مسؤول رفيع عن الآثار العراقية يهرب إلى سورية خوفا على حياته
27/08/2006بغداد ـ لندن: «الشرق الأوسط»
قال مسؤول عراقي رفيع في هيئة الآثار، انه قدم استقالته أخيرا وهرب خارج البلاد، بعد تردي الأحوال الأمنية وبروز مخاطر على حياته.
وقال الدكتور دوني جورج رئيس هيئة الآثار والتراث بالوكالة والمحاضر في جامعة بغداد، إن الوضع الأمني الخطير، والنقص الحاد في الموارد، والتدخل من قبل ميليشيا مقتدى الصدر جعلت موقفه لا يطاق في بغداد. وحسب تقارير رسمية فإن جورج، قام بجهد كبير خلال الأعوام الماضية في تعقب واسترداد قطع اثرية عالية القيمة نهبت من المتحف الوطني العراقي، خلال الفوضي التي اعقبت سقوط بغداد في 2003. وهذا الاسبوع كشف جورج عن أنه استقال من منصبه، وانه يختبئ مع عائلته في العاصمة السورية دمشق. وقال في مقابلة نشرتها صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس، أن بغداد أصبحت على درجة عالية من الخطورة، وان المتحف الوطني الذي يضم مجموعة نفيسة من التحف الفنية السومرية والبابلية، قد اغلق بحواجز وأسوار اسمنتية كبيرة، لحمايته من هجمات المتمردين، وكذلك من النهب. وقال جورج «هذا هو الطريق الوحيد الذي يضمن سلامة المتحف». واشار الى انه اتخذ قرار استقالته رغم معارضة المسؤولين في وزاره الثقافة. مشيرا الى ان قرار تأجيل اعادة فتح المتحف أصدرته الوزارة. وخسر المتحف العراقي الذي انشأه البريطانيون في العشرينات، ويقع في شارع حيفا، التي تشتهر بالعنف، حوالي 15 الف قطعة خلال اعمال النهب التي وقعت في 2003، ولكن نصفها تقريبا تم استردادها. وقدم الدكتور جورج، صورة قاتمة عن مستقبل الكنوز القديمة العراقية. وقال ان مشاريع التنقيب والحفظ في العراق قد توقفت، وأن جميع علماء الآثار الأجانب غادروا البلاد. وأوضح ان القوة الأمنية المخصصة لحماية الآثار التي تتكون من 1400 عنصر، تعمل من دون أجر منذ سبتمبر (ايلول) الماضي، وبالتالي فإن أكثر من 11 ألف مواقع اثري معرض للنهب.