Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مسؤولون يتهمون الحكومة بعدم الجدية في تأمين المشتقات النفطية - مواطنون: وزارة النفط ترفع الراية البيضاء بوجه الأزمة

15/08/2006

بغداد - محمد حميد - عمار الخفاجي
ابلغ مواطنون وسائقو مركبات (الزمان) أمس ان (وزارة النفط رفعت الراية البيضاء بوجه ازمة الوقود الخانقة بتحميلها الحكومة مسؤولية الازمة واتهامها لها بعدم الجدية في حلها) مطالبين الحكومة بـ(ان تتولي بنفسها الحد من الازمة ،

وحلها تماماً في مرحلة لاحقة من خلال تعيين جهاز للاشراف علي عمل الوزارة التي يبدو انها عاجزة تماماً عن حل هذه الازمة برغم تعاقب 4 وزراء عليها) ، فيما وقع وزير النفط حسين الشهرستاني في طهران عقداً مع نظيره الايراني يتضمن استيراد طهران النفط العراقي مقابل تزويد بغداد بمشتقات النفط مثل وقود النقل والمنازل.
وكان الناطق الرسمي باسم وزارة النفط قد القي امس تبعة استمرار ازمة الوقود علي الحكومة ونقل عنه قوله (ان بامكان الحكومة معالجة ازمة الوقود اذا تعاملت بجدية معها)، مضيفا أن (الحكومة لا تحمي بشكل جدي المنشآت والموظفين والانابيب والصهاريج برغم مناشدتنا) مؤكداً( ان هناك تهديدا أمنيا حقيقيا للمنشآت النفطية يحول دون انتاج وتوزيع المنتجات بشكل جيد). وابدي وسام عايد (سائق سيارة اجرة - حي 9 نيسان) استغرابه للتصريحات التي نسبت الي الناطق الاعلامي لوزارة النفط قائلاً (يبدو ان المسؤولين في الوزارة نسوا او تناسوا ان الوزير الحالي حسين الشهرستاني كان مرشحاً لرئاسة الوزراء وكان نائباً لرئيس الجمعية الوطنية وهو عضو بارز في الائتلاف العراقي الموحد ورئيس كتلة المستقلين فيه ، وناهيك عن كل ذلك فهو صاحب قرار وشخص له اهمية ووزن في صنع القرار السياسي وهو اولاً واخيراً وزير للنفط وهذا يعني انه المسؤول الاول فيها وله صلاحيات واسعة ومن المؤكد انه يمثل الحكومة بل هو عضو فيها ، والدليل انه مطالب بحضور اجتماعات مجلس الوزراء التي عادة ماتتخذ خلالها قرارات السلطة التنفيذية) وتساءل قائلاً (كيف اذاً، يبادر مسؤول الي التنصل من مسؤوليته).
إجراء متأخر
وابدي المواطن جبار كامل ( بغداد الجديدة) ارتياحه لهذه التصريحات قائلاً بسخرية: (حسناً فعلت وزارة النفط وقد تاخرت كثيراً في ذلك ، لكي تمنح الفرصة لاخرين بمسك زمام المبادرة) واضاف (ادعو مجلس الوزراء الي تشكيل جهاز من خارج الوزارة ذي سلطات عليا ليتولي بنفسه ادارة ملف الازمة ووضع الحلول الناجعة لها خصوصاً بعد عجز 4 وزراء عن حل هذه المشكلة التي اخذت مع ازمات اخري تحاصر المواطن وتحيل حياته الي جحيم يومي). واضاف متسائلاً (هل يدري مسؤولو الوزارة ان سعر لتر البنزين الواحد ارتفع الي الفي دينار وبلغ سعر اسطوانة الغاز عشرين الف دينار)؟ وقال المواطن بهاء كامل ان (هذه التصريحات بمثابة راية بيضاء ترفعها الوزارة بوجه الازمة) واضاف ( الوزارة عاجزة عن تأمين المشتقات النفطية وعاجزة عن حماية منتسبيها وصهاريجها ومحطات التعبئة ومنشآتها برغم تشكيل افواج لحماية النفط ) وابدي استغرابه لـ(حالة الانفلات التي تشهدها محطات الوقود حيث يصول ويجول - البحارة- بحرية تامة فيحصلون علي مايشاءون من وقود وبكميات هم يقرونها لا اصحاب المحطات فيما يقف عناصر الحماية عاجزين عن منعهم لاسباب شتي ولغايات في نفس يعقوب). وابدي خشيته من ان (تتحول هذه الازمة الي فرصة لتصفية حسابات واطلاق تصريحات دعائية واتهامات متبادلة بين اطراف الحكومة ولااقول بين وزارة النفط ومجلس الوزراء لان الوزارة جزء من الحكومة بل هي الحكومة كما نقول في لهجتنا) داعياً المسؤولين الي ( الجلوس علي طاولة واحدة للتحاور وتذليل الصعوبات من اجل حل الازمة التي طالت كثيراً).
النفط والتخصيصات
وكان الناطق المذكور قد شكا ايضاً من عدم كفاية التخصيصات المالية من قبل الحكومة لإستيراد المنتجات النفطية قائلاً: (تم تخصيص 213 مليون دولار شهريا لاستيراد المشتقات النفطية في حين أن الحاجة الفعلية لسد النقص تبلغ 700 مليون دولار) مشدداً علي ان (بإمكان الحكومة حل هاتين المشكلتين). وفيما لم يرجح انتهاء الازمة قريباً (لان اجراءات انهائها غير كافية) ، اكد ان (الاجراءات الحالية تتمثل بمناشدة الجانب التركي للسماح بنقل المشتقات النفطية إلي الأراضي العراقية اذ أن الوزارة تهدف الي تكثيف الاستيراد لسد النقص) حسب قوله.
في غضون ذلك وقع العراق وايران أمس اتفاقاً يتم بموجبه استيراد طهران للنفط العراقي مقابل تزويد العراق بمشتقات النفط مثل وقود للنقل والمنازل. ونقلت وكالة العمال الايرانية للانباء شبه الرسمية عن كاظم وزيري هامانه وزير النفط الايراني قوله بعد توقيع الاتفاق مع الشهرستاني الذي يزور طهران (ان فريق خبراء مشتركاً سيتولي تنفيذ محتوي الاتفاق خلال اسبوع). واوضح هامانه (ان العراق سيورد ما يصل الي 100 الف برميل يوميا من النفط الخام الي مصفيين في عبادان وكرمنشاه القريبتين من الحدود ، وفي المقابل سيتسلم العراق مليوني لتر من النفط الابيض الايراني برا بشاحنات). ولم يتضح علي الفور ما اذا كان الخام العراقي الذي سيورد الي ايران سيستخدم في انتاج النفط الابيض ليستورده العراق من جديد باسعار اعلي . ولم يتسن الاتصال بمسؤولين في وزارة النفط الايرانية للتعليق. وكان العراق وايران قد وقعا اتفاقا مبدئيا في 2005 لتصدير 150 الف برميل يوميا من النفط الخام من البصرة الي مصفي عبادان عبر خط انابيب مزدوج علي ان ترسل ايران في المقابل البنزين والنفط الابيض الي العراق. وقال تقرير وكالة العمال الايرانية للانباء ان (البلدين يدرسان ايضا التعاون في ما يتعلق بحقول النفط الواقعة علي حدودهما) لكنها لم تعط اية تفاصيل. في حين تشكل هذه المسألة نقطة خلاف لا سيما حقل الفكة الذي تسحب ايران منه النفط من دون ترخيص .

Opinions