مظاهرات في الكوت وكربلاء ودعوات لتنظيم احتجاجات في بغداد والمحافظات - الجعفري يضاعف أسعار الوقود ويتجه لالغاء الحصة التموينية
لندن ــ نضال الليثي - بغداد ــ الزمان ــ أ. ف. بضاعفت حكومة ابراهيم الجعفري المنتهية ولايتها أمس سعر البنزين 3 مرات كما رفعت أسعار زيت الغاز والنفط الأبيض والغاز السائل بعد ثلاثة أيام فقط من انتهاء الانتخابات العراقية، وذلك في قرارات جديدة خلافاً للوعود الانتخابية التي قطعها الجعفري وباقي مرشحي الائتلاف الشيعي الذي ينتمي اليه بتحسين المستوي المعيشي والحد من البطالة خلال حملاتهم الدعائية التي سبقت الانتخابات الخميس الماضي، فيما تظاهر المئات في مدينتي الكوت وكربلاء إحتجاجاً علي رفع أسعار المحروقات رافعين شعارات منددة باستغلال اصواتهم وخداعهم وتزييف أرادتهم في السعي الي حياة كريمة في وقت تستعد أحزاب وقوي سياسية لتنظيم إحتجاجات مماثلة في بغداد وباقي المدن، ويستعد الجعفري لالغاء الحصة التموينية التي توزع علي العراقيين بأسعار مدعومة، ولم يعلن الائتلاف الكردستاني الذي يتقاسم السلطة مع الشيعة موقفه من هذه الزيادات.
ونص قرار الزيادة علي رفع سعر لتر البنزين من 50 ديناراً الي 150 ديناراً، فيما سيباع لتر البنزين المستورد بـ 250 ديناراً في أربع محطات وقود في بغداد.
من جانبها انتقدت مصادر عراقية توقيت قرار رفع اسعار الوقود وعدته غير قانوني.
وقالت في تصريحات لـ (الزمان) ان الائتلاف الشيعي وتحديداً رئيس الوزراء قد تعمد رفع الاسعار بعد ايام من انتهاء الانتخابات لتجنب ابتعاد الناخبين عن التصويت الي جانب القائمة الشيعية وان القرار كان متخذاً وجري تأجيله لغايات انتخابية.
وأوضحت المصادر ان قرار الجعفري يستهدف ايضاً ابعاد مسؤولية رفع الاسعار عن اي حكومة جديدة يمكن ان يشكلها الائتلاف الشيعي في حال فوزه في الانتخابات التي جرت الخميس الماضي.
وقالت ان الجعفري يترأس حاليا حكومة تسيير اعمال لا غير ليس من حقها اصدار قرارات في ظل انتهاء عمل البرلمان المؤقت السابق، رغم عدم حله حتي الآن.
ونص قانون ادارة الدولة العراقية علي قيام الحكومة لتسيير الاعمال بعد اجراء الاقتراع وحتي اقالتها من الرئيس تمهيداً لتشكيل حكومة جديدة. وترفع الزيادات في أسعار الوقود الضغط علي المستوي المعيشي للعراقيين المتدهور أصلاً بسبب البطالة وانعدام فرص التشغيل.
ولم تستبعد المصادر ان يقوم الجعفري باصدار قرار يلغي بموجبه البطاقة التموينية التي توزع بموجبها مواداً غذائية رئيسة علي العراقيين بأسعار مدعومة مستغلا عدم عقد جلسات للبرلمان والانصراف لترقب نتائج الانتخابات حيث سبق ان عقد احمد الجلبي نائب رئيس الوزراء اجتماعات مالية لمحت الي صدور مثل هذا القرار.
ويأتي قرار الجعفري برفع اسعار الغاز مع بدء فصل الشتاء حيث يعتمد العراقيون عليه في الطبخ والتدفئة بعدما عانوا من ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف بسبب الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي فضلاً عن ان الوقود ليس متاحاً في معظم مراكز التوزيع.
وكان الجعفري قد هدد في إجتماع للدول المانحة بالغاء الحصة التموينية التي تعرضت للتقليص منذ تشكيله الوزارة في حال عدم حصوله علي تمويل دولي لها الأمر الذي رفع اسعار المواد الغذائية بالسوق العراقية وزاد من ضيق الحياة المعيشية للفرد.