Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مسؤولون كبار: الاستقالة اذا هوجمت الانبار

07/06/2006

ايلاف
أسامة مهدي من لندن : هدد مسؤولون عراقيون كبار من السنة، الذين دخلوا العملية السياسية اثر الانتخابات الاخيرة، بالاستقالة في حالة شن القوات العراقية والاميركية لهجوم تستعد له ضد المسلحين في محافظة الانبار الغربية ومركزها الرمادي التي تشهد نزوحا جماعيا لسكانها بعد وصول تعزيزات اميركية اليها تضم الف و500 عسكريا اضافيا للمشاركة في العمليات العسكرية هناك .. في وقت يعرض رئيس الوزراء نوري المالكي على مجلس النواب غدا مرشحيه لتولي وزارات الداخلية والدفاع والامن الوطني الشاغرة لحد الان بعد 17 يوما من تشكيل الحكومة الجديدة .

وعلمت "ايلاف" اليوم ان نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي ابلغ الجنرال جورج كيسي قائد القوات المتعددة الجنسيات في العراق في اجتماع لهما امس انه اذا اجتاحت القوات محافظة الانبار فان المسؤولين السنة الكبار في الحكومة وهم اضافة الى الهاشمي رئيس مجلس النواب محمود المشهداني ونائب رئيس الوزراء وزير الدفاع وكالة سلام الزوبعي وخمسة وزراء يمثلون جبهة التوافق السنية سيقدمون استقالاتهم من مناصبهم .

واوضح المسؤولون السنة ان الهجوم المنتظر وقوعه خلال اليومين المقبلين على هذه المحافظة السنية سيحرجهم امام ناخبيهم الذين التزموا تجاههم بالدفاع عن امنهم واستقرارهم ومصالحهم متسائلين عن سبب استهداف الانبار فيما هناك محافظات اخرى مثل ديالى وبغداد والبصرة تشهد انهيارا امنيا اخطر .. وعن اسباب شن هجوم عسكري على احدى المدن عند تشكيل أي حكومة جديدة كما حدث في الوزارات السابقة . وقد طمأن كيسي الهاشمي بأن العملية العسكرية في الرمادي ستكون محدودة وانها ستركز على المناطق التي يتمركز فيها المسلحون وبذل جهود لتجنيب المدنيين مخاطرها . ومعروف ان معظم المسؤولين السنة في الحكومة الحالية ينتمون الى مناطق العراق الغربية وخاصة محافظة الانبار والعشائر التس تسكنها ولهم هناك اقارب وانساب كثر .

وكان مجلس الرئاسة العراقية قال في بيان له امس انه استمع إلى عرض قدمه الجنرال كيسي عن الوضع الأمني في البلاد وتقييمه و تطوراته المحتملة. واشار الى انه قد حضر الاجتماع نائبا رئيس الجمهورية رعادل عبد المهدي و طارق الهاشمي فيما تعذرت مشاركة الرئيس جلال طالباني في هذا الاجتماع لتواجده حالياً في كردستان .

وتحاصر قوات عراقية اميركية حاليا مدن محافظة الانبار الغربية السنية ومركزها الرمادي تمهيدا لاقتحامها في وقت اعلنت قوى سياسية عدة رفضها لهذه العمليات المرتقبة في حين قالت المصادر ان هجوما كاسحا هناك اصبح امرا لا مفر منه وان قوات الحرس الوطني والقوات الاميركية تتجمع في اكثر من منطقة استعدادا لساعة الصفر المقررة لمهاجمة المدينة التي يسيطر المسلحون على اجزاء منها ويفرضون قوانينهم المتشددة على سكانها كما قتلوا العديد من وجهاء المدينة وشيوخ العشائر بسبب تصديهم لهم الامر الذي بدأت معه عائلات الرمادي رحيلا جماعيا عنها.

واكد نازحون من الرمادى إنهيار الوضع الخدمي في المدينة التي لم تعد تتمتع بأي شكل من أشكال الخدمات الأساسية حيث إنعدمت خدمات الماء والكهرباء ومشتقات الوقود وأوضحوا أن سعر الماء الصافي فى المدينة التى يمر بها نهر الفرات من الجهتين الغربية والشرقية ارتفع إلى مبلغ 25 ألف دينار بما يساوي17 دولارا للصهريج الصغير الذي تجره الجرارات الزراعية وأن الحصول عليه يتم بالطابور مما اضطر المواطنين غير القادرين إلى شراء المياه فى طوابير عند صنابير المياه في شوارع الأحياء الفقيرة . كما ارتفع سعر لتر البنزين إلى 1000 دينار اضافة الى ان أسعار المشتقات الأخرى تشهد ارتفاعا كبيرا لا يقل عن ارتفاع أسعار الخدمات الأخرى.

وذكر أحد النازحين في تصريح صحافي أن أحياء في الرمادي مثل العزيزية والكطانة وشارع 17 ومنطقة الزيوت وشارع المحافظة والإقامة وحي الملعب وأحياء اخرى قد فرغت من سكانها الذين توجهوا إلى المدن القريبة فيما باتت اغلب الشوارع خالية من المارة أو من أي نشاط تجاري حيث احالها القصف الأميركي العشوائي على مدى الأعوام الثلاثة الماضية إلى مدينة أشباح بعد أن كانت تمثل الثقل الإداري والتجاري والسكاني لمحافظة الأنبار المنفذ العراقي الوحيد الذي يربط العراق برا بدول الجوار الثلاثة الأردن وسوريا والسعودية.

وقد حذرت هيئة علماء المسلمين المرجعية الدينية للسنة العراقيين بدورها من " أن الاحتلال يعد الآن لمجزرة كبرى في الأنبار تحاك ضمن مسلسل دموي .. لزج الحكومة الحالية وتوريطها في هذه الجريمة التي تحاك خيوطها لتنفذ على أرض الأنبار الصابرة". واشارت في بيان لها الى ان "الذريعة عند الأميركيين والحكومة هي دائماً هي ذريعة الإرهاب والذين يصابون دائماً هم الأهالي من النساء والأطفال والشيوخ والبنى التحتية كما أن هذه العمليات توجه ضد مدن معينة مثل الأنبار والموصل الأمر الذي يدل على أنها مدبرة ضد فئة معينة مسبقاً ضمن تهجير طائفي تمارسه قوات الاحتلال مع الحكومات المؤقتة". ورفضت الهيئة تصريحات مسؤولين عراقيين تحدثوا عن الاستعداد لهجوم في الانبار وقالت " تدين الهيئة التصريح الذي صدر من أحد الساسة والذي يدلّ على التحريض الواضح على هذه المدينة وهي تصريحات طائفية مغرضة مكشوفة النوايا والأهداف، وقد لقيت مدن عراقية عديدة بسبب تحريض هذا وأمثاله الكثير من الأذى والدمار، كما أنها توحي بوجود رضا من صاحبها عما تفعله المليشيات من قتل بحقّ العراقيين على الهوية وتخريب لبنى الوطن ما دام يمنحها ثقته ويصف أفردها بالشباب المتحمس".

المالكي يعرض مرشحيه على البرلمان غدا
من المقرر ان يعرض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي غدا الخميس على جلسة خاصة يعقدها مجلس النواب اسماء مرشحيه لوزارات الداخلية والدفاع والامن الوطني .

وقال اعضاء في مجلس النواب ان منصب وزير الدفاع اصبح شبه محسوم لصالح مرشح جبهة التوافق السنية عبد القادر محمد جاسم العبيدي قائد القوات البرية في الجيش الحالي واشاروا الى ان قائد قوات الحدود محسن لازم مرشح قوي لتولي حقيبة الداخلية وشيروان الوائلي للامن الوطني وهما شيعيان .

وكانت مصادر برلمانية كشفت امس عن سجال حاد دار بين زعيم الائتلاف العراقي رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية عبد العزيز الحكيم والمالكي بسبب ترشيح الاخير شخصية مقربة من التيار الصدري هو فاروق الاعرجي لتولي وزارة الداخلية حيث رفض الحكيم هذا الترشيح لانه يعتبر هذه الداخلية من حصة الائتلاف وكان يتولاها في الحكومة السابقة باقر صولاغ عضو قيادة المجلس .

واكد المالكي امس انه يريد تعيين وزيرين للداخلية والدفاع يحظيان بقبول كل الاطراف المشاركة في الحكومة العراقية الجديدة. وقال ان الاجواء ايجابية الان مشيرا الى ان الجلسة المقبلة لمجلس النواب ستشهد قطعا عرض الاسماء والتصويت عليها . وبعد 17 على تولي الحكومة العراقية الدائمة مهماتها لا يزال العراق من دون وزراء اصيلين في حقائب الداخلية والدفاع والامن الوطني.

وتساءل مسؤولون في الائتلاف الشيعي الذي ينتمي اليه المالكي وكتل اخرى عن مدى قدرة الحكومة على تخطى ضغوط التنافس الداخلي واعمال العنف التي لا تلوح في الافق أي دلائل على تراجعها وعمليات القتل الطائفية التي تدفع البلاد نحو حرب اهلية بشكل خطير. ونقلت رويترز عن مصدر في الائتلاف من خارج حزب الدعوة الذي ينتمي اليه المالكي قوله "ربما تستمر حكومة المالكي لمدة ستة اشهر اخرى فقط. هذا ما يعتقده كثيرون. تتعرض لضغوط شديدة وهناك اطراف كثيرة." واضاف "الوضع صعب. صعب جدا. احتمال عدم استمرارها أكثر من 60 في المئة. الحكومة غير قادرة على تحمل المسؤولية."

والائتلاف الذي تشكل أساسا ككتلة شيعية ضخمة لخوض الانتخابات يضم 18 حزبا ويهيمن عليه حزب الدعوة والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية والمنافسة بينهما قديمة. ولاثنين على الاقل من احزاب الائتلاف اجنحة عسكرية وهما المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وميليشيا جيش المهدي التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر مما اثار مخاوف بان اي انقسام سيكون عنيفا. وقال مسؤولون ان تدخل ايران الجارة الشيعية القوية والمؤسسة الدينية النافذة في العراق حافظ على وحدة الائتلاف.

ولم يضيع المالكي وقتا في محاولة اثبات جديته بشان انهاء حالة غياب القانون واعمال العنف عقب الوعود الجوفاء التي قدمها سابقوه. وفي الاسبوع الماضي ظهر مع زعماء من مدينة البصرة الجنوبية واعلن حالة الطواريء لكبح جماح العصابات والجماعات الشيعية المتناحرة والميليشيات التي تهدد صادرات النفط الحيوية لانقاذ الاقتصاد. ولكن انفجار قنبلة أدى الى مقتل 28 على الاقل في المدينة يوم السبت واتهم الزعماء السنة الشرطة ومعظم افرادها من الشيعة بقتل تسعة مصلين باحد المساجد. وقالت الشرطة انها كانت ترد على اطلاق نيران من داخل المسجد.

وكان المالكي يأمل ان يقود مرشحاه لوزارتي الدفاع والداخلية حملته ضد الجميع من القاعدة الى العصابات الاجرامية. ولكنه ربما يكون مشغولا بتفادي حقول الالغام في السياسة العراقية في وقت يحتاج فيه العراقيون بالحاح لخطة لانقاذ بلادهم. وقال مسؤولون حكوميون ان المالكي يواجه معضلة معوقة كزعيم يحاول اثبات انه سيكون حازما في علاج العديد من المشاكل بعد ثلاث سنوات من الحرب التي اطاحت بالرئيس العراقي السابق صدام حسين.
وقال مسؤول حكومي بارز "انه في وضع حرج. لا اعرف ماذا يمكن ان يفعل.. اما ان ينصاع لما يريده الائتلاف واما لا طريق امامة الا الاستقالة." وفي الوقت الحالي لا يسع المالكي الا ان يتصرف مثلما يفعل القادة المهمومون في اوقات المشاكل.
وفي الوقت الحالي لا يجد المالكي وقتا كافيا للتخلص من شباك الائتلاف المعقدة والعودة لتولي مهامه اليومية لادارة البلاد. ولكن ربما يظل تحت رحمة الشركاء في الائتلاف لبعض الوقت فيما يهوى العراق في فوضى دموية اكبر كما اشارت الوكالة . Opinions