مطاري أربيل والسليمانية وسوء معاملة العراقيين
يبدو من رسالة السيدة الزميلة علياء الأنصاري مديرة منظمة بنت الرافدين العراقية تحت عنوان ( العرب في مطار أربيل ) والتي وجهتها إلى فخامة رئيس الجمهورية، بأن الزميلة حالها حال بقية الصحفيين والإعلاميين العراقيين والعرب لم تصدق بما نكتب عن الحرية والديمقراطية الزائفة التي ينعم بها شعبنا الكردي في الإقليم الكردي وتحت ظل الإدارة الدكتاتورية العشائرية والممارسات الوحشية القاسية التي تنفذها ميليشيات الحزبين الكرديين الرئيسيين ضد العرب والتركمان والمسيحيين في كركوك وموصل وبقية المدن والقصبات التي يتواجد فيها تلك الميليشيات الطاغوتية والتعامل الغير اللائق والإجراءات الأمنية الصارمة التي تقوم بها عناصر مديرية الأسايش الكردي الذين يعملون في مطار أربيل الدولي الخاضع لسيطرة الحزب الديمقراطي الكردي بزعامة مسعود البارزاني إلا بعد وقوعها في الفخ وهي أمام ضابط الأمن المسئول الذي تلاقيه عند هبوط الطائرة ودخولها المطار. والذي كان بدوره ينادي بكل احتقار واستهزاء ( العرب من هنا ) وبعزلهم عن بضعة الأجانب المعززين والمكرمين ويسوق بهم في طابور طويل إلى غرفة فيها كومبيوتر يجلس خلفه ضابط آخر، يطلب من كل شخص الجلوس أمامه، ليسأله عن أسمه، تاريخ ولادته، سبب قدومه إلى أربيل، أين سيذهب، عنوان السكن، ويفحص هوية الشخص التي يطلبها منه. ويدخل كل المعلومات في الجهاز الذي أمامه ليبدأ تحقيقا طويلا معه.بدون شك الزميلة علياء تقصد بالعرب أعلاه جميع العراقيين من غير الأكراد أي إضافة لأشقائنا العرب التركمان والكلدان والآشوريين والأرمن والشبك واليزيديين أيضا والذين لا حول ولا قوة لهم غير الانصهار والتحول تارة إلى عرب وتارة أخرى إلى أكراد. لكن الذي أمعنته ولم أجد جوابا عن سببه هو لماذا وجهت الزميلة علياء رسالتها إلى السيد جلال الطالباني؟ يبدو إن الزميلة نسيت بأن شمال العراق يخضع إلى نظام عشائري لا يعترف بالرئيس العراقي ولا مجلس وزراءه ولا برلمانه إلا في المطالبة بحصة الإدارة الكردية من ميزانية الدولة. كما ويبدو أن الزميلة لا تعلم بأن أربيل ودهوك تحت إدارة الحزب الديمقراطي الكردي ورئيس تلك الإدارة السيد مسعود البارزاني والذي بدوره هو الرئيس الأوحد والمسئول الأول والآخر هناك حاليا. وأما السيد جلال الطالباني فبالإضافة إلى منصبه كرئيس للعراق فهو رئيس للإدارة الكردية التي تخضع لسيطرتها محافظة السليمانية التي لا يحق لأحد التدخل في شؤونها غيره.
لكن الذي يجب الإشارة إليه وحسب معرفتي الشخصية من الإعلاميين والصحفيين الكثيرين إن أكثر العراقيين المقيمين في الخارج وخصوصا غير الأكراد بدءوا يستعملون مطار السليمانية الدولي بدلا عن مطار أربيل الدولي في السفر إلى بلدهم وزيارة ذويهم لحسن معاملة إدارة الأولى مع المسافرين وعدم تلاقيهم أسئلة وتحقيقات مسئولي الأسايش الكردي هناك عكس الذي نسمعه عن الثانية أي مطار أربيل الدولي واعتقالات المواطنين العرب والتركمان وغيرهم من العراقيين لأسباب تافهة كأسمائهم التي ينزعج منها الضباط الشوفينيين أو بعض الكتب وأشرطة الأغاني وصور الفنانين والمطربين التي يجلبونها . ففي مطار أربيل أعتقل العشرات من أبناء كركوك الذين قدموا إلى العراق من شتى بقاع العالم بعد غياب طويل دام أكثر من عقدين.
أما بخصوص خشية السيدة علياء الأنصاري من سفرها إلى أربيل بجواز وإقامة بعد أشهر قليلة فليس ببعيد مادامت الحكومة العراقية لا تضع الضوابط والحد لتجاوزات الإدارة الكردية في أربيل التي تظن نفسها كيانا مستقلا في بلد مستقل وليس في إقليم تابع لمركز دولة أسمها العراق، عاصمتها بغداد. فيها قوانين حكومة المركز تنطبق على جميع محافظاتها في الشمال والجنوب وبدون تمييز. ولو كانت تلك الإدارة الكردية تحسب نفسها جزءا من حكومة المركز ما اختلفت معاملة المسافرين بين مطار أربيل وبغداد وما أهانت عناصر ميليشياتها وأفراد أسايشها مواطني البلد الذي تنعم من خيراته وتنتهك حقوقهم وحرماتهم. فعلى الحكومة العراقية عدم السكوت على مثل هذه الانتهاكات والتعاملات الشوفينية المرفوضة ضد أبناء العراق في هذا الزمن بالذات وكل منا يتحدث عن الحرية والديمقراطية وتبادل أواصر المحبة والتآلف بين مكونات الشعب العراقي في جميع أرجاء البلاد وشعبنا يتعرض لإهانة وسوء معاملة بعض الجهات ومليشياتها المسلحة وعناصر أسايشها باستمرار. فأين الحرية والديمقراطية التي تزعم تلك القيادات بأنها ناضلت من أجلها عقود طويلة. أللهم أحفظ العراق من الجلادين والطغاة والعملاء والخونة وأنعم العراق السلام والوئام والخير.