"مزاجية التفتيش" وغرق المداخل "تحبس" العراقيين ساعات طويلة عند بوابات بغداد "
عزا مجلس محافظة بغداد، الزحامات الشديدة عند مداخل العاصمة الى الطرق التقليدية المتبعة في التفتيش إضافة إلى مزاجية عناصر نقاط التفتيش، فيما انعكست الزحامات على السكان القريبين من هذه النقاط حيث أدت إلى هجرة العديد من سكانها خصوصا من طبقة الموظفين إلى مناطق بعيدة عن مداخل العامة، كما حذّر مجلس المحافظة من إضعاف بغداد اقتصاديا بسبب صعوبة دخول البضائع إليها، إضافة إلى تعرض بعضها للتلف بسبب الانتظار الطويل عند مداخل بغداد.
وقال شهود عيان لـ"المدى" إن مدخل العاصمة الشمالي للعاصمة تتكدس فيه طوابير السيارات منذ ساعات الصباح الاولى، وتزداد شدة الازدحام مع حلول فترة الظهيرة والمساء"، وأكدوا ان القادم من المحافظات الشمالية يضطر الى الانتظار الى اربع ساعات لحين الدخول الى بغداد، فيما تخلو المنطقة من أماكن للاستراحة او مطاعم او حتى محال تجارية.
ويشير بعض سكان المناطق الواقعة خلف بوابة بغداد من جهة الشعب إلى ان الازدحامات المتكررة في المدخل، بسبب وجود سيطرة أمنية هي الأكثر تشددا في بغداد، كما يسميها الأهالي، أدت الى تفكير المواطنين ببيع منازلهم والانتقال الى مناطق بعيده عن السيطرة، خصوصا الموظفين الذين باعوا منازلهم في مناطق الحسينية وجديدة الشط والمناطق المجاورة لها والسكن في احياء الشعب والقاهرة.
وانسحب الامر الى المناطق التي تقع بعد سيطرة جسر ديالى "جنوب بغداد" مثل جرف النداف والمعامل والنهروان الى مناطق اخرى داخل العاصمة، فيما يعجز الوافدون الى بغداد من المحافظات عن ايجاد بدائل غير الاستسلام الى واقع الحال وانتظار لساعات حتى يسمح لهم بعبور السيطرات.
ويقول عضو مجلس بغداد غالب الزاملي لـ "المدى" ان "مدخل الشعب، يعتبر المدخل الوحيد والاكثر اهمية من الجانب الشمالي للعاصمة، لذا يشهد زحاما كبيرا من قبل السيارات الداخلة من تلك المحافظات"، لكنه يؤكد ان الشارع المؤدي الى السيطرة "مليء بالمطبات"، مما يعرقل سير المركبات عليه، ويتسبب في عرقلة المرور.
ويشير الى ان "السيطرة الموجودة في المدخل، اضافت تعقيدا آخر الى مشكلة المرور، فالطرق التقليدية التي تستخدمها السيطرة في التفتيش اليدوي او الاسئلة الروتينية، تأخذ وقتا حتى دخول السيارات عبرها"، لافتا الى ان "مزاجية بعض عناصر السيطرة يتحكم في شدة او حلحلة الازدحام".
واضاف الزاملي ان "الأوزان غير المحسوبة لسيارات النقل الكبيرة، ادت الى تدمير الشارع، وزادت من صعوبة المرور، مطالبا بإنشاء طرق خاصة او مداخل مخصصة للشاحنات الكبيرة، كما "يجب تفعيل شرطة المرور الخارجية لمراقبة السيارات". ويرى الزاملي ان الحل يكون في استبدال السيطرات القديمة و"التقليدية" بأخرى الكترونية، تقوم على استخدام الكاميرات، والتكنولوجيا في مراقبة السيارات الداخلة الى بغداد.
وكان مجلس المحافظة أوقف مشروعاً يتضمن إنشاء 18 سيطرة نموذجية في مداخل بغداد، بكلفة 200 مليار دينار، بسبب الفساد ووجد المجلس ان 14 سيطرة نسب انجازها دون الـ20%، وابقى فقط على اربع سيطرات.
الى ذلك اعترف عضو مجلس محافظة بغداد علي السرهيد ان مشكلة السيطرة في منطقة الشعب كبيرة، مبيننا ان "السيطرة تفتح ممرين فقط لدخول السيارات، فيما مجلس المحافظة طالبها بفتح أربعة منافذ لتسهيل دخول السيارات".
واضاف السرهيد في تصريح لـ"المدى" امس ان "سيارات النقل الكبيرة، تعرقل مرور السيارات، وكان من المفروض ان يتم انشاء منطقة للتبادل من السيارات النقل الكبيرة الى السيارات الاصغر (2 طن)، لكن الامر لا يسير بسرعة"، مؤكدا ان مشروع بوابات بغداد، يواجه الكثير من المشاكل، لان المشروع ضخم جدا وتكاليفه مرتفعة، لذا يحتاج وقتا لاكماله، كاشفا ان المشروع يقدم خدمة تمتد لكيلومترات من كل مدخل للعاصمة، من خدمات ودور استراحة وطرق حديثة وتشجير. واشار السرهيد الى ان بوابة بغداد الجنوبية وصلت الى نسب انجاز 94%، فيما المنفذ الاخر القريب من جسر ديالى، لا يزال يواجه مشاكل مع الشركة المنفذة، لافتا الى ان الامطار الاخيرة تسببت في تعقيد الوضع في بعض المداخل، لاسيما في منطقة الشعب.
الى ذلك قالت عضو لجنة الاقتصاد في مجلس بغداد صباح التميمي لـ "المدى" ان "مجلس المحافظة يفكر باستغلال منافذ العاصمة، لأخذ الرسوم والضرائب، من السيارات الداخلة اليها، ووضعها في مشاريع خدمية"، مؤكدة ان قانون مجالس المحافظات المعدل "سمح بأخذ جزء من واردات المحافظة الى ميزانيتها الخاصة". واضافت التميمي ان "المجلس يفكر بتقديم خدمة في تسهيل مرور السيارات، ووضع ميزان لقياس احمال السيارات الداخلة الى بغداد من المنافذ المختلفة، وفرض رسوم حسب الأوزان"، لافتة الى ان "المجلس يفكر في تقليل الرسوم على السيارات الداخلة من نفس المحافظة، فيما يرفعها على سيارات المحافظات، لتشجيع أهالي العاصمة في نقل البضائع".
في المقابل تشير التميمي الى ان "انتظار الشاحنات لساعات أمام السيطرات، سيتسبب في نسف فكرة المجلس في فرض الرسوم، لان الشاحنات سوف تفضل تفريغ حمولتها في محافظات اخرى، بسبب الازدحام والاجراءات الامنية المعقدة".
وتحذر التميمي من تلف بعض البضائع المنقولة الى بغداد "بسبب ازدحام المداخل"، لاسيما المواد الغذائية، مطالبة السيطرات الامنية، بتقديم تسهيلات الى الشاحنات التي تحمل مواد غذائية.