مظاهراتنا تصل ماليزيا
مظاهرة في ماليزياواخيرا تأهل منتخبنا الوطني الى نهائي كأس اسيا للمرة الاولى في تاريخه..الفرحة كبيرة لمحبي الوطن..وكرة القدم..فهو انتصار ثنائي الرمز..انتصار كبير بأن يتمكن المنتخب الوطني بكادره من ان يزرع البسمة على وجوه الشعب العراقي الجريح في هذه الاوقات العصيبة.. ويوحدهم بذات الابتسامة في وطن واحد رفرفت اعلامه في كل مكان للاحتفال بالنصر الكبير.. وهو ايضا انتصار كروي رياضي بالتأهل لاول مرة الى نهائي كأس اسيا..وهو الفريق المفتقر الى الامكانيات المادية وصرف الاموال الضخمة على معسكرات تدريبية، واجهزة ومعدات رياضية..اذ انه الفريق الذي ذهب الى البطولة بفانيلة واحدة لكل لاعب!!
قد يفوز منتخبنا بالبطولة..وقد يخسر..ولكن حتى خسارته انتصار كبير..فهو انتصار بالتأهل الى النهائي على حساب فرق قوية كاستراليا وكوريا الجنوبية..وهو انتصار لأنه اثبت بان هناك (ممكن) لدى الانسان العراقي الاصيل.. أ ولم يبحث اجدادنا عن نبتة الخلود.. رغم مخاطر وصعاب المحاولة ؟؟ كي يتمجدوا ؟؟
هو انتصار لان منتخبنا، ببطولة شبابه، واستبسالهم، جعل من انتصاره، مظاهرة للتعبير عن وحدته، وعن رفضه كل مظاهر الحزن الذي يحاول النيل من الروح العراقية الباحثة دوما عن الخلود..مظاهرة وطنية خالصة، للتعبير عن امكانية النهوض من كل كبوة، تثيرها جهات خارجية..لا تمت الينا بصلة..
انها تظاهرة فرح..وانتصار يشعر بهما كل عراقي، ابى ان يستسلم للحزن، فرغم الماسي والهموم المثقلة، لم ينسى العراقيون ولعهم بالشعر..وبجماليته..فكان اجمل ما سمعته وقرأته عن منتخبنا الكروي هو الشعار الذي ردده مشجعينا في كل مكان، وخصوصا في الوطن
الاسد يمشي على جرحه
وما يبين بيه جريح
هذا طبعك يا عراقي
وما يصح الا الصحيح
واخرى في ملبورن
تابعنا..وكمثلنا الكثير من زوار المواقع الالكترونية الخاصة بشعبنا، اخبار المظاهرات التي اقيمت في مدن عديدة، والتي لا تزال مستمرة، لدعم قضية شعبنا في الوطن، واظهار الواقع المؤلم الذي يمر به، اسوة ببقية فئات شعبنا العراقي الجريح.. فمن ستوكهولم، الى سان دييكو، الى اوكلاند..مرورا بمدينتنا الجميلة، ملبورن.. التي اقيمت فيها المظاهرة يوم الاحد 22.7.2007 في مركز المدينة.
رغم ما تفتقر اليه المظاهرات بصورة عامة من تأييد شعبي (ربما) في عصرنا..وغياب الاعلام المحلي المؤثر من صحف رئيسية في هذه البلدان وقنوات تلفزيونية رئيسية. التي تعتمد بالدرجة الاولى على مدى (تغلغل) شخصيات من ابناء شعبنا فيها..وهذا معدوم في الكثير من المدن التي اقيمت فيها المظاهرات..لاسباب اهمها حداثة الجالية الكلدانية الاشورية السريانية فيها. ورغم ما رافق تلك المظاهرات من انتقادات شخصية، البعض منها بناءة، والاخرى (غير ذات اهمية).. الا ان الصورة التي نقلتها جاليتنا الملبورنية لابناء شعبنا في العالم والوطن، كانت بحق صورة ناصعة..جميلة..وبراقة..
فقد كانت الجالية في ملبورن، ولفترة طويلة، من الجاليات (النادرة) التي تميزت بوحدتها، وتقاربها..وعملها المشترك.. اذ اصبحت مثالا يحتذى به للوحدة.. ودليلا على امكانية العمل المشترك..وتجاوز (العقبات) (ان تواجدت)..ولاتزال..اذ اثبتت ان مفردة (المستطاع) لا تزال تبرز بقوة في قواميسنا.. وان المسؤولين في مؤسساتنا يتقنون وبمهارة (فن الممكن)..ولا زالوا يشعرون بـ (روح) الوحدة يرفرف فوق افكارهم..واهدافهم..
فتنظيم المظاهرة، من قبل مؤسسات كبرى في مدينتنا، مثل المجلس الاشوري الكلداني السرياني ، الحركة الديمقراطية الاشورية، الاتحاد الكلداني في فكتوريا، المجلس الاشوري في فكتوريا، وايضا نادي بين نهرين الثقافي..ومنظمات ومؤسسات اخرى لا تقل بأهميتها عن الانفة الذكر، اثبتت وبجدارة، ان حلم اعادة ملبورن الى مركز الصدارة في المثال الوحدوي الخالص لدى بقية جاليات ابناء شعبنا في العالم، ممكن تحقيقه وبسهولة.. بالاعتماد على اساس واحد وهو (قبول الاخر).. الذي يحتاج الى تطوير ونشر، واثباتات، ودلائل، وقرائن، لكل ابناء الشعب، للعمل على جعله ثقافة عامة.. ننقله الى ابناءنا، واحفادنا..
فتُرى، مالذي اثر في وجود اعلامنا مجاورة ؟؟ ومالذي انتقص من قيمتنا، وعرقنا، وعراقتنا، وتاريخنا برفرفتها ؟؟ مالذي انتقص من قيمة المسؤولين في المؤسسات، بسيرهم جنبا الى جنب؟؟ ومالذي اثر في وجود وهوية كل منا حين حمل احدهم صورا لكاهن سرياني ذبح واخر لكلداني قتل؟؟
المظاهرة، كانت اثباتا لمسؤولي المؤسسات والجمعيات والاتحادات، وابناء الجالية في ملبورن، والعالم، والوطن الجريح. بأن شعبنا هنا لا تعرقل مسيرته اراء متعصبة، وافكار بالية.. وهو ليس اسير تسمية دون اخرى.. فجاليتنا الملبورنية قد حطمت تلك القيود..وخرجت من قبر الانا..وقيامتها ستثبتها للجميع نشاطاتها الموحدة..
جمالية الحدث..والتقارب..والوحدة..وقبول الاخر، والشعور (الواحد)..كلها سترجح كفة الميزان حين يجتمع مسؤولي المؤسسات العاملة على تنظيم نشاطات للجالية..للتباحث في اقامة اي نشاط مستقبلي..ونتمنى (بحرقة) ان تتكرر المظاهرة (الوحدوية) وتتحول الى تظاهرة فرح واحتفال في اكيتو 2008.. دون المساس بشخص (الاخر) ..بل قبوله قبولا مسيحيا..
وبارك الله بكل جهد جمع ولم يفرق
سيزار هوزايا
ملبورن استراليا
sizarhozaya@hotmail.com