التي تفاخرت بنسبها الكردي،تثبت انها عربية او تركمانية،اذن اي من الادعاءات هي الصحيحة وايها هي الخطأ؟
يا سيد مندلاوي،نحن جميعا مواطنون عراقيون،والذي لا يشرفه انتماؤه ويقبل ان يكون ابنا بارا لهذا الوطن،لا يعني ان يفرض امراضه واوهامه على الغير،المطلوب من الجميع يا سيد مندلاوي تقديم البرهان العملي على حسن سلوكهم فيما يخص المسألة الوطنية،اما خلط الاوراق والكتابة بهذا الشكل المقزز وفي هذه الفترة بالذات،فلا يدل سوى على انك تكتب بغاية غير بريئة،على طريقة من يكتب بأجر مدفوع سلفا.
هناك مسألة مهمة جدا يستوجب ان تعرفها جيدا،ان التاريخ ما عاد يكتبه المنتصرون كما كان عليه الحال،انما الشعوب هي التي صارت تكتب تاريخها بمنهجية انسانية،والنصر المصنوع بحراب المحتل والمحمي بسيوفهم،هو نصر زائل بزوال المحتل.
الوطن العراقي من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه من وراء القصد.

ياقو بلو

yakoballo@yahoo.co.uk


Opinions