Skip to main content
مرصد عراقي: مخيم جديد في عمق الصحراء لنازحي بلدتي جرف الصخر والعويسات Facebook Twitter YouTube Telegram

مرصد عراقي: مخيم جديد في عمق الصحراء لنازحي بلدتي جرف الصخر والعويسات

المصدر: العربي الجديد

كشف مرصد "آفاد" لحقوق الإنسان في العراق، اليوم السبت، أن السلطات العراقية تنفذ منذ عدة أسابيع وبشكل غير معلن، عملية تشييد لمخيم جديد لأهالي بلدتي جرف الصخر في شمال بابل، والعويسات في محافظة الأنبار غرب البلاد، النازحين في مخيم "بزيبز" جنوب مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار، منذ نحو 9 أعوام، بهدف نقلهم إليه قسراً، وجمعهم في مكان واحد بدلاً عن وجودهم في مخيمات عشوائية.

وذكر المرصد في بيان، أن "المخيم الجديد الذي تعكف وزارة الهجرة والمهجرين على بنائه يتألف من كرفانات، بدلاً عن الخيام المعهودة، ومحاطة بسور مرتفع يحيط المكان، ويقع في عمق الصحراء غير بعيد عن مناطقهم الأصلية في جرف الصخر والعويسات باتجاه المحور الجنوبي لصحراء الأنبار".

وأضاف أن "المخيم الجديد يجاور معسكراً لمليشيات الحشد، ما يوحي بأنه سيكون سجناً لهم ويثير شكوكاً حول الأخطار والانتهاكات التي يمكن أن تلحق النازحين وأغلبهم من النساء والأطفال، وأن أغلب هذه العائلات فقدت معيلها على يد مليشيات الحشد الشعبي خلال المعارك بين 2014-2017".

كما أشار البيان إلى أن "هذا المخيم يفتقر للخدمات الصحية والتعليمية والمواصلات، فهو يقع على طرق أغلبها غير معبدة، ولا تتيح طبيعة المخيم لأفراده الوصول بسهولة إلى مدينة الفلوجة التي تبعد عنهم أكثر من 50 كيلومترا، في ظل حاجة كثير من المرضى والمصابين".

ولفت إلى أن "الحكومة العراقية تبني مخيما جديدا لمهجري مخيمات بزيبز من أهالي جرف الصخر بمنطقة صحراوية شبه مقطوعة مقابل عشيرة الهريمات "البوعيسى" بجوار اللواء 54 المقر المسيطر الثاني للحشد الشعبي، ما يوحي بأنه سيكون سجناً لهم ويثير شكوكاً حول الأخطار والانتهاكات التي يمكن أن تلحقهم".

ونقل المرصد عن النازحين من أهالي جرف الصخر، رفضهم لترك مخيم بزيبز والرحيل باتجاه المخيم الجديد، معتبرين إياه طريقة مهينة تهدف إلى إذلالهم وإبعادهم تدريجياً عن فكرة عودتهم إلى أماكنهم الأصلية، فيما طالبت العائلات النازحة بإعادتها إلى ديارها التي هجروا منها قسراً.

 وانتقد صحافيون وناشطون ومراقبون، قرارات حكومة محمد شياع السوداني التي كانت قد تعهدت في بداية منهاجها الحكومي بحل المشاكل الأمنية والتدخلات السياسية وإنهاء وجود المليشيات والفصائل المسلحة الموالية لإيران التي تسيطر على تلك المدن.

من جهته، غرّد الباحث في الشأن العراقي ثائر البياتي، عبر "تويتر"، قائلاً: "المهجرون من سجن إلى سجن، المخيمات سجون إجبارية لإبعاد الناس عن أرضهم وتغيير ديموغرافي، الحكومة العراقية تبني مخيما جديدا لمهجري مخيمات بزيبز من أهالي جرف الصخر بمنطقة صحراوية شبه مقطوعة مقابل عشيرة الهريمات/البوعيسى".

وتواصل "العربي الجديد"، مع عوائل نازحة في مخيم بزيبز، ورفضت جميعها ترك المخيم الحالي "بزيبز"، مطالبة بالعودة إلى مناطقها الأصلية وإلى منازلها ومصالحها التي دمرتها الحرب وسيطرة المليشيات على أراضيهم.

ومنطقة جرف الصخر، التي تعتبر معقل عشيرة الجنابيين العربية في العراق إلى جانب عشائر أخرى مختلفة، ما زال سكانها البالغ عددهم نحو 180 ألف نسمة مُهجّرين في مخيمات ومعسكرات نزوح. وعلى الرغم من وعود متكررة لحكومات حيدر العبادي، وعادل عبد المهدي، ومصطفى الكاظمي، بإعادتهم، إلا أن أياً منها لم يتحقق.

وتخضع المدينة منذ استعادت القوات العراقية السيطرة عليها في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2014، لسلطة الفصائل المسلحة الحليفة لإيران، وانسحبت وحدات الجيش والشرطة منها بطلب من تلك الفصائل بعد أيام من السيطرة عليها، ولم تعد إليها حتى الآن، كما لم تتمكن من دخولها أيضاً.

ولا يزال نحو مليون مهجّر غير قادرين على العودة إلى ديارهم، رغم إغلاق السلطات العراقية نحو 50 مخيماً للنازحين، بسبب سيطرة مليشيات مسلحة منذ سنوات على بلداتهم ومدنهم، وتمنع هذه المليشيات الأهالي من الرجوع إليها تحت ذرائع مختلفة.

 

Opinions