Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مذكرة الاحتجاج إلى قداسة البطريرك مار دنخا الرابع

كنت قد قررت تقديم مذكرة الاحتجاج هذه إلى قداسة البطريرك مار دنخا الرابع في زيارته المرتقبة إلى ارض العراق الحبيب , والتي كان من المفترض أنها ستكون في الشهر الرابع ولأسباب خاصة أجلت إلى الشهر الخامس . وفي تلك الزيارة كنت سأصر على تقديمها له يدا بيد , وبسبب الظروف الحاصلة وتطورات الألاعيب هنا وهناك أجبرت على إرسالها لقداسته عن طرق الفاكس بتاريخ ( 26 /2/2008 ) . وبما أنها أصبحت الآن بين يديه فمهم جدا أن أضعها الآن بين أيدي أبناء كنيستنا وامتنا كي يكونوا مدركين ومطلعين على كل ما يحدث من حولهم وبالأخص إن أهداف هذه المذكرة تمس بصورة مباشرة قضايانا الإيمانية والقومية متمنيا أن تؤخذ هذه المذكرة بعين الاعتبار خدمة لحرية وكرامة وإنسانية أبناء امتنا وإيمانهم وكنائسهم , كما أتمنى أن لا تؤخذ على أنها مطلب شخصي أو عمل انفرادي لان ما جاء فيها هو مطلب الأغلبية الساحقة من أبناء كنيستنا وامتنا والدليل على هذا هو الاستياء الشعبي من قضية إلقاء القبض علي والتي كان بعض رجال الكنيسة ورائه فلم يكن الاستياء بسبب شهرتي أو محبة الناس لشخصي , كما إن من غَضبَ على زجي بالسجن لم يكن من أقاربي أو من أصدقائي فقط , فالغضب شمل مناطق بعيدة عني آلاف الأميال ومن أناس لم التقيهم يوما ولا اعرفهم نهائيا. وسبب الاستياء والغضب الحقيقي والأساسي هو وجود بطريقة أو بأخرى نموذجا سيئا يشبه المشتكين عليٌ قد تعايشوا معه أو قد مر عليهم , كما وان غيرة وكرامة الكثير منهم لم تسمح بان يُلقى القبض على ابن أمتهم من قبل الغريب على يد رجال كنيستهم . وأنا استغل هذه الفرصة لأكرر مطلبي من قداسة البطريرك مار دنخا الرابع سواء إن كنت في كنيسة المشرق الآشورية أو خارجها بان يسمح لي بلقائه خلال زيارته المقبلة للعراق وأنا ابدي استعدادي الكامل لشرح كل ما ذكرته في مذكرة الاحتجاج المبينة أدناه وبالتفصيل , هذا وسأضيف عليها ما لم استطع ذكره لأسباب يعلمها الجميع وشكرا
جوني خوشابا الريكاني
28 /2/2008
تلكيف
واليكم نص المذكرة كما أرسلته لقداسته
(باسم ألآب والابن والروح القدس)
إلى قداسة البطريرك مار دنخا الرابع والسادة مطارنة وأساقفة كنيسة المشرق الآشورية مع كامل التقدير والاحترام :-
لقد جاءت الصرخة ومنذ بداية انطلاقها لتسلط الضوء على بعض من الإساءة الحاصلة داخل الكنيسة والتي تعدتها لتصل إلى أبناء الرعية من خارج الكنيسة, ومنذ بداية الصرخة وهناك من يحاول أن يصورني ككافر ومسيء إلى الكنيسة ويجعل مني الابن العاق الذي يحاول تدميرها وتمزيقها فوضعوني في خانة المهرطق بحق الكنيسة وإيمانها مستخدمين كل ما ذُكر في الصرخة من فساد كسلاح لتشويه أهداف الصرخة , وليظهروا بان الصرخة وصاحبها ما هم إلا كفارا مسيئين لله وإيمان الكنيسة جاعلين مني ومن صرختي أعداء يجب القضاء عليهم رغم إني لم اذكر أي شيء يسيء إلى الكنيسة كإيمان أو طقوس أو تعاليم أو فكرها الخاص بها بل سلطُ الضوء على فساد بعض ممن يعتبرون أنفسهم خُدام الكنيسة الأمناء حيث بدأتها بالتركيز على القضايا الأخلاقية الحاصلة وذلك لعلمي أن مجتمعنا الشرقي لا يحرم أو يحاسب على أي شيء بقدر ما يحرم الأمور الجنسية والمتعلقة بالجسد وكأن كل الخطيئة تكمن في الزنا والدعارة فلا نولي أي أهمية تذكر للفتنة والكذب والدجل والضحك على عقول البسطاء واستغلال معاناة الفقراء والمساكين وتحويل إيمانهم بالروحانيات إلى ماديات لنجعل من كل هذه الأمور قضايا بسيطة يمكن التغاضي عنها أو تهميش مدى تأثيرها على حياتنا اليومية سواء كنا أفرادا أو مجتمعات . وهنا كان لابد لي أن أطلق الصرخة كي تكون بمثابة الرفض لكل ما يجري من إساءة على يد كهنتنا بحق الكنيسة وأبناء الرعية فأطلقتها مدافعا عن كنيستي ضد كل ما ذكرته مسبقا من فساد وقد فعلت ذلك انطلاقا من احترامي لبنوتي لهذه الكنيسة التي افتخر بها وانطلاقا من تقديري وتقديسي لها وإيمانا مني بتعاليمها وفكرها الإيماني العظيم وطقوسها الرائعة وكي أحافظ قدر المستطاع على سمعتها التي باتت تباع وتشترى بالأموال الدخيلة ولكي احد ولو قليلا من تكاثر الأيدي العابثة التي تستغل كنائسنا للوصول إلى شعبنا الأشوري العريق غير متأمل من هذا كله الربح المادي كما يروج عني البعض فهدفي هو الحفاظ على احترام الكنيسة والرعية وتقديسهما معا . كما وحاولت قدر المستطاع أن انوه عن أفعال بعض من كهنتنا الذين يحاولون تسييس الكنيسة وجعلها وشعبنا الآشوري طريقا لجني الربح السريع كما اتخذها البعض سبيلا لهم للحفاظ على مكاسبهم الخاصة غير مبالين بالكنيسة أو الرعية أو الأمة الآشورية. فمنهم من يدعي الدفاع عن الكنيسة لأنه يرى انه لا قيمة له إلا بتلك الجبة السوداء التي يرتديها فيخشى من أن تنزع منه فيختار طريق التملق والنفاق وعمل أي شيء لكل من يحافظ له على تلك الجبة وعدم تجريده منها حتى إن كانوا من خارج الكنيسة , ومنهم من يدعي الدفاع عنها وهو في الحقيقة يحمي قبعته الحمراء فيمسك بها ويحافظ عليها ثابتة على رأسه وذلك طبعا لا بقوة إيمانه واحترامه للرعية أو احترام الرعية له بل بقوة أمواله وعلاقاته مع بعض من أصحاب السلطة والنفوذ في القوى الحاكمة, والبعض الآخر يظهر دفاعه عن الكنيسة في الحفاظ على الكراسي , لان زوال الكرسي يعني انتهاء السلطة والنفوذ والربح الوفير للكثير منهم . ودفاعي عن الكنيسة والأمة يختلف تماما عن دفاعهم عن هذه الأمور والتي لا تعتبر سوى قشور ظاهرة لجوهر عظيم فكنيستي أنقى من جبة سوداء وارفع من أعلى قبعة وأعظم من أبهى كرسي وهذا ما أحاول الدفاع عنه والحفاظ عليه فكنيستي هي (إيمان وفكر ومبدأ وقيم وأخلاق وطقوس وتاريخ و شعب عريق يجب المحافظة عليهم ).
يمكن تلخيص كل ما جاء في الصرخة في عدة مطالب أتمنى أن تأخذ بعين الاعتبار وذلك خدمة للكنيسة وأبناء شعبنا الآشوري متمنيا أن لا تأخذ هذه المطالب على أنها مطلب شخصي فاستفادتي من تحقيق هذه الأمور لن تتعدى الاستفادة التي سيجنيها أي شخص منتمي إلى هذه الكنيسة العظيمة وتلك المطالب هي كالتالي:-
1. إن من أكثر الأمور التي عانت منها الكنيسة في وقتنا الحاضر هي محاولة البعض لتسييسها وجعلها تعمل حسب مخطط وأجندات خارجة عن نطاق رسالتها الإيمانية والهدف هو الوصول إلى الشعب الآشوري الذي يتبعها لتصب هذه الأعمال في مصلحة الغرباء عن امتنا وديننا لذلك اطلب من سيادتكم أن تعملوا وبالسرعة الممكنة لقطع الطريق على كل من يستغل كنيستنا من خلال كهنتنا لتحقيق مطالبه الخاصة من شعبنا الآشوري ووضع شروط وضوابط على كهنتنا لضمان الفصل بين الكنيسة والسياسة.
2. لقد كان للأموال المقدمة من خلال الكنيسة الدور الكبير في زيادة العدائية والنفور بين أبناء الرعية وذلك بسبب استغلال تلك الأموال لأمور غير مساعدة المسيحيين مثل شراء الذمم وجمع التأييد لأشخاص معينين من داخل الكنيسة ومن خارجها ولتقسيم الرعية إلى أقسام عدة بغية إضعافهم وعدم وحدة كلمتهم في مواجهة الفاسدين من رجال الدين لذلك أطالب سيادتكم بإخراج الأموال المقدمة إلى المسيحيين خارج إطار الكنيسة ( سواء تلك المقدمة من حكومة إقليم كردستان أو المقدمة من أي جهة مسؤولة أخرى) وتسليمها إلى أشخاص مستقلين منتخبين من قبل الرعية على أن يكونوا من غير الكهنة أو العاملين في الكنيسة وذلك للحفاظ على صورة الكنيسة وسمعتها .
3. بعد تطبيق ما جاء في المطلب (2) بدقة ومصداقية كاملة هناك إجراء لابد من اتخاذه ليكون بمثابة رد اعتبار للكنيسة وقدسيتها فبسبب ما قام به الكثير من كهنتنا من أعمال غير لائقة بإيماننا وتقاليدنا وقيمنا التي تربينا عليها و إساءتهم للموروث الإيماني والقومي ما اثر تأثيرا سلبيا واضحا على صورة الكنيسة وإيمانها ومصداقيتها في تعاملها مع الرعية كأبناء امة آشور أطالب سيادتكم بمحاسبة كل رجل دين قام بما يسيء إلى الكنيسة وكل من حاول جعلها طريقا للسيطرة على أبناء امتنا من الآشوريين ومعاقبتهم إذا لزم الأمر.
4. قد يكون ما سأذكره في هذه الفقرة مطلب شخصي لكن في الحقيقة هو مطلب عام أكثر منه شخصي فلكون الكنيسة كانت السبب الرئيسي في إلقاء القبض علي ما أدى إلى تحديد حريتي لذلك أطالب سيادتكم بان تقدموا طلبا رسميا لحكومة إقليم كردستان لإعتاقي من التعهد المكتوب علي وإعادة حريتي الكاملة في التعبير عن رأيي وإعطائي الحرية الكاملة لانتقاد كل ما هو لا يخدم مصلحة كنيستي وأمتي . فبتحديد حريتي أعطت الكنيسة للعالم اجمع صورة يفهم منها أنها كنيسة لا تؤمن بحرية التعبير ولا تقبل بالنقد الصريح كما وأثبتت أنها كنيسة لا تستطيع الدفاع عن نفسها إلا بقوة علاقاتها مع بعض الأطراف السياسية النافذة في المنطقة .
إنني كواحد من أبناء كنيسة المشرق الآشورية أرى أن تحقيق هذه الأمور التي ذكرتها أعلاه هي بمثابة خطوة ايجابية من الكنيسة تجاه أبنائها كما وأنها فرصة كي تظهر الكنيسة بأنها لاتزال تتمسك بأبنائها وبحريتهم وكرامتهم وبأنها تعمل وبجد لضمان حقوقهم وإنسانيتهم كشعب حر لا كتابع أو ضل يلتصق بأرجل كل من يُسلط عليه الضوء .
من هنا وكواحد من أبناء كنيسة المشرق الآشورية سواء إن كنت مهما في المجتمع أو غير مهم فاني أعلن احتجاجي على كل ما قام ويقوم به بعض كهنتنا من إساءة داخل الكنيسة وخارجها وسيتمثل احتجاجي هذا بسحب أوراقي من كنيسة المشرق الآشورية إلى حين اتخاذ الإجراء اللازم بكل ما ذكر أعلاه من إساءة سواء تلك الموجهة ضد الكنيسة أو الرعية كأمة آشورية مع مراعاة عدم تقديم أوراقي لأي كنيسة أخرى فهدفي هو تطهير كنيستي من المفسدين لا الانفصال عنها لكني سأكون مضطرا إلى تقديمها لكنيسة أخرى في حال لم يحدث أي تغيير ايجابي يذكر وأجبرتني الظروف الصعبة كالوفاة وغيرها من الأمور الصعبة لفعل ذالك متمنيا وبكل صدق أن لا يطول احتجاجي هذا .
أدامكم الله وأدام كنيستنا وامتنا الآشورية
جوني خوشابا الريكاني
11/3/2008

Opinions