Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مُخبِر داخل الدائرة المقربة من الزرقاوي أوصل الأميركيين إليه

10/06/2006

PNA- كان محمد اسماعيل، وهو سائق سيارة اجرة يقف خارج منزله في قرية هبهب الصغيرة مساء الاربعاء الماضي عندما لفت انتباهه حدوث امر غير اعتيادي.
ثلاث سيارات «جي ام سي»، كلها ذات نوافذ مدهونة باللون الاسود، مرت من امام منزله واتجهت الى مسكن صغير في بستان للنخيل ظل خاليا لأكثر من ثلاث سنوات.

وقال اسماعيل في حديث هاتفي اول من امس «كان امرا غريبا. لأنه مهجور دائما».

وفي ذات الوقت، كانت القيادات العسكرية الاميركية في بغداد تعتقد انها تمكنت، اخيرا، من محاصرة أهم فرائسهم: ابو مصعب الزرقاوي، الارهابي الاردني الذي ادت عمليات القتل التي ينفذها ضد المدنيين العراقيين والقوات الاميركية الى اعتباره اكثر الاشخاص المطلوب القبض عليهم في العراق.

وللمرة الاولى كان لدى الاميركيين مصدر عميق داخل الجماعة الارهابية. وكشف لهم المصدر، ان الزرقاوي، يقيم في منزل صغير في بستان للنخيل. وحلقت الطائرات الأميركية فوق المنطقة.

وذكر المسؤولون الاميركيون انهم بدأوا، الاسابيع الاخيرة، في ملاحقة رجل يعتقدون انه يمكن ان يقودهم مباشرة الى الزرقاوي وهو مرشده الروحي الشيخ عبد الرحمن. وقال لهم واحد من اعضاء شبكة الزرقاوي، اعتقله الاميركيون في الآونة الاخيرة، ان الشيخ هو اكثر الشخصيات التي يثق بها الزرقاوي.

وقبل عدة اسابيع، ذكر المسؤولون الاميركيون، انهم بدأوا بملاحقة عبد الرحمن بطائرة بلا طيار، على أمل ان يقودهم الى الزرقاوي. وقال الجنرال ويليام كالدويل، المتحدث باسم القوات الاميركية في بغداد، «هذا الشخص كان عاملا اساسيا في العثور على الزرقاوي. وتمكنوا عبر جهود استخباراتية مضنية، من ملاحقته، ومراقبة تحركاته ومتى يجري اتصالاته مع الزرقاوي».

وبالرغم من هذه الاثارة، فقد كانت هناك نقطة غامضة: في امكان الاميركيين ملاحقة الشيخ عبد الرحمن، ولكن كيف يمكنهم معرفة متى يلتقي بالزرقاوي؟

وقد تمكن الاميركيون من قبل من الاقتراب من الزرقاوي، الا انه تمكن دائما من الهرب. وهو شخصية، مراوغة وقلقة، يعرف جيدا مدى اعتماد الاميركيين على التكنولوجيا المتقدمة لملاحقة المشتبه فيهم: وقد امتنع هو ورجاله من استخدام الهواتف الجوالة، لمعرفتهم مدى سهولة ملاحقتهم عبرها. وبدلا من ذلك، طبقا لما ذكره المسؤولون الاميركيون، اعتمدوا على هواتف تعمل عبر الاقمار الصناعية، من صناعة شركة «ثريا» للاتصال مع بعضهم بعضا. وذلك الطراز من الهواتف تصعب ملاحقته.

وكان الامر الذي يفتقر اليه الاميركيون دائما، هو شخص داخل شبكة الزرقاوي: تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين»، الذي يمكن ان يخونه ـ شخص قريب ويحظى بالثقة الكافية ليكشف للاميركيين اين هو؟

وطبقا لمسؤول في البنتاغون، تمكن الاميركيون في النهاية من العثور على مثل هذا الشخص. وأوضح المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لان تفاصيل الغارة سرية، ان مصدرا عراقيا داخل تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» قدم معلومة استخباراتية حاسمة بخصوص لقاء عبد الرحمن بالزرقاوي. وشخصية المصدر غير واضحة ـ ولا الطريقة التي تمكن بها المصدر من تحديد موقع الزرقاوي من دون تعرضه للقتل. وقال المسؤول «لدينا شخص في الداخل قادنا مباشرة للزرقاوي».

ولمحت قيادات عسكرية اميركية في بيان صحافي يوم الخميس الى ان عضوا في الدائرة الداخلية لتنظيم «القاعدة» حدد الطريق. وذكر البيان «قادت معلومات استخباراتية، من قيادات عراقية كبيرة في شبكته، القوات الى الزرقاوي».

وكان المسؤولون العراقيون قد اكدوا ان المعلومات التي ادت إلى تحديد موقع الزرقاوي جاءت من واحد من رجاله.

وقال موفق الربيعي، مستشار الأمن القومي العراقي، «لقد تمكنا من اختراق شبكته»، الا انه رفض ذكر أية تفاصيل.

كما ان كيفية حصول الاميركيين على معلومات من المصدر غير واضحة. وفي مقابلة صحافية، ذكر مسؤول اردني قريب من التحقيقات ان مهمة قتل الزرقاوي كانت عملية مشتركة ادارتها الاستخبارات الاردنية والاميركية. وأوضح المسؤول الاردني ان الاستخبارات الاردنية ساهمت في تجنيد المصدر. وأضاف المسؤول الاردني «يوجد رجل من جماعة الزرقاوي قدم المعلومات».

وفي هبهب لاحظ اسماعيل، سائق التاكسي، شيئا غريبا، من بين السيارات الثلاث التي اتجهت نحو المنزل، بقيت اثنتان. أما السيارة الثالثة فقد غادرت ولم تعد مرة ثانية.

ومن غير المعروف ما اذا كانت السيارة الثالثة التي غادرت المكان كان بها المصدر الذي ابلغ الاميركيين بالموقع.

وقال مسؤولون اميركيون انهم استخدموا عدة وسائل مختلفة، الى جانب المصادر الاستخباراتية العادية، في تعقب الزرقاوي وعبد الرحمن، وأفادوا ايضا بأنهم اعتمدوا على «معلومات الاشارات الإلكترونية» واعتراض اتصالات سمحت بمعرفة موقع شخص كان يستخدم هاتفا يعمل عبر الأقمار الصناعية. ويعتقد هؤلاء ان هذه هي المرة الاولى التي يتأكدون فيها بصورة قاطعة من تحديد موقع الزرقاوي، إذا كان هناك تأكيد «مائة في المائة»، على حد تعليق الجنرال كالدويل. وفي بغداد، قرر مسؤولون عسكريون اميركيون شن عملية عسكرية واستدعوا مقاتلتين «اف ـ 16» وتحركت وحدة كوماندوز تابعة لـ«تاسك فورس 145» لمكافحة الإرهاب باتجاه هبهب وطوقت الموقع. وشنت قوة خاصة عددا من المداهمات خلال الاسابيع الأخيرة وصفها مسؤولون بأنها كانت ناجحة وأسفرت عن قتل او اعتقال عدد من أعضاء شبكة الزرقاوي فضلا عن الحصول على وثائق كانت سببا في شن المزيد من المداهمات. وكشف مسؤولون ان الزرقاوي اوشك ان يقع في قبضة قوات الأمن خلال واحدة من حملات المداهمة التي جرت في مدينة اليوسفية في ابريل (نيسان) الماضي، فيما قال مسؤولون في البنتاغون ان قوات كوماندوز ألقت القبض على بضعة عناصر من شبكة الزرقاوي، ومن المحتمل ان يكون الزرقاوي نفسه قد فلت من الاعتقال. ويقول اسماعيل، السائق، ان الجنود الاميركيين بدأوا بالانتشار في المنطقة وانهم كانوا فيما يبدو يأتون من كل مكان. وأضاف ان بعضهم استخدم الحبال للنزول من مروحيات «بلاك هوك». وقال اسماعيل ان القوات طوقت القرية بكاملها. وأضاف انه سمع اطلاق نار في الوقت الذي كانت فيه القوات الاميركية تتخذ مواقع في المنطقة. وأضاف ان شخصا بدأ بإطلاق النار من داخل المنزل، إلا ان القوات الاميركية ردت على مصدر النيران ولم يستمر تبادل إطلاق النار طويلا. وقال دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي خلال حديث له في المقر الرئيسي لحلف شمال الاطلسي (الناتو) في بروكسل، ان قرار قصف المنزل الذي كان الزرقاوي بداخله اتخذ بسبب خشية المسؤولين العسكريين من فراره اذا تحركت القوات الاميركية والعراقية باتجاه مكان وجوده. وأضاف رامسفيلد أن المسؤولين العسكريين توصلوا الى ان الزرقاوي ربما تمكن من الفرار في حال تقدم القوات الاميركية والعراقية باتجاه مخبئه، لذلك استخدموا القوة الجوية في مهاجمة المنزل الذي كان موجودا داخله. وقال اسماعيل ان قنبلة ثانية ضربت المنزل بعد ثوان فقط من القنبلة الاولى، وأضاف ان القرية بكاملها كانت تهتز تحت اقدامهم. وظهر في صور الفيديو التي التقطت بواسطة طائرة انفجار هائل تصاعدت اثره اعمدة من الدخان والغبار والحطام. وقتل الى جانب الزرقاوي خمسة آخرون. و أضاف الجنرال كالدويل ان جثة الزرقاوي نقلت الى موقع لم يكشف عنه، وكشف الفحص وجود آثار إصابات قديمة ووشم، كما اثبت فحص البصمات، الذي اجري حوالي الساعة الثالثة والنصف فجرا، هوية الزرقاوي، فيما يتوقع ايضا ظهور نتيجة فحص الحمض النووي للخلية (دي إن آي). وظهر من الصور التي نشرت لجثة الزرقاوي عدم تأثر الكتفين والعنق والوجه بأي إصابة، إلا ان الجانب الأيسر لوجهه تعرض لإصابات، وقال كالدويل انه كان لا بد من إزالة الكثير من الدم والقطع التي تناثرت اثر تدمير المنزل حرصا على عدم إظهار جسده بأي صورة لا إنسانية. وقال اسماعيل ان أفراد القوات العراقية والاميركية طلبوا من سكان هبهب البقاء داخل منازلهم ووقعت غارة اخرى بعد عدة ساعات. وأضاف انه عندما استيقظ صباح الخميس سمع بعض أفراد الشرطة العراقية وهم يغنون فرحا بمقتل الزرقاوي.

*خدمة «نيويورك تايمز» - شارك في إعداد هذا التقرير ديكستر فيلكنز وريتشارد اوبل من بغداد ومارك مازيتي من واشنطن ومايكل غوردون من بروكسل ومنى محمود من بغداد وسعاد ماخنيت من الجزائر

الشرق الاوسط
Opinions

الأرشيف اقرأ المزيد
مقتل جندي من القوات المتعددة الجنسيات في الوسط شبكة اخبار نركال/NNN/ بغداد / افادت القوات المتعددة الجنسيات ان جندي تابع لها قتل في الوسط وحدة قوى اليسار والعلمانية والليبرالية خطوة متأخرة في أول الطريق منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 وقوى اليسار والتقدم، بما فيها القوى العلمانية والليبرالية كانت هدفاً لكل الأنظمة الرجعية والقومية المتعصبة التي تعاقبت على الحكم في العراق، وبلغت ذروتها خلال الحقبة التي حكم فيها حزب البعث البلاد حتى سقوطه على يد الجيوش مظاهرات حاشدة قرب الفلوجة احتجاجا على تنفيذ حكم الإعدام بحق صدام حسين الجيران/ شهدت منطقة الكرمة القريبة من مدينة الفلوجة مظاهرات حاشدة احتجاجا على تنفيذ حكم الإعدام بحق صدام حسين رايس تقوم بزيارة مفاجئة لأربيل وتلتقي قادة الأكراد CNN/ في مفاجأة جديدة للصحفيين المرافقين لها، قامت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، بزيارة غير متوقعة الجمعة، إلى مدينة أربيل
Side Adv2 Side Adv1