Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مسكينة .. حقوق الإنسان!

لا يسع المرء الا ان يستنكر بشدة، ويشجب بأقوى الكلمات العمل الإرهابي، الذي نفذه " سفاح عرس التاجي" وزمرته المدانة، وراح ضحيته أكثر من سبعين مواطنا بريئا.
وما يلفت الانتباه ان المجرمين ظلوا طلقاء طوال هذه السنوات كلها! ومنذ تنفيذ الجريمة عام 2006 وهم يسرحون ويمرحون، دون ان تطالهم يد العدالة، مستفيدين من ضعف الأجهزة الأمنية، وأزمة النظام السياسي. وقد استغل المجرم فراس الجبوري اسم إحدى منظمات حقوق الإنسان الوهمية، ليتمكن من دخول السجون، والالتقاء بالمعتقلين. كما ليس مستبعدا أن يكون الفساد والعامل الإقليمي قد لعبا، فضلا عن أسباب أخرى، دورهما في تسهيل مهمته.
وليست منظمات المجتمع المدني وحدها، هي التي تمكن الإرهابيون من اختراقها واستخدامها كغطاء لأنشطتهم. فقد تمكن الإرهاب من اختراق مؤسسات سيادية مهمة، منها على سبيل المثال لا الحصر مجلس الوزراء ومجلس النواب، وما زال وزير وعضو مجلس نواب، حتى اليوم، فارين من وجه العدالة بسبب ارتباط أسميهما بعمليات إرهابية.
أدهشني استغراب المسؤولين من قدرة الإرهابيين على استغلال اسم منظمة مجتمع مدني، وأن يغمزوا بتصريحاتهم ويتحدثوا باستهانة عن منظمات المجتمع المدني عموما، وكأنها تتحمل وزر هذا الاختراق! بينما المستغرب هو استمرار الإرهاب لغاية اليوم ينفذ جرائم نوعية بحق الشعب العراقي رغم الاستنفار الأمني. وهو عدم إلقاء القبض على المسؤولين عن اختراقات السجون في البصرة والموصل والرمادي، ومحاولة اقتحام مجلس محافظة صلاح الدين، واختراق المؤسسات الأمنية واقتراف جرائم كبيرة وخطيرة.
ان الاختراق الذي تعرض له مجلس الوزراء من قبل إرهابي بصفة وزير، لا يقلل من حاجة النظام السياسي الى مجلس الوزراء، وكذا الأمر بالنسبة لمجلس النواب الذي اخترقه إرهابي بصفة عضو فيه، فهذا لا يعني عدم حاجة النظام السياسي الى مجلس النواب.
لذا فان استخدام منظمة مجتمع مدني كواجهة من قبل إرهابي دنيء، لا يقلل من حاجة النظام السياسي الى منظمات المجتمع المدني. حيث لا ديمقراطية بدون منظمات مجتمع مدني، الى جانب متطلبات أخرى.
ان الديمقراطيين لا تتزعزع ثقتهم بدور منظمات المجتمع المدني الحقيقية. فهذه المنظمات عناصر ضرورية في المجتمع الديمقراطي، وان إضعاف الثقة في دورها هو واحد من أهداف قوى الإرهاب، التي تناهض الدولة المدنية الديمقراطية.
واخيرا .. أدهشتني حقا قدرة الأجهزة الأمنية على اكتشاف هويات " مزورة" في جيوب اربعة شبان، ظلت تحتجزهم بهذه الحجة طيلة ما يقارب الأسبوعين، في حين هي تعجز، حتى هذه اللحظة، عن اكتشاف الاسلحة ذات كواتم الصوت، التي لا يمر يوم دون اقتراف جريمة بواسطتها، يسقط ضحية لها مواطن منا.
Opinions