مع الإدارة الجـديـدة لجـمعـية شـيرا الربّان هـرمزد الكـلـدانية الأسـتـرالية / سـدني 2010 ( 5 )
والحـق يُـقـال إنّ لجـنة عـام 2001 كانت متميّزة لإنجازاتها التالية :أولاً : أصدار بيان إلى الجالية الألقـوشية تـُوَضّح فـيه مُجـْرَيات أمور اللجـنة .
ثانياً : تسمية الهـيئة الإستشارية .
ثالثاً : تسمية عـضوات مساعـدات للجـنة شيرا ( ثلاث نساء ) يجـتمعـنَ مع اللجـنة عـنـد الحاجة فـقـط .
رايعاً : القـيام بسفـرة خاصة للكـبار وكانت ممتعة وفي يوم ممطر قـليلاً وهي زيارة إلى دير مار گـورگـيس في منطـقـة Springwood للآباء والأمهات فـقـط ( عـدا إمرأة واحـدة لم تلتزم بالتوصيات بل حـضرتْ ومعـها إبنها ) ، وأتذكـّر أننا أكـلـنا هـريسة من طبخ إحـدى السيدات اللائي اشـتركـنَ معـنا . وأود الإشارة هـنا إلى أن اللجـنة لم تستـطع تهيئة باصات من البلدية بسعـر رمزي كما كان مقـرراً ، فإستأجـرتْ حافلات صغـيرة فـدفع كل واحـد منا 7 دولارات وأكمل الباقي عـلى حساب ميزانية اللجـنة .
خامساً : التفـكـير بإصدار نشرة دورية تـتضمّن أخـبار ونشاطات جـاليتـنا ، إلاّ أنها لم تـتحـقــّق . وهـنا أتذكـر أنه طـُـلبَ مني أنْ أكـتبَ مقـالاً للمشاركة في تلك النشرة ، فـلما كـتبتُ ، سـألتُ أحـد الوقـورين ( غادَرَنا إلى الديار الأبـدية ) مسـتفـسراً عـمـّن يُـقـرّر صلاحـية المقال ، فـقال لي إنـّه فلان ، ولما أخـبرتُ فلان بالموضـوع قال لي : إنّ هـذا المقال لا يقـبلـون به ، ولم يـقـل لي مَن هـم أولـئـك الذين لا يقـبـلون ، قـلتُ له : وما رأيك به ؟ قال : لستُ أنا المـقـرّر ، فـسكـتّ ُ. ولكـن مقالي نشـرتـُه في جـريدة - عـما كـلدايا - الغـرّاء في الشهـر نفـسه ( تموز 2001 ) ، وكـرّرتُ نشـره في مجـلة بابل عـام 2005 ولم تحـدث هـزة أرضـية بسبـبه ولا إنـقـلاباً عـسكـرياً . وهـذا هـو :
أنـفـلونزا الطيور والكـناري والـزرزور
إنّ طـيور الكـــــــــناري معـروفـة في الـديـــــار ِ
فـكـيـف زقـزقـتْ يـومــاً لـــــــزرزور لا لـصـقـر ٍ
يُحـكى أن سـرباً من طـيور الـكـناري كان يحـوم كـل يوم فـوق جـبل أشـمّ مُطـلّ عـلى سـهـول مخـضرّة فـسيحـة ، لـتـنظـر بلـبلاً بنى عـشـّه نقـراً بمنقاره في صخـرة عالية عـلى ذلك الجـبل ، ولتسمع صوتــَه الصامت صادحاً . طار البلبل إلى الفـضاء ولم يرجـع ، فـحـزنتْ الطيور لـغـيابه وصارتْ تحـتفـل كـل عـام مرحـاً ، بذكـرى طيرانه إلى العـلاء فـرحـاً ، تزقـزق بأصواتها الشـجـية ، تـتباهى بألوان ريشـها الزاهـية وتقـبّـل بعـضها بعـضاً بمناقـيرها حـباً ، فـكـيف لا وهي طيور الحـبّ لقـباً ! وذات يوم والكـناري تحـتفـل كـعادتها في حـديقـة كـثيرة أورادها ، عـالية أشجارها ، وجـدْول الماء العـذب يجـري فـيها ، إسـتحـسـنتْ أنْ يُـدَشـّـنَ نـهارها طائرٌ ، تفـرح بـه بـديلاً عـن بلـبلها المرتفـع إلى سـمائها . فـجـاؤوا بـزرزور أسود مـبرقـع الريش . زقـزقـتْ الكـناري وصـفـّقـتْ بأجـنحـتها ظـناً منها بأنه مثـيل لبلبلها ، وقـفـزتْ من الجـدْوَل ضفـدعة أكـرمَتْ الضيف بنـقـيقـها ، والحـرباء المتلـوّنـة تـهـز ذيلها ، وانطلقـتْ من بين الأشـجـار دجاجات وقــْوَقــَتْ ومهـّدتْ له الطـريق بأرجـلها ، ثم كـان صمتٌ . سكتَ الجـميع كـعادة المعـجـبين وزرزورنا يمشي الهـُوَينا ، لا يبالي بالكـناري الأكـرمين ولا بالبلبل الأكـرم فـينا ، وعـندئـذ ( خـرّ الجـمل فـولــَد فـأراً ) فـغـرّد الضيف الزرزرينا وقـال : ما بكـم يا معـشر الكـناري الأقـدمين ؟ ما لكـم بـبُـلبلكـم مفـتخـرين ؟ بلبلكـم ما كـان يفـوح الياسـمين ! لا هـو ولا غـيره من الطائرين ، بلبلكـم ما طار إلى العـلاء بل وقـع عـلى الأرض وذاق تراب الميّـتين . إسـمعـوني ! أنا الزرزور ملك الرئيـسين ، لي الزقـزقات والـنقـنقات والوقـوقات تـُـدَ وّي وتـهـز الأذيال أجـمعـين ، وعـندما أغـرّد الزرزرينا ، تــُنــَـكــّسُ الطيورُ مناقـيرَها جـاثـمة مع الساكـتين . سكـتتْ الكـناري ورضـيتْ مع الراضين ، ذليلة ميّـتة تقــْـبَـلُ بالجـرح طعـناً تطاول الجـبين . وعـزيز النـفـس من بعـيد ينـدب مع الشاعـر نحـيب الشاكـين :
مَنْ يهُن، يسهـل الهـوان عـليه ما لـجُـرح ٍ بـميّـتٍ إيــــــــــــلامُ
.................................................................................
يا صاح يا إبن الكـرام ، هـو ذا ناحــــــــوم
يطرق التابوت يسـأل أصحــــــاب المقـام :
هـل إنـتـكـس الـنخـيل هـل فـــُـرضَ اللجام ؟
هـل ذابت الجـبال الشـُم ّ هـل جَـبُن الهـمام ؟
أيـَصْـمـتُ الشـحْـرور ، أم سَــكـَتَ الـحَـمَام ؟
كـيـف يهـلهـل الكـناري ويـقــْـبَـل بالحُـطام ؟
وهـو ذو الريـش الجـميل فـخـرٌ للعُــــــظام
يـُـغـرّد حـباً كـريماً فـيُخـجـل أشباه الكـرام .
أتـقــْـبَـلُ بـَـزْبـوزاً وتهْـجُــرُ البازَ اللهـَــــام ؟
أتـَـسْـمَعُ لـبـومة وتـَصُم ّ للنـسـر الصّـرام ؟
ولكن الدهـرَ يَوْمان : أيام وأيــــام .........
للباز والنـسر والأيـمان أيـــــــــــام .........
وللبـومة والبزبوز والفـَـلـَـتان أيام .........
أما حـق للأجـداد أنْ قـالوا عـلى الـدوام ...؟
( لا تـناموا إستـفـيقـوا فـقـدْ تغـدُرُ الأيام ؟)
بـْـشوپـا دْ باز ِه بزبوز ِه وْبـْشوپـا دْ نشْر ِه قـوپـْياثا
( بدلاً من الباز بزبوز ، وَعـوَضاً عن النسر، بومة)
ولكم مني ألف سـلام.............................إنتهى
عـيد الميلاد 2001 :
دعـتْ الهـيئة ُ الإدارية للجـنة ، الهـيئة َ الإستـشارية َ للتباحـث في التحـضيرات اللازمة لحـفـلة عـيد الميلاد وإتفـقـنا عـلى الخـطوط العـريضة لها ، وأتذكـّر أني سألتُ : هـل يمكـنني أنْ أدعـوَ عائلة صديقة معـنا إلى الحـفـلة ؟ فـكان الجـواب ( وبدون تأخـير) : نعـم . أما عـيد الميلاد فـكان في قاعة مستأجـرة ( وأعـتقـد أن مأكولاتـنا ومشروباتـنا كانت منْ عـنـدنا ) ، ولما استعـدّتْ الفـرقة الغـنائية للغـناء حـدثتْ مفاجأة ! حـينما بدأ المطرب بالغـناء ومنذ الدقـيقة الأولى شـرع يغـني مقاماً ذا طـبقة عالية جـداً كي ينقـل السامعـين إلى أجـواء منعـشة رومانسية سامية تمهـيداً للأغـنية ( الـپـستة ) إلاّ أنه ولسوء حـظـّه حـسرَ صوته فـجأة وانطـبقـتْ أوتار حـنجـرته ، فـقـلتُ لصاحـبي الـجالس إلى جـانـبي : إنّ هـذا المطرب سوف يتوقــّـف عـن الغـناء ! قال : لماذا وكـيف عـلمتَ ؟ قـلتُ له : تحـَسّسْتُ صوته وهـكـذا خـمّـنـتـُه وسوف ترى . وما أنْ مرّت دقـيقـتين لا أكـثر حـتى توقــّـف عـن الغـناء واعـتذر عـن المواصلة واعـداً إيّـانا بتعـويض ذلك في السنة القادمة ومجاناً ( لأنه أخـذ أجـرته كاملة دون غـناء ) إلاّ أنـنا كـنا محـظوظين فـقـد كانت من بين الـحـضور مطربة منـّا عـوّضتْ بصوتها الشـجي وملأتْ فـراغـنا ، كما شاءتْ الصدفة أنْ مـرّ عـلينا مرّ الكـرام مطربٌ أكـرَمَـنا بمقامات وأغاني عـراقـية وبها إستمْـتعـنا . ولابدّ من أنْ أذكـر للتوثيق أنّ العائلة الصديقة ( من مناطـق عـقـرة ) والمدعـوّة مـِنْ قـِبَلي تبرّعـتْ بهـدية قـيمتها ( 200 $ ) ربحَـها أحـد المحـتفـلين المعـروفـين عـند إجـراء القـرعة عـلى البطاقات ثم رجعـنا إلى بيوتـنا فـَرحـين . وبشأن المطـرب المذكـور فإنه لم يفِ بوعـده ولم يـعـوّضـْـنا ولم نرَهُ في السنة التالية ونبقى نقـول : عـفى الله عـما سلف ، فـهل يعـفي لنا الآخـرون أخـطاءنا ؟ .
إجـتماع الإنتخابات في أوائـل عام 2002 :
أتذكـّر أننا إجـتمعـنا في القاعة المجاورة لمقـر جـمعـية الثقافة الكـلدانية الأسترالية في أوائل عـام 2002 وكنتُ أدير الجـلسة . سألتُ أعـضاء الهـيئة الإدارية السابقة واحـداً فـواحـداً عـن رغـبته في الترشيح ثانية للسنة الجـديدة ، فـكان جـواب الجـميع : لا . ثم وكالعادة تشـكـّـلتْ الهـيئة الإدارية الجـديدة بدون إنتخاب لأن عـدد المرشـّحـين كان كافـياً للعـمل وليس هـناك مَنْ ينافـسهـم وعـندئـذ نقـول إنهـم فازوا بالتزكـية ( كما هـو معـتاد في كـل سنة عـند إنتخاب هـيئة إدارية جـديدة للجـنتـنا ). ولكـن بعـد مشـوار قـصير إنسـحـب أكـثر أعـضاء هـذه الهـيئة الجـديدة وبـدون عـذر ولم يـتـزعـزع الأعـضاء الباقـون بل ضلــّوا صامدين وإنضمّ إليهم إثـنان من رفاق الجـلسات وأكملوا مشـوارهـم سوية بصورة مُرْضية وكانوا يسـتعـينون بالـهـيئة الإسـتشارية عـند الحاجة مثـلما فـعـل غـيرهـم .
ملاحـظة :
إن المجـموعة المحـدّدة العـدد والتي تشكـّـلتْ في أحـد إجـتماعات عـام 1999 لجـمع التبرعات وإرسالها إلى ألقـوش ظـلـّتْ في سـبات ولم تبدأ نشاطها إلاّ حـين إرتقائها إلى الهـيئة الإدارية كي يكـون الفـخـر لها . وقـد إستطاعـتْ أنْ تجـمع مبلغاً بسيطاً من المال ، ثم أضافـتْ إليه مقـداراً آخـراً من رصيد اللجـنة ( دون إسـتشارة الهـيئة الإستشارية ) وأرسل إلى ألقـوش .
موقـف البعـض يُحـبط عـزائم الآخـرين :
ذكـر لي زميل كان من بين رواد جـمع التبرعات أنه دخـل مع زميله داراً وكان رب البيت وسيّدته فـيه ، وبعـد السلام إفـتـتحا الموضوع لصاحـب الدار بديباجة جـميلة ثم طـَرَحا فـكـرة جـمع التبرعات شهـرياً بمعـدل 10$ في كل شهـر بهـدف إرسالها إلى ألقـوش لمحـتاجـيها أو لمشاريعـها ، فإلتفـتَ سيد البيت إلى زوجـته وقال لها باللغة العـربية : ( لا ، هـْوايا إشْـترينا بيت !) ويقـصد أنّ تبرعه بـ 10 دولارات شهرياً سوف يؤخـر مشروع شراء بيت للعائلة وبعـد هـنيهة من الصمت قال : سنفكـر بالموضوع . والنتيجة النهائية ... لم يفـكـّر ... لم يتبرع ... ولم يشتر بيتاً إلى يوم كـتابة هـذه الكـلمات .
حـفـلة عـيد القـيامة لعام 2002 :
أقـيمتْ حـفـلة في 31 /3/2002 بمناسبة عـيد القـيامة المجـيدة ، وفي هـذه المرة تعـهـّد عـضوان إثـنان منْ اللجـنة بتحـضير المأكـولات للمحـتفـلين لقاء مبلغ متــّـفـَق عـليه مع اللجـنة نفـسها ، إلاّ أنـّهـما لم يُـرْضِيا الجـميع ، حـيث لم يصل العـشاء المدفـوع ثـمنه ضمن بطاقة دخـول إلى الكـثيرين . وأتذكـّر أن اللجـنة دفـعـتْ غـرامة مالية للبلدية تعـويضاً عـن الأوساخ المتروكة في القاعة بعـد مغادرتـنا إيّاها .
الـشـيرا 14/4/2002 :
أما مهـرجان الشـيرا فـكان في الـمنـتزه الذي ألفـناه عادة وكان بديعاً ، بفـرقـته الموسيقـية ومطربه الذي أطرب الجـميع بأغانيه المتـنوّعة بدليل مشاركة الأعـداد الغـفـيرة بالدبكات العـديدة ، كما حـضر فـريق منْ قـناة C – 31 التلفـزيونية الأسترالية ( القـسم الآشـوري ) لـتصوير المـَشاهـد الفـلكـلورية وفـعاليات هـذا المهـرجان الديني والإجـتماعي الترفـيهي المتميّـز . وأتذكـّر أنّ الأب الفاضل القـس آشـور منْ كـنيسة ربان هـرمز الآشورية في سدني كان قـد دُعي ضيف شـرف إلي الشيرا هـذا ، وقـد إفـتـتحـه بصلاة وأناشـيد كـنـَسية رائعة بمشاركة مجـموعة من الشـمامسة ، وأبدى إعـجابه بالتحـضيرات المتـّخـذة لهـذا المهـرجان وقـلتُ له : إنّ الألحان والصلوات التي سمعـناها منكم اليوم كلها ( ألقـوشـيّة ) ! ردّ عـليّ بابتسامة عـريضة و مؤيـّداً كلامي قائلاُ : ومَنْ الذي يقـول لا ؟. وقـد إستأذن أحـد الألقـوشيّـين من الهـيئة المشرفة عـلى هـذا الإحـتفال فـجاء بسيارته الـ ( VAN ) المليئة بأنواع من حـلويات الأطفال والبسكـويت مقابل تبرّعه بمبلغ ( 100$ ) للجـنة . ومن الجـدير بالذكـر بأن بائعاً للمثلجات كان يُسمح له هـو الآخـر بترويج مبيعاته في أغـلب إحـتفالاتـنا بالـ شيرا مقابل تزويدنا مؤقـتاً بمولـّدة الطاقة الكهـربائية لتشغـيل الأجـهـزة الموسيقـية والمايكـروفـون .
حـفـلة نهاية سـنة 2002 :
أما حـفـلة نهاية السنة فـكانت في Fairfield Show Ground مع فـرقة موسيقـية وقـد إرتدى بعـض الشباب الزي الألقـوشي خـلالها ، وكانت فـيها مفارقـتين :
أولاً : أن أحـد الإخـوة غـيّر ملابسه الألقـوشية بعـد حـين ووضعـها في غـرفة تابعة للقاعة ثم نسيها هـناك ، وفي نهاية الحـفـلة أعاد أعـضاء اللجـنة ترتيب القاعة وإلتقـطـوا ما سقـط عـلى الأرض منْ أوراق ومأكـولات ووضعـوها في أكـياس ، وحـينما حـمل أحـدهـم كـيس النفايات إلى الحاوية الكـبيرة ليرميه فـيها ، شاهـد إحـدى البدلات الألقـوشية التراثية مرميّة في الحاوية الكـبيرة فأخـذها وحـفـظها مع الأخـريات ، ( إنها أموال اللجـنة فـهـل نحـرص عـليها كأموالنا ؟ ) .
ثانياً : إستمرّتْ الحـفـلة إلى ما بعـد الوقـت المسموح به ( 1:25 am ) وبذلك فـرَضَ ضابط أمن القاعة غـرامة مالية بسيطة عـلى اللجـنة .