Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مرحبا بالأبناء في حضن أمتهم الكلدانية

أستبشر العراقيين ( بحسن نيّة ) بما طرحته أمريكا من أسباب ومبررات لتغيير نظام الحكم في العراق مستندين على أن أمريكا دولة الحرية والديمقراطية والمساواة , بالرغم من أن العديد من أبناء الشعب العراقي ساورتهم الشكوك حول أهداف أمريكا الحقيقية , يشاركهم هذه الشكوك معظم دول وشعوب العالم وحتى هيئة الأمم المتحدة , والتي لم تستطع أمريكا بكل جبروتها من أستصدار قرار من مجلس الأمن يخولها شن الحرب على العراق , ومع ذلك نفذّت امريكا ما أرادته .

أستمرت أدارة الرئيس السابق بوش تنفذ ما سبق وأن خطط لها مجموعة المستشارين وتنفيذ المخطط الأمريكي وهو غير ما أعلنته أمريكا للعالم فأتخذت جملة قرارات كانت العامل الأساسي في ما وصلت اليه الحالة الأمنية المتردية في العراق كانت نتيجتها أستشهاد أكثر من مليون عراقي وأكثر من أربعة آلاف جندي أمريكي , وأنتشرت الجريمة بشكل لم يسبق وأن رآها العراق طيلة تاريخه القديم والحديث , مما دعا معظم العراقيين على الترحّم على النظام السابق , ولم يكن حال المسيحيين العراقيين بأحسن من بقية أبناء الشعب العراقي .



وما يهمنا في هذا المجال هو المسيحيين العراقيين ولا سيّما الكلدان القومية الأكثر عددا بين القوميات المسيحية الأخرى لما تمثله من ثقل عددي ( 80% ) من المسيحيين ونوعية علمية وثقافية وأقتصادية , ومما يجب التنويه به هو أن الكلدان العراقيين لم يكونوا مستعدين لهكذا ظروف , فهم عاشوا جيلا بعد جيل وهم يشعرون بأنهم أبناء هذا العراق , يخدمونه بكل أخلاص وكفاءة , لأنهم الأساس في هذا الوطن, آثار أجدادهم لا زالت شامخة في أور وبابل وكل العراق يقدمون دمائهم رخيصة من أجل العراق اذا ما هدده أي خطر بغضّ النظر عمّن يحكمه لأن أي أنتقاص من سيادة العراق هو يخص العراق وليس عائلة أو عشيرة الحاكم , وعليه لم ينتظموا في أحزاب قومية , بل البعض منهم أنتمى الى العديد من الأحزاب الوطنية العلمانية اذا ما كانوا يؤمنون بأنها تخدم العراق.



الا أن ما حصل بعد 9 نيسان 2003 , فاجأ الجميع ومنهم الكلدان , فرأوا ظهور أحزاب (هي كل شيىء ما عدا وطنية ) دينية وطائفية وقومية وما صاحبها من مليشيات تعمل المستحيل , حتى بالأجرام والقتل لمصلحة طائفتها وقوميتها فكان المتضرر الرئيسي من كل ذلك المسيحيين الكلدان الذين كانوا يسكنون ويعيشون منذ أجيال في المدن والمناطق الساخنة كالبصرة وبغداد والموصل وكركوك , فتعرضوا للقتل والنهب والأختطاف والتهجير من مختلف المليشيات سواء كانت شيعية أو سنّية وهم لا ذنب لهم سوى أنهم مسيحيين , والمحتل المسيحي يفكر بكل شيىء ,الا حماية المسيحي .



كانت الحال لدى بقية القوميات المسيحية من السريان والآشوريين أفضل قليلا , لأن معظم تجمعاتهم كانت في مناطق آمنة نسبيا , سواء من كانوا في الشمال أو في مدن سهل نينوى , أضافة الى أن الأخوة الآشوريون كانوا قد سبقوا وأن نظموا أنفسهم في أحزاب قومية ولهم نشاطاتهم السياسية القومية , ومما ساعدهم أكثر وجود السيد سركيس آغا جان وهو آشوري في موقع متقدم من الحزب الديمقراطي الكردستاني وحكومة الأقليم , حيث كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء ووزير مالية الأقليم, فكان أن منحت المقاعد المخصصة للمسيحيين في حكومة وبرلمان الأقليم الى الأخوة الآشوريين , ولأن الأحزاب الآشورية لها خبرتها التنظيمية , فقامت بتشكيل مجموعة من المنظمات والجمعيات والمجالس ,وتبنّت تسمية ( الكلدان السريان الآشوريين ) لسحب بعض الناشطين الكلدان من السياسيين والكتّاب والأدباء كتغطية لأهدافهم الحقيقية , ولأن المعروف عن طبيعة الكلدان هم حسني النيّة , فأنظمّ البعض منهم الى هذه النشاطات التي قامت مع الأسف بكل ما يقوّي القومية الآشورية وألغاء كل ما يمتّ بصلة الى القوميات الأخرى , تساعدهم في ذلك مجموعة نشطة من وسائل الأعلام , ومبالغ خيالية تصرف لخدمة المخطط .

شعر أبناء الكلدان بما يخطط له سواء من كانوا خارج التنظيمات والأحزاب الآشورية , أم من كانوا ضمنها , وبما أنهم يحملون روح الكلدان ولهم أطلاع واسع على تاريخ أمتهم الكلدانية ومآثرها وعلومها وثقافتها وموقعها في التاريخ , فأبوا أن يكونوا شهود زور على هذه المحاولة الأستقصائية لأقدم قومية في التاريخ , ونظرا الى أن الأحزاب الكلدانية الموجودة على الساحة , حديثة التشكيل ومعدومة الأمكانيات , فكان يجب أن تتدخل المؤسسة الكنسية الكلدانية بثقلها لمنع هذا التهميش , وتدخلها ليس سياسة كما يحاول البعض أدعاؤه كلما دافع أحد الآباء الأساقفة عن رعيتهم التي هم مسؤولين عنها , بل هو منع قتل قومية عريقة في عمق التاريخ , يحاول البعض تهميشها والصعود على أكتافها لتحقيق أهدافهم .



لقد كان البيان الصادر عن مجمع أساقفة الكنيسة الكلدانية , المنعقد في عنكاوة للفترة من 28\4 ولغاية 5\5\2009 , عن تمسّك الأساقفة الراسخ بقوميتهم الكلدانية , وحقوقهم المشروعة , بلسما شافيا على قلوب أبناء الكنيسة الكلدانية العريقة , ورسّخت ثقتهم بقادتهم الروحيين , الذين كانوا يؤمنون بأن الروح القدس هو معهم في مجمعهم المقدس هذا .

وسيبقى حضن الأمة الكلدانية الدافىء على أستعداد لأحتضان كافة أبنائها الذين لا يزالون في أحضان الغير , لأن مهما قدّم هذا الحضن الغريب , فلن يكون بحرارة ودفء حضن أمتهم الأصلي



تحية وأمتنان لأساقفة كنيستنا الكلدانية العريقة الأجلاء



تحية وتقدير للهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية على جهودها لبعث مجد الأمة الكلدانية





بطرس شمعون آدم

تورونتو - كندا


Opinions