مرثية . . الـى الشهيد خالـد حلبـي
الكلمة لا تشيخ ، تمتلك زمنا اثيريا قريبا من مقاييسالخلود ، فتتكيف لكل زمان وحالة...
قصيدة كتبتها قبل سنوات مؤبنا فيها ابن عمي الغالي ـ خالد حلبي ـ الذي سقط شهيدا في الحرب المجنونة مع ايران. فالف الف قبله دافئة على ذلك الجبين المنور الذي غيبه الموت عنا على طريق الشهاده
فيا رحمة الله ، امنحي الجسد المضرج راحة وقودي خطاه الى السماء.
.
تراني قريح العين اتعبني السهر
فلا غمني ليل ولا سرني فجر
اخي خالدا لا طل بعدك شارق
ولا ولدت انثى ولا عادها بشر
ولا طرزت ......ثوب مليحة
ولا زارها عيد ولا غاثها قطر *
رحلت وما كان الرحيل مثابة
فلا غرمه سجن ولا سجنه اسر
فاشقيت شيخا في اواخر عمره
يعارك وجعا لا يراجعه صبر
فطيفك يمشي لا يبارح فكره
يظل مقيما طالما لفه عمر
ستبلى لجاجات وتوهن عزمة
فيعجله عمر ليسحقه القبر
سلام على حب تعانق جذره
ترابا خضيبا ناخ رابيه زهر
سلام على ارض العراق تغيثها
ومن دمك الغالي تشق لها نهر
سلام على تلك الصخور تناوحت
بسطت لها كفا فعانقها الصخر
سلام على كف يعانق تربة
بذلت لها روحا يطارحها العطر
سلام على تلك الشفاه رواعش
تتمتم الحانا يمازجها سحر
عناقا على خد العراق وقبلة
يضئ لها ثغر العراق ويفتر
عراق عراق النائمين على اللظى
اذا داجهم ليل يشق له فجر
تموت على حب العراق وشعبه
عليك ثياب من دمائهم حمر
كدابك تعطي للرجولة حقها
فطوحت باليمنى يعين لها الصدر
وقاتلت بالاخرى قتال مراهن
فدست عدوا من خلائقه الكبر
ومر نهار قد تثائب ضوؤه
واعقبه ليل يغازله بدر
وانت تماري الجرح حينا، وتارة
يغالبك الاعياء والنفس الحر
فدر ابن عمي حيث يدعوا صحابه
ودري عمري غال عافيه اسر
فوا المي ان لا اكب مقبلا
جراحك والصدر الذي غاله الغدر
فخل لنا جرحا يدوم رعافه
وخل لنا وجعا يساكنه الدهر
وخل نفوسا لا تعاف شروخها
وخل قلوبا ان يلاوعها الجمر
اقول لأختي بعد شوق وحسرة
احن الى وجه تباسطه شعر
اجاهد هذا القلب من غير نهية
يذوب التياعا كلما عاده ذكر
اقبل قبرا جرت الريح فوقه
بقايا فؤاد ساح ذائبه جمر
يذوب احتراقا فارتهان لعسرة
لمن حبه فجع ومن ذكره مر
الشاعر بطرس حلبي