مع الإدارة الجـديـدة لجـمعـية شـيرا الربّان هـرمزد الكلدانية الأسـترالية / سـدني 2010 ( 2 )
الإستـشارة لا تـقـلل من شأن صاحـبها بل يزداد مكانة عـنـد الجـميع ، ومَن لا يسـتـشر الجالية في الشأن العام فإنه يستـخـف بها ، فـلنـتـعـلـّم بعـضنا من البعـض الآخـر .إنّ أول مشاركة لي وأنا فـرد لوحـدي في سفـرة جـماعـية كانت مع حـوالي عـشرعـوائل ألقـوشيّة ليلة 31/12/ 1997 - 1/1/1998 في Chipping Norton . كان وقـتاً سعـيداً تسامرناه سـوية بأشرطة الكاسيت الغـنائية ، بالأحاديث المنعـشة للروح والنكات المرحة الهـزلية ، وكـذلك بالمأكـولات والمشروبات الكـحـولية . وما أن سلـّمَتْ الـثانية الأخـيرة منْ عام 1997 نبضتها إلى الثانية الأولى من عام 1998 حـتى راح أغـلـبُـنا يتبادل القـبُلات مع بعـضنا الآخـر إبتهاجاً بالسنة الـجـديدة وبـدء عـلاقات متجـددة بين أبناء ألقـوش الأم الحـبيبة .
وبـعـد أن وصـلتْ أسرتي أستراليا مساء يوم 15/1/1998 قادمة من اليونان ، لاحـظـنا أنّ العـلاقات الإجـتماعـية بين كـل أفـراد جـماعـتـنا جـيدة جـداُ في ذلك الوقـت . ولمّـا حان موسم شـيرا الربّان هـرمز( في 26 نيسان 1998 كما أعـتقـد ) لم تكن لـدينا سيارة ، فـتدبّـرَ أمْـرَ نقــْـلنا مشكـوراً المرحـوم جلال جـلـّو بسيارته إلى مكان الإحـتفال في منتزه ( ( Lieutenant Cantello Reserve وفي الطريق صار يُحـدثـني عـن جاليتـنا الألقـوشية في سدني وقال : أنّ الغاية الأساسيّة من نشاطاتـنا هـذه هي الحـفاظ عـلى هـويّـتـنا وأولادنا من الضياع في هـذا المجـتمع المتعـدّد الجـنسـيّات ، وتوفـير فـرص تعارف بعـضهم عـلى البعـض الآخـر، فـغـداً سيكـْبرون ويخـطـّطون لمستقـبلهم وزواجهم فـيجـب أنْ نفـتح أمامهم المجالات المناسبة للتفاهـم فـيما بينهم . فـقـلتُ مع نفـسي ......هـنيئاً ، إنّ خـميرة الآباء محـفـوظة بأمانة عـند الأبناء .
وفي أوائل سنة 1999 عـلمتُ أنّ الشباب منـظمي الشيرا إجـتمعـوا ليخـتاروا لجـنة جـديـدة لتلك السنة وأنا لم أحـضرْها لأني لم أكـُنْ أعـرف أناساً كـثيرين وبالمقابل فإنهـم لا يعـرفـونني عـند لقائي بهم أيضاً بل وحـتى جـيراني في ألقـوش ، لأنّ بعـضاً منهـم لم يكـونوا قـد وُلـِـدوا حـين غـادرتـُها أو كانوا يرضعـون منْ أمّهاتهـم فـكـيف لهم أنْ يعـرفـوني شخـصـياً ، ولكـنـنا بـمرور الزمن تـَعَـرفــْـنا عـلى الكـثيرين . وشاءت الصدفة أنْ تحـدّثَ أحـد أعـضاء اللجـنة إلى السـيد طلال ﮔـردي ( أحـد مؤسّسي اللجـنة ) سائلاً إياه عـني ، فأجابه بقـوله : إنه عـنصر جـيد ، مما شجع العـضو عـلى مفاتحة أصحابه في اللجـنة حـوْلَ إنضـمامي إليهـم فـحـبّـذوا الفـكـرة ، ولمّا عَـرَضَ عـليّ ذلك وافـقـتُ وبدأتُ أجـتمع مع اللجـنة منذ أوائل عـام 1999 كـواحـدٍ منْ أعـضائها وإلى نهاية دورتها ، إلاّ أنّ القارىء سيرى في سَـرْد الموضوع هـذا ، أنّ مَـنجَـلي كان حاداً وسليماً وَوقــّاداً حـتى في أيام الكـساد ، لكـن إسمي حُـذف من قائمة العاملين بالحـصاد ... ! لأن البعـض فاقـدي السَـداد ، من ضِعاف النفـوس المبتلين بـﭭايروس الحُـسّاد ، يعـتقـدون أن ذلك يوصِلهم إلى المُـراد .
في أوائل ذلك العام ( 1999 ) تـداولـْـنا نحـن أعـضاء اللجـنة موضوعاً آنيـّاً هـو جـمع مبلغ من المال كي نبعـث به إلى المحـتاجـين من أهالي ألقـوش كهـدية العـيد ، واتـفـقـنا عـلى جَـمعِه من نشاطـنا الخاص بحـيث نطـلبه من الألقـوشيـين الأستراليـين مباشرة ( وليس منْ رصـيد اللجـنة المتراكـم والمستحـصل من أنشطـتها الإجـتماعـية ) . وهـكـذا وُزّعـَتْ أسماء الألقـوشيين الأستراليين عـلينا نحـن أعـضاء اللجـنة لنقـوم كل واحـد منا باتصالاته معهم ونسألهـم مبلغاً بحـدود ( 25 ) دولار أسترالي وبعـد أنْ نفـّـذتُ واجـبي أخـذتُ منه درساً قاسياً كـجابي نقـود وقـرّرتُ عـدم الإنخـراط في أية مجـموعة من هـذا القـبيل لجـمع المال مستقـبلاً . وبعـد أنْ تـمّ جـمع ما يُعادل 1500 دولار أميركي في شهـر آذار 1999( حـوالي 2395 دولار أسترالي ) ، سلـّمناها بيـَد رجـل زائـر فأخـذها معـه إلى العـراق وتمّ توزيعها في ألقـوش وقـد تأكـدتُ من ذلك بطـريقـتي الخاصة . ولا زلتُ محـتفـظاً بقائمة تـتضمّن أسماء المتبرّعـين آنذاك والتي تراوح مقـدار تبرّعاتهم منْ ( 10 - 100 ) دولار ما عـدا أحـد البيوت الذي يضم مجـموعة من العـوائل فـقـد تبرع بمبلغ مقـداره ( 360 ) دولار .
وأتذكـّر جـيداً أنّ بعـضاً منْ جـماعـتـنا طلبوا إجـتماعاً عاماً للتحـدّث عـن مشاريع عـديدة لجاليتـنا في أستراليا / سـدني . ومنها مشروع جـمع أموال ( أو إشـتراكات ) بصورة دورية بهـدف إرسالها إلى ألقـوش للتصرف بها هـناك وفـق إحـتياجاتهم واجـتمعـنا في قاعة بشارع برباره – فـيرفـيلد ، ( قـبْـل سَـفـر الزائـر المذكـور ) وأدار الجـلسة إثـنان من الإخـوان ، وطـُرحـَتْ أفـكار وآراء بهـذا الشأن فـنهـض أحـدهـم وقال : ألا ترَوْنَ أنّ عـدد الحـاضرين قـليل بالنسبة إلى عـدد الألقـوشـيين في سـدني؟ السبب هـو لأنهـم يتوقـعـون منْ دعـوتكم لهم إحـراجـهم وطلب الفـلوس منهم ، ثم أضاف بصورة توحي إلى الهـزل قائلاً : أنا لا أريد أنْ أدفـع شيئاً . وأتذكـر أنّ أسماءاً سُجـّـلتْ كـمجـموعة تـتولى مهـمّة جـمع إشتراكات للغـرض المذكـور والتي طـُلبَ مني الإنضمام إليها فـرفـضت ُ، ولكـنها لم تباشرعـملها إلاّ بعـد إستلامهم مَهـمّة إدارة اللجـنة لاحـقاً والسبب معـروف ........، وبعـد جـمعـهم بعـض الفـلوس من هـنا وهـناك ، فـرزوا وأضافـوا إليه من رصـيد ( لجـنة شـيرا ) مبلغاً من المال دون إستـشارة الهـيئة العامة أو ممثـليهم الهـيئة الإستـشارية وكأنها فـلوسهم ، كل ذلك للحـصول عـلى كلمة ( عـفـرم ) ولكـن لمن ! المثل الألقـوشي يقـول : سِـعـْـتا وصِـفــْرا دْ ماثا ، و ماليهْ آﭭا دْ رَيِّـسْ ( العاملون والمائـدة من أهالي القـرية ، والبـيت العامر للسيد الرئيـس ) أدام الله طيـبته ، وطيَّـب عـطره ، وعَـطـَّر ذكـراه ، وذكـَـرَنا بالخـير في جَـلساته ، وأجـلـَسَـنا بجانبه ، وأوصى بنا خـيراً عـند رفاقه . المهم في تلك الجـلسة أنّ السؤال والجـواب أثـناء الجـلسة كانا غـير منتـظمَين مما جـعـل أحـد الرجال يطلب من مديرَيْـها أنْ تكـون هـناك مركزية في إدارتها . وفي حـينها رفـعـتُ يدي وسُمح لي بالكلام وإقـترحـتُ تسجـيل اللجـنة رسمياً ، إنبرى الرجـل نفـسه وبدون إستـئـذان من مديرَي الجـلسة قائلاً لي : لا لا ، لا داعـي لـذلك ، والحاضرون ساكـتون لا يؤيّدون ولا يرفـضون وحـتى عـن رأيهم ليسوا يُعَـبّرون ولا عـن إقـتراحي يستـفسرون وكأنهم من الظلال يتهـيـّبون لابل في صَمْـتهم عـن ضعـفهم يُعـبّرون . وبشأن التسجـيل ستـكون لي في مقال قادم مداخـلة خاصة بشأنها .
ومن الأنشطة التي أتذكـّرها لتلك السنة حـفـلة ممتعة مساء يوم الأحـد 4/4/1999 بمناسبة عـيد القـيامة المجـيدة في قاعة مستأجـرة من البلدية قــُرئتْ فـيها كـلمات وأنشـدَ أعـضاء اللجـنة وبمشاركة الشباب نشـيد ( ألقـوش ) ثم أدّى الشباب ( بـنين و بنات ) لوحة جـميلة من دبكاتـنا الشعـبية التراثية وبعـدها جـرتْ مسابقة نقـر البيض ( نـْقارا دْ بيء ) ثـم مسابقة أجـمل بيضة مطرّزة فاز بها الشاب سيزار ياقـو كادو ، وأخـيراً مشهـد تمثيلى قـصير . وأتذكـّر بأن إحـدى السيدات أتتْ بولدها وإبنـتها الصغـيرَين ليلاً وتركـَـتـْهما في قاعة الإحـتفال مع الأطـفال ، أما هي فـقـد غادرتْ لتحـتـفـل في مكان آخـر كي لا ينغـّص أطـفالـُها راحـتـَها أما نحـن فـعـلينا تحَـمّـل مسؤوليتهـما بدلاً عـنها .
أما في مساء يوم السبت 17/4/1999 فـقـد كان لنا مهـرجان قـصير في الكـنيسة ، ووضعـنا له برنامجاً لائقاً بهـذا العـيد ضمّ كـلمات شاعـرية ، وأخـرى تأريخـية حـول دير ربان هـرمز ومؤسـّسه عـلى أمل أنْ أقـرأها أنا ، ولكـن لسوء الحـظ ضاعـتْ فرصتي لقـراءتها ، فإن خـللاً طرأ عـلى سيارتي وأنا في طريقي إلى الكـنيسة ولم يكـن لـدي وسيلة إتصال ( موبايل ) كي أبلـّغ الإخـوة الأعـضاء في اللجـنة بذلك ، ونودِيَ إسمي لقـراءة الكـلمة وليس مِن مجـيب ، فعـلـّق الكاهـن في وقـتها قائلاً : إنّ مايكل سـيـپـي موجـود في ساحة الكـنيسة ولا يدخـل تحـت سقـف الهـيكـل ، فـقــُرأتْ الرسالة منْ قـِبـَل زميل لي ، ثم شارك السيد عـيسى قـلـّو بالقـصيدة التالية التي بعـثها إلى بريدي الألكـتروني بتاريخ 26/2/2007 أنـقـلها كما وصلتـني :
من القوش لديرا علايا
[ بارخي تديرا --- قمطرءا دبي باخوخا رخشلي
ولبيرا دبي شكوانا مطيلي -- وتاما كو رأوولا نخثلي
تطلشا مطنمبيري وسقلي -- كو جري دشماشي
داول زورنا بدياقا --- وخزيلي جنقي وخماثا
زوري ورابي برقاذا-- وبئرايا خكد ماثا
باورخي تديرا --- بثلي تدركوشياثا
وكبيري طبياثا-- ولكناشنا سارجتا
من زونا كيبن بئيثا -- واورخد جوبا حليثا
ديلا بكليا عليثا --- بارخي تديرا
خزيلي ان هيلاني--- وخوثي تيويلي
أبنوني وبناثا -- كمحكي حوكياثا
لربن هرمز واخنواثا --- اثيلي لئيذا خاثا
مكبيري مثواثا --- بارخي تديرا
منخلي بكافا سموقا-- ونقوشا بدياقا
ورباني هم بيمارا--- هيو اسقو قلولا
دم شارخ شيرا خاثا -- وطلبخ من مارن بركاثا
تد بصخي لبواثا -- تناشي باثراواثا
وبارخي تديرا --- مطيلي لأينا د قديشا
ومن مايح بشلي نيخا -- ألديرا اويري بايقارا
مبقيري لو كبارا -- تبخشوكي رخشوالي
وفندي ملهيوالي -- بقليثا بركوالي
صلوثي مصليوالي -- من ايشوع مشيا طلبلي
دناطر سوراي واثري -- شلاما تا القوش يمي
وبطورح بشواله نشري ]
وبعـد أن أسعـفـَـنا أحـدهـم ، إسـتطعـنا الوصول إلى الكـنيسة وأبلغـتُ الكاهـن بما حـدث للإطـّلاع فـقـط . وخـرجـنا منْ داخـل هـيكل الكـنيسة وإلى الحـديقة الخارجـية بنشيد ( شـبّاح لــْمَرْيا بْقـُدْشـيه .... ) وقال الكاهـن في حـينها : لتكـنْ هـذه بداية طـيّبة للمناسبات المقـبلة . ( إن تساهـل الكاهـن مع الألقـوشيّـين لم يكـن مجاناً بل مدفـوع الثمن ) . كما كـنا قـد أقـمنا في الحـديقة نفـسها معـرضاً لصـوَرعـديدة تمثل الدير وألقـوش وتراثها ، وإستـنسخ أحـد الناشطين من شبابنا كـُتيباً عـن دير الربان هـرمز وُزع للمحـتفـلين ، ثم كانت هـناك مرطـّبات ، شاي ، قـهـوة ، بسكـويت . وأذكر هـنا أنّ أحـد أعـضاء لجـنـتـنا طلبَ بصورة شفـوية من بقـية الأعـضاء السماح له بتـوزيع نسـخ منْ كــُتــَيـبات ذات طابع ديني خاص في المهـرجان - شـيرا - المُقام غـداً ( وأنا غائب كما ذكـرتُ ) فـرُفـضَ طـلبه ، وعـندما عـلمتُ قـلتُ لهم : لماذا رفـضْـتم ؟ كان الأفـضل أنْ نسمح له بشرط سهل جـداً يضعه عـلى المحـك ولكـنه يصعـب عـليه تـنفـيذه ، وإنْ نفــّـذه فـنحـن الفائزون .
شيرا عام 1999 :
وفي اليوم التالي كان موعـد الـشيرا المقـدّس لتلك السنة في 18/4/1999 وكـنتُ منْ بين المنظـّمين له ، وتـناوبنا السيـطرة عـلى الباب النظامي لساحة الإحـتـفال وذلك عـنـد دخـول مركـبات المشاركـين لتوزيع بطاقات اليانصـيب ( ( Raffle Ticket لـقاء مبلغ بسيـط والغاية منه تغـطـية نفـقات الإحـتـفال ، أما هـدايا الفائزين فـهي مِن تبرع الخـيّرين . وكان قـد حـضرَ الزمّار والطبّال ( داول وزورنا ) بالإضافة إلى فـرقة موسيقـية تعـزف لـمطربين عـديـدين إتـّـفـقــْـنا معـهم ليـُضيفـوا بألحانهم إلى رونق العـيد هـذا بهـجة وسروراً . وقـد أعـجَـبَني المهـرجان كـثيراً فـحـفـّـز عـندي رغـبة خاصة ، فـبحـثـتُ عـن ورقة منْ هـنا وهـناك وبدأتُ أسَـطـّرُ عـليها بعـضَ الكـلمات وفي النهاية صارتْ شعـراً فـقـرأتـُه عـلى مسْمـَع الحاضرين وهـو محـفـوظ عـنـدي دون أن يُسـجـّل .
ملاحـظة : في المقال القادم حـجـرات عـثرة في حـقـل اللجـنة لا في مسيرتها .......