Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مرور 1700 عام على استشهاد القديسة السريانية السورية في قرية هيمو (قرب القامشلي)

15/03/2006

10 الاف سرياني سوري حضروا تدشين دير القديسة فبرونيا النصيبنية في القامشلي

القامشلي- كميل سهدو

وسط احتفال شعبي كبير أقامته أمس الأول في قرية هيمو ( شرق القامشلي 5 كم) أبرشية الجزيرة والفرات للسريان الارثوذوكس كرس وقدس قداسة الحبر الأعظم مار زكا الأول عيواص بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للسريان الارثوذوكس – الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية في العالم اجمع، دير وكنيسة الشهيدة القديسة فبرونيا النصيبينية (السورية السريانية) الذي شيد على ضريح القديسة الشهيدة بمناسبة مرور 1700 عام على استشهادها على يد الرومان المحتلين، ليكون فيما بعد مكانا لائقا لممارسة الشعائر الدينية ومركزا مهما للثقافة ومكانا مريحا للراحة والاستجمام لأنباء مدينة القامشلي إضافة إلى دارا للعجزة وقد تقدم الجمع الغفير الذي تجاوز العشرة آلاف شخص تقاطروا لمكان الاحتفال من كافة أرجاء محافظة الحسكة، تقدمهم نيافة المطران متى روهم رئيس أبرشية الجزيرة والفرات للسريان الارثوذوكس ونيافة المطران جورج صليبا مطران جبل لبنان والمطران بهنان ججاوي مطران القدس سابقا، والمطران إيليا باهي المعاون البطريركي في دمشق والمطران ملكي ملكي النائب البطريرك في استراليا ونيوزيلندا ، وفي نهاية مراسم تقديس وتكريس الكنيسة ترجل قداسة الحبر الأعظم مار اغناطيوس زكا الأول عيواص الذي ترأس القداس الالهي الذي اقيم في هذه المناسبة الدينية والتاريخية بكلمة رعوية قيمة بدأها باللغة السريانية (اللغة التي تكلم بها السيد المسيح لغة سوريا القديمة) وتابعها باللغة العربية مثمنا الجهود الكبيرة التي بذلها ويبذلها راعي أبرشية الجزيرة والفرات المطران متى روهم في المحافظة على التاريخ والتراث القديم من خلال بناء الأديرة ورعاية المهرجانات الثقافية والفنية وتشجيع أبناء الأبرشية على أقامة المشاريع الاقتصادية الخاصة التي عدها مهمة وطنية جليلة في أبرشية الجزيرة والفرات والتي رأى فيها وريثة حقيقة لأبرشيات السريان في بلاد ما بين النهرين، وبين قداسته أهمية بناء دير متميز على ضريح القديسة الشهيدة فبرونيا النصيبينية السريانية التي روت بدمها الطاهر الأرض مؤكدا بان ذلك يكرس العمق التاريخي للكنيسة السريانية في منطقة الجزيرة ويوضح المكانة المرموقة لمدينة نصيبين التاريخية (التي تلامسها مدينة القامشلي –نصيبين الجديدة) في قلوب السريان أينما كانوا، وقال قداسته اننا نعتز بهذه القديسة كل الاعتزاز ونحن نقرأ سيرتها المباركة نرى مجد الرهبانية السريانية التي سبقت غيرها من الكنائس في هذا الميدان كما يشهد المؤرخون الصادقون الثقاة. وقال قداسته مضيفا، نفتخر بان سورية مهد كنيستنا ووطنها، ونعتز بولائنا لهذا الوطن وبتاريخ هذا الوطن ودوره في بناء الحضارة الانسانية.

مكانة كبيرة لنصيبين لدى السريان:

هذا وتحتل مدينة نصيبين التاريخية التي تنتمي إليها الشهيدة القديسة فبرونيا (الواقعة الآن في الجانب التركي بعد أن تم سلخها بمؤامرة فرنسية إنكليزية) والتي تلاصقها تماما الان مدينة القامشلي، تحتل مكانة كبيرة لدى السريان أينما كانوا وذلك لأنه منها نبغ شمس السريان مار افرام السرياني واليها ينتمي شفيع القامشلي التي يسميها السريان نصيبين الجديدة ، وفيها كانت هناك ابرز مدارس السريان في القرون الغابرة (أوائل القرن الرابع الميلادي) إلى جانب مدارسهم التي تجاوزت الخمسين مثل مدرسة راس العين وقرقفتا والرها ، إضافة إلى أنها كانت من أهم حواضر بلاد ما بين النهرين بلاد أسلافهم (الآشوريين والآراميين والبابليين) لهذا شبهها مار افرام بمدينة أكاد العظيمة، والى جانب هذا وذاك فهي تلامس جبالهم المقدسة طور عبدين، تلك الجبال التي حمتهم فترات طويلة من الوحشية والهمجية، والتي تركوها مع بداية القرن الماضي هربا من بطش العثمانيين والعديد من ازلامهم من بعض اغوات الأكراد الذين قتلوا في عام 1914 كما تذبح الشاة أكثر من نصف مليون سرياني (عداك عن مليون ونصف ارمني) فرفضوا البقاء تحت نير العثمانيين المتوحشين وانتقلوا إلى الطرف السوري (بعد رسم الحدود الجائرة من قبل الإنكليز والفرنسيين) وذلك لأنهم سوريون اقحاح، إلا أن ذلك لم ينسيهم لحظة واحدة الأراضي السورية المسلوخة من قبل الأتراك، ولهذا سارعوا في بناء مدينة القامشلي في بداية العقد الثاني من القرن الماضي لتكون قريبة جدا من مدينة نصيبين، وأطلقوا على مدينتهم الجديدة نصيبين الجديدة، وما تقاطرهم من كل حدب وصوب للمشاركة في تكريس وتقديس دير القديسة الشهيدة فبرونيا النصيبينية سوى تأكيد على رغبتهم الجامحة في المحافظة على المعالم الأثرية السريانية التي تؤكد بان منطقة الجزيرة منطقة سورية منذ ألاف السنين، ويقدر الان عدد السريان المقيمين في محافظة الحسكة بحوالي 200000 ألف نسمة عداك عن الأضعاف المضعفة من هذا الرقم ممن هاجروا مع بداية السبعينات إلى أوربا والأمريكتين، إلا أن ارتباط المهاجرين بوطنهم سوريا ومنطقتهم الجزيرة لم ينقطع، حيث يؤم سنويا مدن القامشلي والحسكة والمالكية (ديريك) عشرات الألوف من المهاجرين الذين حرصوا على المساهمة في بناء المشاريع الاقتصادية والسياحية في وطنهم سوريا. Opinions