Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مسؤول سابق في CIA: سلطان هاشم كان عميلا لنا ولا يجور إعدامه

12/10/2007

سوا/
تحدث ريك فرانكونا المحلل السياسي لشبكة إن بي سي الأميركية لأول مرة الأربعاء، حول دوره في تجنيد قادة عسكريين من الجيش العراقي السابق في صفوف وكالة الاستخبارات المركزية CIA، للقيام بانقلاب ضد نظام صدام حسين عام 1996 إبان عهد الرئيس بيل كلنتون.

وكان فرانكونا وقتها برتبة مقدم طيار في سلاح الجو الأميركي، وأحد عناصر فريق CIA الذي كان يعد لتنفيذ الإنقلاب العسكري، عبر التعاون مع بعض قادة الجيش ومنهم وزير الدفاع الأسبق سلطان هاشم أحمد.

وسلطان هاشم الذي تمت إدانته في قضية الأنفال ينتظر تنفيذ عقوبة الإعدام بحقه بعد انتهاء عطلة عيد الفطر، ما لم تقم القوات الأميركية في العراق وبهدوء شديد "بإقناع حكومة نوري المالكي استبدال الإعدام بعقوبة أخرى" حسب تقرير شبكة أم اس إن بي سي الأميركية.

ويقول فرانكونا إنه دخل إلى شمال العراق عدة مرات بالاضافة إلى الدول الحدودية المجاورة أثناء مرحلة التخطيط للمحاولة الأنقلابية، ويؤكد " أن وكالة الاستخبارات المركزية CIA حاولت الإتصال والتعاون مع أكبر عدد ممكن من ضباط الجيش العراقي، على أمل إقناعهم التحرك ضد النظام، في حال قمنا بعملية اجتياح أو تنفيذ إنقلاب عسكري، وقد نجحت خطتنا إلى حد ما".

ويشدد فرانكونا على أنه لا يعرف نوع المساعدة التي قدمها سلطان هاشم آنذاك، ولكنه لاحظ وجود أدلة وفيرة على أنه قدم استعداده للمساعدة، وأن شخصا أخبره بأن هاشم قام حتى بالتطوع لوضع معدات خفية داخل منزله شمال بغداد، أثناء الإعداد للعملية الانقلابية.

وأشار فرانكونا أثناء ظهوره على شاشة التلفزيون الأربعاء إلى أن الرئيس الحالي جلال الطالباني هو الذي لفت أنظار وكالة الاستخبارات المركزية إلى سلطان هاشم، وقال علنا إن وزير الدفاع الأسبق قد "تعاون" أثناء الإعداد للخطة.

والخطة التي أطلقت عليها الوكالة أسم "كعب أخيل" تم وضعها بناء على ما تصورته الوكالة بنقطة ضعف صدام، أي وجود شخص عسكري لا يستطيع أحد الشك في ولائه للنظام، فقد كان صدام يعتقد أن العسكريين ذوي الخبرات المهنية العالية سيكونون أشد إخلاصا حتى منه هو شخصيا، على حد تعبير فرانكونا.

وهذا كان أحد الأسباب كما يقول فرانكونا وراء قيام صدام بإنشاء قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وأجهزة المخابرات، فقد كانت كلها تدين بالولاء الشخصي له، مما جعل أفرادها يتمتعون بامتيازات مادية ومعنوية كبيرة، لأنهم كانوا خط الدفاع الأخير عن النظام، ولهذا أصرت الوكالة على تجنيد بعضا من قياديي هذه الأجهزة واللعب على الوتر الوطني داخل نفوسهم.

وهكذا تم تكليف فرانكونا مؤقتا للفترة بين 1995-1996 للانتقال من عمله كضابط في وكالة الاستخبارات العسكرية الاميركية والعمل مع CIA، وكان اختياره مثاليا لهذه المهمة، فهو يتحدث العربية بطلاقة بالاضافة إلى عمله في الملحقية العسكرية الأميركية في بغداد خلال الأعوام الأخيرة للحرب العراقية الإيرانية.

وباعتباره ضابطا في CIA فقد عمل فرانكونا كضابط ارتباط في مكتب العراق التابع للوكالة، وذهب عدة مرات إلى جبهات القتال لمراقبة سير العمليات القتالية ضد القوات الإيرانية وقام حتى بتنفيذ طلعات جوية مع سلاح الطيران العراقي.

وفرانكونا هو الذي قام شخصيا بإطلاع ضباط المخابرات العراقية على الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية الأميركية للمعارك التي دارت بين الجيشين العراقي والإيراني، وهو أيضا أول من قام بجمع الأدلة حول قيام العراقيين بقصف القوات الإيرانية بغاز الأعصاب عام 1988.

ثم توفرت فرصة أخرى لفرانكونا للإطلاع على حيثيات خاصة بالجيش العراقي، وذلك اثناء حرب الخليج الثانية عندما خدم إلى جانب الجنرال نورمان شوارزكوف كمترجم ومحلل استخباراتي، وقام بعدها بدور المترجم الشخصي له عندما قاد شوارزكوف المحادثات مع القادة العراقيين داخل خيمة صفوان وكان أحدهم سلطان هاشم أحمد.

وقامت CIA بإدخال فرانكونا إلى شمال العراق عام 1991 حيث بدأ عمله في منزل محصن بأكياس رملية في منتجع صلاح الدين بالقرب من أربيل، وقام بقيادة عدة عمليات، وتولى تدريب بعض قطعات البيشمركه، وإنقاذ عائلة عالم نووي عراقي منشق وإخراجهم خارج العراق، بالإضافة إلى لقاءاته اليومية بالقيادات الكردية ومنهم جلال الطالباني الذي كان وقتها زعيما لحزب الإتحاد الوطني الكردستاني.

يقول فرانكونا إنه التقى بالطالباني عدة مرات وكان ضيفا عليه داخل منزله "كانت لدينا اجتماعات عمل كل يوم تقريبا، وفي عام 1996 كنا نساعد الأكراد وباقي مجموعات المعارضة التي كانت تقوم بعملياتها انطلاقا من الشمال وباقي دول الجوار العراقي".

وأضاف فرانكونا أن جزءا من عمله كان يتطلب التعاون مع حزب الإتحاد الوطني الكردستاني وجلال الطالباني، الذي أخبرهم في أحد اللقاءات أنه حقق نجاحا في الاتصال ببعض الشخصيات داخل الحكومة العراقية وأن أحدى هذه الشخصيات كان سلطان هاشم.

ويشرح فرانكونا أنه في إحدى لقاءاته مع "مام جلال" كشف له أنه "اتصل بشخص هام داخل النظام أبدى استعداده للتعاون مع وكالة CIA للإطاحة بنظام صدام".

وشرح لهم الطالباني أنه يعمل مع هاشم للإطاحة بنظام صدام، وأدرك فرانكونا فورا أنه يتحدث عن الرجل الذي كان نائب قائد العمليات في الجيش العراقي في آذار / مارس عام 1991 ووقع وثيقة إستسلام الجيش مع الجنرال شورازكوف.

يقول فرانكونا "أخبرنا الطالباني أن وكالة CIA وهو شخصيا كان على اتصال مع سلطان هاشم وأنه كان مستعدا للتعاون معنا للإطاحة بنظام صدام".

ويؤكد فرانكونا أن عملية تجنيد سلطان هاشم تمت إدارتها بمعزل عن تجنيد باقي الجنرالات الأقل منه رتبة في الجيش العراقي، ومع ذلك فقد تم إدخال إسمه ضمن قاعدة المعلومات الخاصة بالوكالة باعتباره "عنصرا مؤثرا".

ثم تمت المصادقة على تنفيذ العملية ولكن فرانكونا يقول إنه لا يعلم ما الذي حدث بعد ذلك، فقد تم إخباره "بأن هناك اجتماعا بين هاشم وأحد الوسطاء في إحدى المزارع أو المنازل، وحسبما أتذكر أنه عرض علينا إخفاء بعض المعدات الخاصة بالإتصال هناك وأن تكون هذه المعدات هي وسيلة الإتصال مع هاشم".

ولكن فرانكونا يقول الآن إنه لا يعرف ما إذا كان هاشم قد تعاون في هذا الشأن أو لا، ورسميا ترفض وكالة الاستخبارات الأميركية CIA التعليق على هذا الموضوع، ولكن مسؤول سابق في الوكالة يقول إنه لا يعتقد أن هاشم قد شارك بأي شكل من الأشكال.

ولكن الطالباني قال في مؤتمر صحفي بمدينة السليمانية "أنا أعرفه فقد كانت له علاقة معنا أيام النظام السابق، وكنا نحثه ليثور ضد صدام، فكيف يمكنني اليوم التوقيع على قرار إعدامه، إذا كنت أنا الذي حرضته ليثور ضد صدام، كلا كلا كلا، لن أفعل هذا، فقد كنت أنا من يحرضه ضد الحكومة وكان هو يتعاون معنا، فكيف استطيع الآن الموافقة على إعدامه، لا لا أستطيع".

يقول فرانكونا إن الطالباني لديه موقف مبدئي من عقوبة الإعدام ولم يوقع حتى على قرار إعدام صدام حسين، ولكن قضية سلطان هاشم مختلفة عن سابقاتها.

" الطالباني لم يوقع على أي قرار بالإعدام ويفوض هذا الأمر إلى أحد المسؤولين في مكتبه، ولكنه لا يريد أن يتم إعدام سلطان هاشم بالذات ويحاول إستصدار أمر بالرأفة بحقه ".

ولكن الطالباني لا يستطيع إستصدار مثل هذا الأمر، لأنه قانونا من حق رئيس الوزراء والقضاء العراقي، ويبقى السؤال كما تذكر شبكة أم أس أن بي سي، هل يستطيع الجيش الأميركي إقناع هاتين الجهتين لاستبدال عقوبة الإعدام بالسجن المؤبد، فالوقت يمضي سريعا وسلطان هاشم قد يتم إعدامه خلال الأيام القليلة المقبلة.

وإذا حدث هذا، يقول فرانكونا، "فإنه لن يكون في مصلحة أجهزة المخابرات الأميركية، حتى لو كان تعاون سلطان هاشم معنا في الحدود الدنيا".

ويمضي قائلا "إذا كان سلطان هاشم مستعدا للتعاون معنا أو تعاون معنا فعلا، فإنه يجد نفسه الآن بمواجهة القضاء العراقي وهذا في رأيي ليس أمرا صائبا، فنحن على الأقل ندين له بفائدة الشك، ويجب على الأقل تبديل عقوبة إعدامه بالسجن المؤبد، إما إعدامه فليس في مصلحتنا أبدا".

ويضيف فرانكونا "هذا سيؤسس سابقة غير محمودة للأفراد الذين يريدون التعاون مع الولايات المتحدة، فإذا أرادوا التعاون سيجدون أنفسهم بمواجهة القضاء في بلدانهم، فلماذا إذن يتعاون معنا أي شخص مستقبلا؟". Opinions