مسيحيوا العراق وفتاوى الائمه...!!
من المؤسف حقا ان يؤول الامر في العراق الى ما هو عليه من الارتداد الفكري والقيمي والانساني ، يعزو الكثيرون سبب ذلك الى صراعات نزعية بين الاطراف المصلحية ، كانوا العراقيون الشرفاء يتوقعون ، بان الامر بعد سقوط الدكتاتورية الصدامية سيكون افضل مما كان عليه ، وليس كما نجده الان على الساحة ..
فلا اجد مناصا في القول بان الذي يجري ليس هو محض صدفه او اجتهاد او تعبير عن امر او تنفيذ لرغبة ..بل ما يجمع عليه القول بان الذي يجري ويحصل هو عمليات لتصفية حسابات قديمة وجديدة ، بين اطراف متنازعة لمصالح مختلفه ، كانت مغطاة ومخفية في الحقب الزمنية الماضية ، فما ان وجدت منفذا للظهور حتى كشفت عن مخالبها لتظهر حقيقة تلك الاختلافات وتلك النزعات القمعية التي يتمتع بها اصحابها ، فاوصلوا العراق الى ماساة حقيقية يعشيها ابناءه ، وخاصة ابناءه المسيحيون ( الكلدان السريان الاشوريين ) والارمن والصابئة المندائين والايزدية ، بطبيعة الحال لااحد يستطيع القول بان ابناء هذه الديانات الغير مسلمة هم سبب هذه الاشكالية في الواقع العراقي ، لان الصراعات الدائرة بين المذاهب والطوائف الاسلامية هي قديمة ومتاصله في صراعهم العقائدي والمذهبي منذ مئات السنيين ،وليس لغير الاسلام دورا فيها .. اذا مالنا نحن ياسادة لكي نتحمل وزر صراعاتكم واختلافاتكم وندفع حياتنا ووجودنا ضريبة لتحقيق مصالحكم انتم ....؟؟
بصريح العبارة عندما نقرأ الواقع الاسلامي بموضوعية ، نجدهم مختلفون على كل شئ وفي كل شئ ، الا شئ واحد هم متفقون عليه هو العمل وكل حسب طريقته على تصفية ابناء الديانات الاخرى ...!! اليس في هذا فقط انتم متفقون يا سادة ...!! ؟؟ وان لم يكن الامركذلك ، فكيف نفسر صمتكم وسكوتكم لما يجرى ضدنا نحن ابناء العراق الاصلاء ..
لم نسمع صوت لرجل دين سني اوشيعي ، ولا صوت مراجعكم ولا مؤسساتكم الدينية وحوزاتكم العلمية وغير العلمية ، تستنكرون او تشجبون للذي يجري ضد ابناء الديانات الاخرى من قبل ارهابكم وميلشياتكم.....
اما من جانبنا نحن لقد تعودت اسماعنا واذاننا لتسمع تكبيركم وصلاتكم صبحا ومسيا ولخمسة مرات يوميا من جوامعكم ومساجدكم. وكنا ولازلنا نشاطركم افراحكم واحزانكم ... اليس من حقنا ان نسمع منكم ولو مرة واحدة صرختكم واستنكاركم لما يجري لنا..؟؟ الم يكن المطران بولس رحو رئيس اساقفة الكلدان الكاثوليك في الموصل ، يستحق استنكاركم وشجبكم لما جرى لمرافقية ولما هو عليه الان في اسر الظلاميين ..؟؟ هل ارتكب ذنبا يستحق ومرافقية كل الذي جرا لهم ويجري لنا في اماكن كثيرة من العراق الجديد ...؟
اين موقف ابناء مدينة الموصل... الم تكن العلاقة بين اهالي الموصل بمختلف طوائفهم واديانهم ومذاهبهم علاقات وثيقة وحميمة في التعاون والصداقة والعمل النضالي المشترك وكانت وشائح الاخوة والمحبة تربطهم ... اين هم الان فلما لانسمع منهم اي شجب او استنكار واضح ومميز لما جرى لشعبنا ،اين اصبح كل ذلك الموروث التاريخي الذي كان بينهم ..؟؟ ليصل الامر لدرجة عجزهم عن ان يشجبوا اويستنكروا لما جرى لمطرانهم الذي كان يمثل خيرة ابناء الموصل الاصلاء ،كان لجهده المتواضع والكبير دورا مهما في خدمة مصالح اهالي الموصل العليا بغيرتميزاو مفاضلة .. هل هذا جزائه ليترك وحيدا بيد القتله المجرمين ..؟؟.
هل الاخوة التي كنتم تتحدثون عنها ياسادة هي هذه ،..؟ هشه لدرجة استطاع نفر من المارقين والظلامين والارهابين القتلة ان يوقف عجلة تاريخكم النضالي والاخوي الذي كان يربطكم مع بعضكم يا ابناء الفيحاء منذ مئات السنيين ،..؟؟ ايعقل هولاء استطاعوا ان يبثوا سمومهم لدرجة تعجزون عن مقاومتهم ورد افكارهم الظلامية هذه ..؟؟
ربما قد تكون كل الاحتمالات واردة ... ولكن بالنتيجة خيبتم امالنا عندما لم نسمع اصواتهم تصدع عاليا من اجل احقاق الحق ورد الظلم عنا ، قد يكون لموقفكم هذا سبب مرتبط بموقف اكبر منه وهو موقف رجال الدين من الحدث ..خاصة وانتم تعرفون ( كما يقال المثل : اهل مكة ادرى بشعابها ) بان هولاء الارهابين القتله يرتبطون فكريا وعقائديا بتلك المراجع الدينية ، ومن تلك المراجع يستقون مبادئهم وافكارهم بالطريقة التي تخدم مصالحهم وارهابهم ..فتلك المرجعيات والمراجع والشخوص لحد الان لم توضح موقفها ورايها بهولاء الارهابين القتله المجرمين لا فكريا ولا عقائديا ولااجتهادها...؟ الم يصل الامر الى تلك المراجع بان هولاء القتلة قد اوصلوا وسببوا الاساءة الى الدين الاسلامي قبل غيره باعمالهم هذه .. ام ان الامر سيضطرنا الى القول بان اعمالهم الارهابية تلك مطابقة الى اجتهادات وتفسيرات وفتاوى المعميين التي اوصلت العراق الى ما هو عليه الان من بوس وشقاء ودمار ....
صحيح قد لايكون هناك فتاوى صريحه وواضح وعلنية ضد المسيحيين واصحاب الديانات الاخرى ، ولكن الواقع يقرا بان عدم استنكار هولاء السادة لتلك للاعمال ، فهي بصريح العبارة رسالة تعبرضمنا بانها تايدا لتلك الاعمال ،وهي بمثابة فتاوى شرعية تغض الطرف لقتل وتصفية المتبقى من اهل الديانات الاخرى في العراق (لان السكوت في معرض الحاجة بيان ) ..؟؟ من صمتكم وسكوتكم يستفاد الارهابين في جرائمهم ..
فان كان الامر غير ذلك فاننا نطالبكم باصدار فتاوى شرعية من مصادرها الدينية المعتمده ، تنص بصريح العبارة وبوضوح لا يقبل الاجتهاد والتاويل بتحريم دم ابناء الديانات الاخرى غير المسلمة..وبعكسه تتحملون بصفتكم مراجع دينية واجتهادية وزر تلك الاعمال ، وان دماء ابناء شعبنا ستكون برقابكم انتم عبر الزمن القادم ....
امام هذا الواقع سيكون من حق المسيحين والمضطهدين من الديانات الاخرى غير المسلمة ، ان يستغلوا ماساتهم ومعاناتهم والامهم ، ليفعلوا كما فعل الاخرون ، باثارة الراى العام العالمي ، والدولي ، ومنظمات حقوق الانسان ، وجمعيات الدفاع عن اصحاب الديانات ، وكل الخيرين والشرفاء في العالم ، وشرفاء العراق بوجه خاص ، للوقوف الى جانبهم لوقف نزيف الدم الذي ينزف يوميا على يد هولاء الظلاميين من الارهابين والملشيات المجرمه ، لان اعمالهم تتعارض مع ابسط القيم والمفاهيم الانسانية والدينية النبيلة......
يعكوب ابونــا .........................................11 /3 / 2008