Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

محنة اهلنا في الموصل

يعجز القلم من الكتابة عما يعانيه اهلنا في الموصل في هذه الايام، تماماً كما عجز القلم عن وصف حال أهلنا من قبل عندما هُجّروا من الدورة واماكن اخرى في بغداد ومدن اخرى، انها المأساة التي لا يستطيع التعبير عنها الا من عاشها وعانى الامرين منها، انه وللاسف واقع حال العراق بعد ربيع 2003 لم يطال المسيحيون وحدهم انما ترك بصماته على السُنة والشيعة والتركمانيين والشبك والآيزيديين والصابئة المندائيين وعلى الاكراد ولو بشكل اقل من الآخرين بحكم عيش الغالبية العظمى منهم ضمن اراضي منطقة كردستان العزيزة.
لكن ورغم كل هذا هل يُعقل ان نبقى عاجزين عن التعبير ومدّ يد العون والمساعدة لمن اصبح بلا مأوى مشرداً، فاقداً لكل ما يملك، خرج من بيته بملابسه فقط !!! اليس هذا الحال دافعاً لكي تتحرك الضمائر والناس الاصلاء من العراق العزيز لكي يرفعوا اكفهم والسنتهم للوقوف بوجه الظلم اياً كان مصدره، فشعب العراق شبع من الظلم وشرب من كأسه حتى الثمالة ومللنا من الشماعة، بل الاسطوانة المشروخة التي نعلق عليها ونردد بواسطتها المصائب التي تطالنا وهي الحلول الجاهزة دائماً، كالقاعدة .. التنظيمات والعصابات الارهابية .. وتدخّل دول الجوار والمتعصبون من هذا الطرف او ذاك وكأن الجميع ينشدون الخير ويرون القذى الذي في عيون الآخرين اما الخشبة التي في عيونهم فإنها ليست بالامر المهم.
الا تنقصنا الشجاعة لكي نعترف بما تقترفه ايادينا اولاً قبل ان نلتفت لما يفعله الآخرون، اليست ادياننا غنية بالآيات التي كلها تدعوا الى الرحمة والاحسان والبر وعدم قتل أي نفس بغير ذنب لان ذلك نكون كمن نقتل العالم اجمعين، السنا جميعاً اخوة في الانسانية ان لم نكن في الدين ، اليس جميع من في العراق او معظمهم من اهل الكتاب والمطلوب منهم ان يجلسوا ويتحاوروا لكلمة سواء فيما بينهم؟
لاشك اننا نملك عيوناً لكننا لانرى بها مطلقاً لاننا فقدنا اثر الحقيقة الساطع ونركض وراء السراب الذي يجعلنا نلهث دون جدوى، كما ان آذاننا اصبحت صماء ولاتسمع مطلقاً لان صوت الحقيقة يجعلنا عراة وكأننا لا نلبس شيئأً لاننا اعجبنا بالاصوات النشاز التي تتعالى تملقاً لهذا او ذاك وخوفاً ووو.
شعبنا بحاجة الى حماية حله حال أي فرد او مجموعة من شعب العراق فقد كفل له الدستور هذا الحق والحكومة هي الجهة التنفيذية لتوفير الحماية، وشعبنا لا ؤمن بالعنف بل يصلي من اجل اعدائه ومن اجل من يضطهده او يبغضه، شعبنا يؤمن بالصفح والغفران سبعين مرة سبع مرات، ويحب الآخرين بلا حدود وحتى أعدائه، شعب بهذه المواصفات هل يستحق هكذا عناء أيها السادة المتنفذون الذين يتحكمون في مصير العراق وأبنائه، إنكم تُغيبون شعبا كفوءاً متخما بالكفاءات مخلصا يعمل بجد ولا يضيع دقيقة واحدة من وقت العمل، أيا كان عمله، فشعبنا يقدس العمل ويخلص له، يقدس تراب الوطن ويضحي من أجله، دمه امتزج بتراب العراق، عانى هذا الشعب الأمرين منذ قرون كثيرة وليس اليوم فقط، اضطهده الملك شابور الفارسي أربعين عاما وقافلة الشهداء مستمرة وصولا إلى مذبحة سميل وصورية وصولا إلى مذبحة الموصل التي تصبح وصمة عار في جبين العولمة والانسانية المتحضرة التي تتشدق بالديمقراطية لأن على مرأى ومسمع رجال الاحتلال والقانون هُجّر هذا الشعب وقتل العشرات ولم يسلم أي أحد، خلال أيام هاجر عشرة آلاف إنسان من مدينة تسيطر عليها قوات أمن ضخمة وتقطع شوارعها الحواجز الكثيرة، لكن المجرمون يمرحون ويسرحون وربما لهم وسائط نقل جوية لا تمر بهذه الحواجز وربما لديهم من المساحيق السحرية التي يشربونها أو يضعونها على أجسادهم لكي لا تراهم أجهزة الأمن، ربما وربما وأسمعت إن ناديت حيا لكن لا حياة لمن تنادي!!!!
والمحنة مستمرة والوزراء المكلفون بالمتابعة أخذوا مواقعهم وانتشروا في عموم المدينة بل انتقلوا إلى المدن والقصبات التي لجأ إليها أهلنا ليسمعوا منهم وتحدث إليهم المهجرون لكن السادة المسؤولون وضمن ندواتهم كانوا مشغولون بالحديث فيما بينهم بينما الضحايا يتحدثون لكن أعتقد لم يكن أحد يسمع لهم سوى الضحايا الآخرون من أمثالهم، متى نصل إلى احترام الآخر وننتبه إلى كلامه ونهمشه وهو يتكلم أو يستغيث؟
أملنا أن يوصلنا الخيط الذي تحدثت عنه الحكومة إلى معرفة الجناة لكي يرتاح الضحايا ال (13) الذين قُدموا قربانا على مذبح حرية العراق ومشكلتنا ليس بهذا الرقم البسيط من الضحايا لأنه بأي انفجار هنا أو هناك يذهب مثل هذا الرقم أو أكثر، لكن المشكلة تكمن بأن هؤلاء تم قتلهم على هويتهم المسيحية وبعد سبق وإصرار من الجناة فما هو الهدف نرجو أن نسمعه ونطلع عليه في القريب العاجل وإذا عرف السبب بطل العجب وإن غدا لناضره لقريب.
عبدالله النوفلي
21 تشرين الأول 2008
Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
لغة (عشتار) السريانية.. أتعبتني كثيرا أنا من المتابعين الشغوفين بقناة عشتار الفضائية الناطقة باسم شعبنا الكلداني السرياني الآشوري، كما كنت أتابع أيضا قناة آشور الفضائية قبل توقفها المفاجيء الذي لم نعرف سببه، وأحرص أيضا على متابعة قناة سوريويو وقناة السيد سركون داديشو والقناة الثانية للفضائية الأحداث الامنية بمدينة الموصل خلال ال 24 ساعة الماضية شبكة اخبار نركال/NNN/ أعلن مصدر في غرفة عمليات شرطة محافظة نينوى عن تمكن قوات الامن العراقية من مقتل محافظ الديوانية وقائد شرطتها في انفجار قنبلة رويترز/ قالت الشرطة العراقية إن محافظ الديوانية وقائد شرطتها قتلا عندما انفجرت قنبلة زرعت على طريق مستهدفة موكبهما يوم السبت المفتش العام لوزارة النقل : تعويضات الجوية الكويتية تمنع العراق من شراء طائرات جديدة - الشرع : متعددة الجنسية عطلت 5 طائرات مدنية في نيسان 2003 بغداد - انوار جمعة : كشف المفتش العام لوزارة النقل عن عراقيل خارجية وداخلية تعوق النقل الجوي والبري والبحري للعراق موضحا في حديث لـ(الزمان) ينشر في عدد لاحق تعطيل القوات متعددة الجنسية لخمس طائرات كانت جاثمة علي ارض مطار بغداد في نيسان عام 2003 ومنع العر
Side Adv1 Side Adv2