Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مدينة نصيبين

ان مدينة نصيبين عريقة بالقدم، وجاء اسمها في الأسفار الإلهية ( الكتاب المقدس )، وخاصة في سفر صموئيل الثاني ( 8 : 3 _ 5 ) " وتغلب داود على هدد غرر بن رحوب ملك صوبه الذي كان ذاهباً ليسترد سلطته على نهر الفرات، واخذ منه ألف وسبع مئة فارس وعشرين ألفاً من المشاة، وقطع مفاصل ارجل خيل جميع المركبات وأبقى منها ما يكفي لمئة مركبة، فجاء الاراميون من دمشق لنجدة هدد غرر ملك صوبه ".
وجاء ذكر مدينة نصيبين أيضاً في سفر الملوك الأول ( 11 : 13 _ 14) " واثار الرب خصماً أخر لسليمان هو رزون بن أليدع، وكان هرب من عند مولاه هدد عزر ملك صوبه، فجمع إليه رجالاً وصار رئيس غزاة عندما كان داود يدمر صوبه ".
وكان اليونان يدعونها Antiochia Mygdonia ، وربما سماها السريان أنفسهم بهذا الاسم، لكن اسمها الخاص عندهم هو نصيبين نؤيٌبيٌن أو ؤوٌبًا، وهي مشتقة من نؤَبٌ ومعناها زرع، نصب، وقد جاء عنها في نبذة تاريخية محفوظة في كتاب السنهادوسات انها سميت بهذا الاسم لاجل ما فيها من البساتين والجنان، نؤيٌبيٌن دين دىي ايةيى انطيًكيًا دمجدوُنًيًا : دمِطل جنساْ وفرديسا دبى مِةٌكَنيًا ىكَن.
وقال عنها مار أفرام السرياني وغيره من العلماء السريان انها أكاد المذكورة في سفر التكوين. واشتهرت نصيبين في الحروب الفارسية، ولا سيما في مدرستها الشهيرة التي شاع صيتها في أقطار الأرض حتى في بلاد اطاليا وافريقيا، وخرج منها عدد وفير من مشاهير العلماء الذين خدموا الدين والعلم والشعب أحسن خدمة حتى ان السريان الشرقيين بحق دعوها اِمًا ديوٌلفناْ أي ام العلوم، ومديٌنَةٌ سوٌكًلاْ ، أي مدينة المعارف، واِمًا دمَلفًناْ، أي ام الملافنة. ومدينة نصيبين كانت تدعى أيضاً مديٌنة ةخوماْ أي مدينة الحدود، أي كانت تقع على حدود المملكتين الرومانية والفارسية ومن ألقاب هذه المدينة : ترس المدن المحصنة، رئيسة ما بين النهرين، رئيسة المغرب.
وقد كانت مدينة نصيبين مرتبطة بطريق مهم يصلها بالرها وحدياب ( اربيل ) فارمينية باتجاه الشرق، وبسنجار والحضر في الجنوب الشرقي، وبميسان حتى الخليج العربي والهند في الجنوب، وبمنبيج فالشام إلى الغرب، وتدمر إلى الشرق الأقصى، وكان ثمة طريق آخر عبر منبيج إلى فلسطين كل ذلك يشكل دليلاً على أهمية مدينة نصيبين التجارية والاقتصادية.
تقع مدينة نصيبين إلى الشرق من الرها، فهي أكثر مشرقية منها، وهي المدينة الحدودية بالدرجة الأولى وبحكم موقعها هذا كحد فاصل بين المملكتين الرومانية والفارسية قديماً، والعراق وتركيا وسوريا حالياً. اتخدت أهمية متميزة كما انها كانت عرضة للمناوشات والحروب الفارسية والرومانية.
ينسب تأسيسها أيضاً إلى نمرود الجبار، وقيل انها أكد، وهي كالرها محطة قوافل ومركز تجاري مرموق وبقعة زراعية خصبة، واسمها يشهد عليها فهي نصب، زرع، وجاء : لاجل ما فيها من البساتين. وكانت نصيبين عاصمة لمملكة وطنية حتى جددها سلوقس الأول نيقاطور ( 351 _ 380 ق. ب )، ودعاها انطاكيا مقدونية، وتنتازع عليها الرومان. حتى أصبحت بايدي الرومان مند سنة 297فجعلها ديوقليانس ( 284 _ 305 ) قلعة الشرق الحصينة ومقراً لقائد بلاد ما بين النهرين Dux Mesopotamiae .
المسيحية قديمة في مدينة نصيبين وأهم شاهد قديم حجر ابرسيوس المنقوش نحو سنة 200م، وقصة المسيحية فيها مرتبطة بقصة مار توما الرسول، وأدي، وأجي ( أحي ) والرسول مار ماري، وقد كان فيها كنيسة كبيرة على اسم فبرونيا، وهذه شهيدة من المنطقة نسجت حولها قصة طريفة نشرها بول بيجان في سير الشهداء والقديسين ( الجزء 5، صحيفة 573 _ 615 )، ونقلها إلى العربية ادي شير في كتاب ( شهداء المشرق ) الجزء الأول، ص 112 _ 142 )، ثم تحولت كنيسة الشهيدة فبرونيا إلى جامع باسم زين العابدين.
ولم يتح الحظ لمدينة نصيبين أن تشتهر في القرون الثلاثة الأولى للميلاد كما اشتهرت الرها. لانها لم تكن مملكة، وتأخر أمر اشتهارها ككيان مسيحي متميز.
إذ علينا ان نتظر مار يعقوب النصيبيني أسقف نصيبين لكي تتخد نصيبين مكانة مرموقة بالمعنى المذكور، فهوذا مار أفرام السرياني يسمي مار يعقوب أباً لنصيبين، وهو الذي حسبه أنجبها وأرضعها حليب الطفولة وحملها في أحضانه كآنية عزيزة.
يؤكد ايليا برشينايا في تاريخه ان مار يعقوب بنى كنيسة نصيبين الكبرى واستغرق بناؤها سبع سنوات، وإليه يعزي تأسيس مدرستها وانقادها من حصار الفرس سنة 338م ومند القرون الأولى غدت نصيبين ابرشية كبرى ( مطرافوليطية ) من ابرشيات كنيسة المشرق، واستمرت حتى العصور المتأخرة.
كانت نصيبين مدينة عظيمة وابرشية مهمة، ومدرسة كبرى، ولاننا نود البقاء في جو نصيبين نركز ظاهرتها الثقافية بالدرجة الأولى، ولا نبالغ أن قلنا ان أهمية نصيبين الثقافية تفوق أي اعتبار اخر، فمار افرام ونرسي معلمان كبيران، وليس أسقفين، والاستاذة والتلاميذ قاموا في مدرسة نصيبين منذ اواخر القرن الخامس فيما بعده، من كبار ادباء السريانية وعظماء الاشخاص الذين تبأووا أعلى المناصب في كنيسة المشرق ( الكلدو _ اثورية ). نذكر أشهرهم دون التطرق إليهم بالتفصيل وهم تلاميد نصيبين واساقفتها.
ايليا برشينايا، عبديشوع الصوباوي، يشوعياب بن ملكون، يهبالاها الثاني، مكيخا الثاني، فقد كانوا أساقفة على نصيبين قبل أن يصبحوا جثالقة على كنيسة المشرق.
ولا يمكننا هنا أيضاً ان نفصل بين الابرشية والمدرسة، لان دور أساقفة نصيبين كان مؤثراً جداً في مسيرة المدرسة.
وكانت نصيبين قد عرفت دمارا وخرابا شديدين في أطرافها سنة 359م، بحيث ان الارياف خلت من تسعين بالمائة من سكانها، وحاول الامبراطور يوليانس الجاحد ان يقضي على المسيحية في نصيبين كما في المناطق الاخرى.
وان يرفع فيها عبادة الاصنام. لكنه باء بالفشل، واضطر خلفه جوفيان إلى التنازل عن مدينة الحدود ( نصيبين ) لقاء عقد السلام مع شابور الثاني سنة 363م. ودام هذا السلام بين المملكتين ثلاثين سنة. انما على حساب أهالي نصيبين الذين غادروها إلى الاراضي الخاضعة للروم، ولا سيما إلى آمد ( ديار بكر ). كما إلى الرها، بينما اسكن شابور اثني عشر ألف فارس من اصطخر واصفهان وغيرهما في نصيبين. ولا يحق ان نفهم هجرة اهالي نصيبين الا بمعنى تفضيل مملكة مسيحية على وثنية، لا تخلصاً من الشرق. فالاكثرية يختارون آمد والرها، وكلتاهما مدينتان مشرقيتان أصيلتان، وسوف يحن مار افرام السرياني إلى مدينة نصيبين، فيقدم لها المعونة ابان مجاعة سنة 372م. الا ان نصيبين عرفت تحولاً جذرياً بسبب هذا التحول السكاني والدم الجديد الذي أخذ يسري في عروقها مما اثر على مسيرتها الثقافية اللاحقة.
ونأتي إلى هجرة الادمغة الرهاوية بمعنى الدرس والعلم والانتماء والاصل إلى نصيبين في عهد برصوما نحو سنة 450 – 490م . وهنا تتضارب الاراء، فقد تكرست القطيعة بين انصار ديودوروس وثيودوروس ونسطور من جهة، وبين اتباع قورلس الاسكندري من الناحية الاخرى، فنحن في أيام تلت مجمعي أفسس وخلقدونية، والخلافات على أشدها، وتجدر الملاحظة إلى ان برصوما ابتدا حياته في نصيبين مفسراً، وهو تلميذ مدرسة الرها، فلا عجب ان احتضن استاذ العلم يومذاك مار نرسي الملفان واساتذة وتلاميذ الرها سنة 471 و 489م، ومما لا شك فيه ان مدرسة نصيبين عرفت تجدداً ملحوظاً بفضل ذلك بل طفرة المدرسة نحو الأفضل بنوع مذهل، جعل نصيبين تغدو أم المدن، وأم العلوم. Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
تنظيم أول مهرجان سينمائي في الموصل شبكة أخبار نركال/NNN/الموصل/ تحت شعار " نعم للسلام والامان والحوار لا للعنف " افتتح على قاعة تذكار مار أوجين مار أوجين: أصله من جزيرة قليزما[1] في حدود بلاد مصر. وكانت مهنته الغطس في البحر وإخراج اللآلى، وكان يوزعها على الأديرة والمساكين. واستمر على ذلك مدة نص بيان وزارة الخارجية حول تشكيل لجنة تحقيق بممارسات الشركات الأمنية في العراق نركال كيت/واشنطن/ 28 أيلول/سبتمبر 2007 – في ما يلي نص بيان وزارة الخارجية بشأن تشكيل لجنة تحقيق في ممارسات وزارة الخارجية الأمنية في العراق الرئيس طالباني: اي مساس بالرموز الدينية والوطنية محظور دستوريا و شرعيا و اخلاقيا ومخالف مخالفة صريحة لمبادئ الديمقراطية شبكة اخبار نركال/NNN/ وجه فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني بيانا دعا فيه الى ان تمضي الحملة الانتخابية في جو من التنافس النزيه من دون تجريح واساءة، وشدد على ان المساس بالرموز الدينية محظور دستوريا وشرعيا واخلاقيا، وفي ما يلي نص البيان:
Side Adv2 Side Adv1