Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مع الإدارة الجديدة لجمعية شـيرا الربّان هرمزد الكلدانية الأسترالية / سدني 2010 ( 4 )

في مناسبة من عام 2006 ليس لها أية عـلاقة بلجـنة شيرا ، قـرأتُ في ( الأنترنيت / عـنكاوا . كـوم ) شـعـراً سـَـرّني أنْ أعـلـّـق عـليه بمقال قـصير أشبـَه بـدراسة بسيطة داركـتـُه بشعـر . وهـذا بعـض مـما جاء في المقال : [[ إنّ أ ُناساً كثيرين مولعـون بقـراءة الشعـر ويستـمتعـون به موسيقـياً ولكـنهم قـد لا يدركـونه مقـصداً و بعـضهم يحاول تـنظيمه أحـرفاً ، ولا بأس فالمحاولات الأولى تحـتاج إلى تشـذيب و صـقـل لـُغـَـوياً . ولكن قـبل كل ذلك يتطلب توفـّرالأذن الموسيقـية والأيقاعـية ، والقابلية عـلى إخـتيار النقـطة الوسطية في العـتلة الشطرية والعـجـزية لأغـراض الموازنة الـعـروضية . والشعـر قانون وأوزان توافـقـية وما عـدا ذلك فإنه سيكون نثراً أجـملُ منْ رسالة عادية تـكـتبها إلى صديق أو طلب رسمي تقـدّمه إلى مدير الـمديرية . فالشعـر ليس مستطيلاً طويلاً عـمودياً ذي خـطوط أفـقـية بشكله ، وإنما الشعـرَ خـطابٌ يقـود رتلاً عـسكرياً بإيقاعه ، يـُـنـَـوّمُ طفـلاً صـغـيراً في مهـده ، يُشـفـي عـليلاً يئنّ عـلى سريره ، يسحـر فـتاة رشيقة بعـباراته ، يكسب ودّ المرهـفة الحـس ببلاغـته ، يهـزّ كـيان منظـّمهِ ، وينقـل السامعـين جـميعـهم إلى سماء الخـَيال بقافـيته . هـكذا هـو الشعـر وإلا فـسيكـون نثراً برمّـته . وكـلـنا تعـَلـّمْـنا مـمّن سبقــَـنا فـشكرناهـم ، واللاحـقـون بنا يتعـلـّمون منـّا فـنرشدُهـم ، أللهمّ إلاّ مَنْ يمنـَحـَه الخالق مَوهـبة منْ عـنده ، فـتلك هـبة منْ لـدنـْه لا يمَـسّها غـيره . و كما قـلتُ في السطر الأول من هـذا الكلام ، فالأحـتكاك حـراره قـد يقـدح وميضاً ، و الفـعـل يوَلـّـد رداً - عاجلاً أم آجلاً - يُعادله قـوة ً، و اليـد المـُصافـِـحَة ُ تـَرفَـعُ صـفـعـة ً لـمَـنْ يضع فـيها جـمراً ، هـذه بعـض منْ خـلجات الصدر نبضاً ، هي التي تـنضحُ الشعـرَ عادةً ، و نحـن لها فـُرساناً . و الكتابة عامة ، نحـوٌ وإملاءٌ وثـقافةٌ ، فـالـ ( لام ) تجـرّ ولا ترفع ، و التشـَفـّي هـُـذاء لا يُبـَرّد القـلبَ ولايـُدمع ، إنما الحـياةَ درسٌ و تجاربٌ تـُـقـنعُ ، و إنْ لا ! فـلا تـُـطـْمـِعُ ، مثـلما الأصنام لا تــُـشـْـفـِعُ ، لكن الـوجهَ الصقـيلَ دائماً يلمعُ ، سواء يرضى الغـيرُ أو يمنعُ . وبعـض منـّا حـين يقـرأ شعـراً ، يصادف أنّ تـهزّ أبياتـُه حالتــَه نفـسياً ، فـيرى نفـسَه في الحَـدَث حـدثاً ؛ فـيـذهـب بعـيداً في إعـتقـاده متصـوّراً ، بأنـّـه هـو المـقـصـود بـه هـدفاً. ]] إنتهـى



كـنـتُ قـد خـتـمتُ الحـلقة ( 3 ) الماضية بفـقـرة عـيد القـيامة المجـيدة المقامة بتأريخ 24/4/2000 . أما القـصيدة التي قـرأتــُها في وقـت مناسب أثـناء الحـفلة كانـت قـد نالتْ إعـجاب الـكـثيرين ، وعـند إنتهائي منْ قـراءتها أشار إليّ أحـد الرجال الوقـورين والمتقـدّمين بالسن نوعاً ما وهـوَ ذو مكانة محـترمة بيـننا ( ومع الأسف فـقـد غادَرَنا إلى الحـياة الأبـدية ) أشارَ بإبهامه اليُمنى وإلى الأعـلى دلالة عـلى إعـجابه بكـلماتها أولاً وبصياغـتها ثانية ، ثم نوّه لي لاحـقاً أنـّها ( بإعـتقاده ) موجـّهة إلى كاهـن ما . وإمرأة أخـرى موقــّرة قالت لي : هـنيئاً إنّ شـِعْـرَك عـظيم عـسى أن يحـرّك أولئك الذين لا يساعـدون أبناء قـريتهم ، وهـكـذا فإنّ كـل مَنْ سـمعه فـسّـره بما يحـلو له ويفهمه ( وهـذا شأن أيّ شعـر ، لهـذا قالوا : المعـنى في قـلب الشاعـر ) ، أما عـريف الحـفـل وكان أحـد أعـضاء اللجـنة قال لي : أراك متـأثــّراً كـثيراً .

وحـينما كـنـتُ منشغلاً بقـراءتها ، كان المحـتـفـلون يرتـشفـون كـؤوسهم وهـنيئاً لهم فإنـنا في إحـتـفال والناس تبحـث عـن فـرصة للفـرح والإستـمتاع والنكات وحـكايات الترفـيه عـن متاعـب العـمل في أيام السنة ، كـيف لا ونحـن نـحـتـفل بمناسبة عـظيمة هي ذكـرى قـيامة ربنا يسوع المسيح ، إنه واجـب أن نحـتـفل كمؤمنين ، طيّـب ومن المؤكـّـد كان البعـض الآخـر موزعـين بـين مستمع وآخـر متحـدث مع مجـموعـته وغـيرهم منشغلاً مع أطفاله وهـكـذا ، ولكن هـل تصدّقـون أن البعـض له هـواية الترصّـد مع سبق الإصرار للإيقاع بأصدقائه وحـتى في حـفلة كـهـذه ؟ .

إذا ركـلك أحـدهـم من الخـلف فأعـلم أنك في المقـدمة ..... قـل لي مَن هـم أصدقاؤك أقـول لك مَن أنتَ :

فـقـد كان ضمن إحـدى المجـموعات مثـقـف ( في نـظر الكـثيرين ) يحـمل شهادة جامعـية يستمع إلى قـصيدتي فـصاح من عـنـده (( لا تهتم سوف نـُسمِعـك القـصيدة بجـملتها )) موجّـهاً صوته إلى زميل له ــ ظـناً منه أنه ليس يسمع القـصيدة ــ جالس في مكان آخـر مستمتـعاً مع مجـموعـته بالمناسبة السعـيدة .

ولكن بعـد أسبوع لم يكـتـفِ مثـقـفـنا الشهم بذلك بل أكـّـد لزميله وبلسانه مباشرة وشاية ضدي قائلا له : ( إن القـصيدة كانت موجّهة إليك ! ) مما إستفـزّه فـتهـوّر هـذا بسلوك غـير مهذب معي عـبْرالتلفـون . فـكان ردّي عـليه بمثـل ما أوصى الرب ( باركـوا مُـضطهـديكم ) وقـلتُ له : شكـراً ! ست عـشرة مرة متعاقـبة عـلى التوالي مع كـل لفـظة قـذرة كانت تـنضح من تجـويف فـمه ، لماذا ؟ لأنـني مؤمن بأنه لا يملك في جـعـبته غـيرها . ولم يفـكـّر هـذا في الإعـتـذار مني يوماً إن كان بحـجة أو بأخـرى وحـتى كـتابة هـذه الأسطر . وهـنا أشار البعـض في حـينها قائلين لي : إن صاحـب تلك الألفاظ كان سـكـّـيراً فـلا تؤاخـذه عـلى تصرفه ! فـقـلتُ لهـم : هـل يُمكـنكـم أن تخـدعـوه وتأخـذوا منه 100$ وهـو في حالة سُـكـْـر ؟ قالوا : كـلاّ !! . إتصلتُ بالأخ المثـقـف وعاتبته فـنـكر فـعـله ، ولكـنه ! إتصل فـوراً بزميله معاتباً إياه عـلى إيصاله الوشاية لي ( مع الأسف ــ لو هـيـﭽـي رجّال لو ما لازم ) . ومن جانبي لاحـقاً أكـرمته بما هـو خـير له بناءاً عـلى توصية سليمان الملك الحـكـيم في الكـتاب المقـدس ( أمثال 21:25 ) بطريقة أثـنى عـليها الكـثيرون ولستُ نادماً عـليها ، ولكـن مجـريات الأحـداث عـلمتـني أنـني إرتكـبتُ خـطاً ! لأني لا يُمكـنـني التـنبّـؤ بالمستقـبل ، وهـو أنـني لم أتــّعـظ من توجـيهات الرب المسيح فـهـو الذي يقـول : [ لا ترموا جـواهـرَكم أمام ..... لئلاّ تدوسها بأرجـلها ثم ترتـدّ إليكم فـتمزقـكم ] . ولم أتعـلـّم من فـلاسفـتـنا وحُكـمائنا ، فها هـو المتـنبي الشاعـرالفـيلسوف يُخـبرنا عـن تجاربه في حـياته مع البشـر فـيقـول : * إذا أنت أكـرمْتَ الكـريم ملـَـكـْـتــَه وإنْ أنت أكـرمْتَ ....... تمرّدا *. وهـنا تذكـّرتُ خاطرة كـتـبْـتـُها في جـريدة - عـما كـلدايا - الغـراء في تموز 2001 : (( البعـض يلفّ نفسه بورقة - شهادة تخـَـرّج - وعـندما يغـوص في الماء ، تـتـفـتتْ فـيتعـرّى )) .





الشـيرا في عام 2000 :

وبعـد أسبوعـين من العـيد كان الشيرا ، وبسبب حـادث أليم لقـريـب لنا ، فإننا كعائلة لم نشترك في أفـراح ذلك المهـرجان ولكن اللجـنة كانت قـد طلبتْ من بعـض الرجال الذين لهـم حـضورهم الدائم في المناسبات ، مساندتها في التحـضيرات له وأنا واحـد منهم ، لـذا فـبالنسبة لي أدّيتُ دوري بالوقـوف في ( الباب النظامي ) مع أحـد المؤسّسين الأوائـل للجـنة الأخ رمزي قـلو وذلك للسيطرة عـلى دخـول المركـبات وتوزيع البطاقات التي ستجـرى عـليها القـرعة والفائزون يربحـون الهـدايا ( كما أوضحـنا سابقاً ) ثم رجـعـتُ مع الشاب فـريد ﭘـطرس حـيـدو بسيارته إلى البيت .



(( مشاركة السيد عـيسى قـلـّو )) :

زرتُ السيد عـيسى قـلـّو في داره مساء يوم الإثـنين 26/2/2007 وذكـر لي عـن مشاركاته الأدبية في مناسباتـنا السابقة ، وفي المساء نفـسه بعـثها إلى بريدي الإلكـتروني لنشرها في المكان المناسب لتاريخـها ، وهـذه مشاركـته في شيرا عام 2000 كما وصلتـني :



[ان زيلن وهم بدزالــــــي وتكليا بياون بالــــــــــــي

آن وأمــــــي كل نشواثي كو طوراني كروزا كياني



ناشي أثــي من كل براني درحقي ميوماثا حشانـــي

قاشي وشماشي مزموري وريخا بفياحا مبيبونـــــي



قلياثا دن ربانــــــــــــــي نقيريلي من زونا وداري

آني ربانــــــــــي خيلاني بشلي تكلن ملبانــــــــــي



كو لبن طاواثا دريلــــــي من حبا دمشيحا زريلـــي

او ربن هرمزثيوالـــــــي رش طور دالقوش توالي



اينح لماثا دلريوالـــــــــي وناشي ديح مبصخوالــي

بشمد دمشيحا رشموالـــي بركاثا منح ولوالـــــــــي



عجيبواثامخزيوالــــــــــي شلي وشبيلي منخوالـــي

بخيلد دمريا مبسموالـــــي كودني شمح برسوالــــيٍ]



عيسى قلو / سـدني في نيسان عام 2000

..................................................................................

حـفـلة عـيد الميلاد لسنة 2000 :

أقـيمتْ حـفـلة عـيد الميلاد عـلى إحـدى القاعات ، وبالنسبة لي لم أشترك للسبب المذكـور في الـشـيرا السابق ، وليس لدي عـنها أية معـلومات .

إجـتماع الهـيئة العـامة بتأريخ 21/1/2001 :

إجـتمعـَتْ الـهيئة العـامة للألـقـوشيين في بيت أحـد الإخـوة حـسـبما أتذكـر بتأريخ 21/1/2001 وتشكـّـلتْ الهـيئة الإدارية الجـديدة للجـنة شيرا الربان هـرمز، وكان الإجـتماع متمـيّـزاً بنقـلة نوعـية دلــّتْ عـلى وعي ناضج ، وشعـور بالمسـؤولية لدى أعـضاء الهـيئة الإدارية الجـديدة ، فـقـد تباحـثوا موضوعَ موقـف اللجـنة من إتــّـخاذ القـرارات الهامة التي تخـص الجالية في سدني وعـدم تحـمّـلها المسؤولية لوحـدها بل الهـيئة العامة كـلها هـذا منْ جهة ، ومن جهة أخـرى يصعـب دعـوة الجالية كـلها ( الهـيئة العامة ) كـلما تطلــّبتْ الحاجة إلى إتخاذ قـرار ما ، وعـليه فـقـد تم الإتفاق عـلى إخـتيار مجـموعة من الرجال يتميّـزون بالخـبرة والحـنكة والدراية معـروفـين ومقـبولين في المجـتمع ينوبون عـن الجالية ويمثــّـلون صوتــَها في الإجـتماعات ، أطلق عـليها أسم ( الهـيئة الإسـتـشارية ) وتم تسـمية خـمسة أشخـاص ، ثـلاثة منهـم موجـودين بينـنا اليوم ، والرابع إنتقـل إلى الـديار الأبدية وخامسهم أنا . ومن الجـدير بالذكـر أنّ الهـيئة الإستشارية هـذه لم يكـن عـدد أعـضائها محـدوداً بل كان يزداد تبـَعاً لإزدياد عـدد الرجال الواصلين حـديثاً منْ ذوي الخـبرة في الحـياة ، مما يدلّ عـلى إستمراريـتها أوتوماتيكـياً ، ولا زلتُ أحـتفـظ بوثيقة طـُبعَـتْ في وقـتها هي أشبـَه بـبيان إلى الجالية الألقـوشية في سدني .



حـفـلة عـيد القـيامة :

أقامت اللجـنة حـفـلة عـيد القـيامة المجـيدة في يوم 15/4/2001 عـلى قاعة Fairfield Show Ground ، وبدلاً من الفـرقة الموسيـقـية كان الـ D.J. ( وقـد قـيل لي في وقـتها أن أحـد الإخـوة الألقـوشـيّـين هـو الذي أتى بالجـهاز وأخـذ أجـرة تشغـيله له ، ولكـنه لما نشـرتُ هـذه المعـلومة في الصحـيفة المحـلية في 2006 أخـبرني الأخ الذي يهـمّه الأمـر بأن الجـهاز هـذا كان مسـتأجـراً أصلاً وأنه أخـذ تلك الأجـرة فـقـط ، والعـهدة عـلى الرواة ، وهـذه إحـدى تبعات إهـمال كـتابة المَحاضر ) ، أما المأكـولات فـكانت بإدارة أحـد المتعـهـّـدين . وصادف في تلك السنة أنّ أربعة من الطـلبة الألقـوشـيّـين الذين أنهَـوا الدراسة الإعـدادية في المدارس الأسترالية كانوا قـد قــُبـِلوا في جامعات سـدني لذلك فـقـد إستغـلّ أحـد أعـضاء اللجـنة حـضورَ طلابنا المذكـورين الحـفـلة وهـنـّأهـم بمناسبة مباشـرتهم الدوام في الجامعة ، وبـينهم اليوم حاملة ماجـستير .

(( ملحـوظة )) : في هـذه الحـفـلة ذكـرتْ عـريفة الحـفـل أسماء بعـض من أعـضاء لجـنة شيرا الربان هـرمز بإخـتصاصاتهـم مثل المهـندس فـلان .... فـكان نشازاً مما سبّـبَ إمتعاض البعـض لأنه إذا كان هـذا سياق مقـبول فـكان يُـفـتـرض أن يذكـر إخـتـصاصات الآخـرين ويقـول مثلاً : النجار الفلاني والحـداد الفـلاني والفلاح الفلاني ، وتـكـرّرتْ هـذه الظاهـرة ثانية في حـفلة عـيد القـيامة عام 2005 كـما سنذكـر لاحـقاً مع التعـليق .



شيرا عام 2001 :

في مساء السبت 28/4/2001 ذهـبنا إلى الكـنيسة واحـتفـلـنا هـناك بكلمة ( أو كـلمات ) ومشهـد تمثيلي عـن الربان هـرمز ، ثم اعـتـلى الكاهـن موقـعه ليخـطب ، فـإبـتدأ كلامه بمقـولته الشهيرة : إنّ هـؤلاء ربان هـرمز ومار گـورگـيس لم يكـونوا قـدّيسين بل أناساً مثـلنا ..... وفي صباح اليوم التالي (الشيرا 29/4/2001) ذهـبنا إلى مكان الإحـتفال الخاص بمهـرجان الربان هـرمز عـلى مروج المنتزه المعـتاد كـل سنة حـضره أكـثر من 1300 شخـص ، تضمّن الإحـتفال سحـبة يانصيب (Raffle Ticket ) ، دبكات فـولكـلورية وقـد شارك في الغـناء الفـنانة لينا صارو والفـنان نبـيل عـبود . وكان الكاهـن المذكـور مدعـوّاً ، فـلما وصل إلى مكان الإحـتفال إنطـلقـتْ الـهلاهـل وأهـازيج عـريف الحـفـل المُبالغ بها ، ويبدو أن الكاهـن كان قـد أحـسّ بخـطئه أو أنّ هـناك مَنْ نبّهه عـليه فـصحـّح الخـطأ بقـوله في الشيرا : إنّ اليوم هـو إحـتفال بذكرى القـدّيس ربان هـرمز ..... ولكن مقـولته المشهـورة ظـلـّتْ عالقة في ذهـني ولابدّ أنْ يكـون لها رد فعـل . كـنا قـد إستأذنـّـا من ذوي العـلاقة فـوزعْـنا للمحـتفـلين عـدد شهـر نيسان من جـريدة ( عـما كـلدايا ) الغـرّاء بسعـر ( 1 $ ) إلاّ أن أكـثرهـم أظهـروا سخاءاً معـنا مما جـعـلونا نحـصل عـلى كـلفة طـبع عـددها المقـبل الذي نشـرْنا فـيه خـبر الشـيرا هـذا ، مع تعـليق قـلنا فـيه : حـبّـذا لو أن الـ ( سِـعـتا – اللجـنة ) الموقـرة طـوّرتْ الإحـتفال هـذا ، نعـم جـميلة هي الدبكات والأكـلات والأجـمل أن يُضاف إليها بُعـدٌ آخـر فـيصبح مهـرجاناً .



نـشـاط آخـر مصوّر :

دعـتْ الهـيئة الإدارية لعـام 2001 الهـيئة العامة ( الجالية الألقـوشـية ) إلى إجـتماع وكان في قاعة مجاورة لمقـر جـمعـية الثقـافة الكـلدانية الأسترالية ، ومع الأسف لستُ أتـذكـّرالتأريخ ولكـنني أتذكـّر أنّ أحـد الشباب ( في عـمر العـشرين تقـريباً ) كان يصوّر بعـض اللقـطات منْ جـلستـنا بكاميرا الفـيديو- وقـد طلبتُ الفـيلم من كِلاً من والديه فـلم يستجـيبا - وسبب عـدم إستجابتهـما سوف أوضـّحه مع أمور أخـرى في قـسم آخـر من هـذه الوثيقة . بدأ رئيس اللجـنة بإفـتـتاحـية جـميلة مبـيّـناً طـموح رفاقه أعـضاء اللجـنة في تطوير عـملها خـدمة للجالية ، فـعـرضَ مجـموعة نقاط عـلى السبّورة كانت بمثابة ورقة عـمل لمناقـشـتها ، وإنْ لم تخـُـنــّي ذاكـرتي فـإنّ منْ بينها ... إنشاء نادي ألقـوشي ، لقاءات دورية شهـرية كأمسيات عـائلية مسلــّية بالـ ( بينـْگـو مثلاً أو غـيره ) ، إصدار نشرة ثقافـية .... وغـيرها لا أتذكـّرها ما لم أشاهـد الشريط السينمائي المشار إليه .



البعـض يخـطـّطون هـباءاً :

أخـذ صاحـبنا يشرح كل نقـطة عـلى انفـراد وبالتفـصيل ثم قال : والآن سنرى أياً منْ هـذه الإقـتراحات تفـضّـلون من خـلال عـملية إستفـتاء لآرائكم كي يمكـننا المضي قــُدُماً في التخـطيط لتـنفـيذ مطالبكم . وكان الجالس بجانبي رجـلاً ( واعـياً ، داركاً ، ناضجاً ، مثقــّـفاً ، مُحـباً لجاليته ، لكـنه غـير نشيط إجـتماعـياً ) فـقـلتُ له : إسمع يا فلان سترى نتيجة الإستفـتاء أنّ الغـالبية ( إنْ لم أقــُل الجـميع ) سيوافـقـون عـلى كـل الإقـتراحات ولا يعـترضون عـلى أيّ منها ! قال : كـيف يمكـن ذلك ؟ قـلتُ : سترى . ولما أجـريَ الإستفـتاء عـلى كـل مقـتــَرَح عـلى إنفـراد إمتـدّتْ الأيادي إلى الأعالى كالرماح عـلى كـل مقـتـرح دلالة عـلى الموافـقة ، فـكانت النتيجة مثلما أخـبرتُ صاحـبي . فـاستغـربَ منْ هـذا الواقع الساذج وسألني : ما الخـبر مع هـؤلاء ؟ قـلتُ له : ألا تعـرف لماذا ؟ إنّ إخـوتــَـنا أبناء جاليتـنا لا يعـرفـون ماذا يريدون ، وليس لديهم راياً ثابتاً إليه يستـندون ، وإذا كـَـوّنوا لهم فـكـرة فإنهم منها يخافـون ، وعـنها لا يدافـعـون ، وهـم يظـنـّون أنّ إعـتراضهم عـلى أيّ مقـترح سيجـلب عـليهـم الوَيلات من وراء المناقـشة ... لماذا ، كـيف ، ما هـو البديل ! لذلك فإنهم إلى أفـضل الطرق يلجأون ، وعـن الإجابة عـلى هـذه التساؤلات يـبتعـدون ، ومن هـذه الورطة التي ليس لديهـم مخـرجاً منها يتهـرّبون ، فـيقـولون مع أنفـسهم : نحـن ليس لنا فـيها ناقة ولا جـمل ، فـكـلنا موافـقـون ( أحـسن من الشيخ محـمـد عـريـبي ) .



كـلمة ( نعـم ) تحـل كـل المشاكـل :

إنهم يُدلون برأيهم كما أدلى محـمد عـريبي برأيه : ( مْوافج ) هـذا منْ جهة ومنْ جهة أخـرى - وهـذه أهـم - أنّ هـؤلاء الأخـوة يعـتقـدون ــ وهم عـلى خـطأً ــ أنّ الإعـتراض عـلى أيّ مقـترح يجـعـل منهم أناساً مكروهـين ، إنّ هـذه الأسباب جعـلتـْهم يخـتارون الإجابة المُـثلى وهي ( نعـم ) . وفي الحـقـيقة فإنّ لهم بعـض الحـق في نظريّـتهم تلك ، لأن هـذه الكـلمة السحـرية تحـلّ كـل الإشكالات تجاه البعـض من أصحاب الرُتــَب والمقاعـد ، وإذا إعـترضَ أحـدهـم فـإنّ رأيه يوصف بالمؤامرة تارة وتارة أخـرى بالإنشقاق ، ناهـيك عـن وصفات طبية يصفها المرْضى للأصحـّاء ، ( وسيأتي موقـف حـقـيقي يُـثـبتُ صحة كـلامي وذلك في إجـتماع يوم 11/3/2007 كما سنرى ) ، وأخـيراً قال مدير الندوة - وهـو أيضاً حائر مع هـؤلاء الإخـوة - : سنعـمل بما هـو مناسب . ودارتْ الأيام ولم يفـعـلوا شيـئاً ليس لأنهم قـصّروا في عـملهم ولكـن لأنهم لا يمكـنهم ولا غـيرهـم مِن عـمل شيء وليس بيدهـم شيء في مجـتمع يريد كـل شيء ولا يفـعـل شيئاً ، فالمشاريع الضخـمة تحـتاج إلى إمكانيات هـائلة ومجاميع كـبيرة مؤيدة من البشر . وأتذكـّر أنّ أحـدهـم في تلك الجـلسة وهـو الآن في دياره الأبـدية إنـتـقـد الهـيئات الإدارية كـلها بصورة عامة قائلاً : لماذا تستعـينون بمطربين من هـنا وهـناك ولا تشـجـّعـون مطربينا ؟ فـردّ عـليه أحـدهم وقال : نحـن نـلبّي طلب وذوق الأكـثرية . وقـد عـلـّـقـتُ لاحـقاً ومازحاً مع السيد الرئيس وقـلتُ له : إنكـم مقـصّرين ! قال : لماذا ؟ قـلتُ لأن جـماعـتـنا أرادوا كـل شيء وأنـتم لم تعـملوا أيّ شيء .



أنا غـير ملزم ...... ! :

هـناك من الناس مَن يـبيع الوطنيات برخـص شـنيع ، فـقـد قال أحـدهـم يوماً أن الطلاب الألقـوشـيّـين في ألقـوش يحـتاجـون إلى سيارة نقـل كـبيرة لتـنقـلهم مٍن وإلى ( ألقـوش - جامعة الموصل ) وإلاّ فـسوف يُحـرَمون من مواصلة الدراسة ( مُبالـَغ به طبعاً ) ، وعـليه يجـب جـمع الأموال اللازمة كي نبعـثها لهـم ويواصلوا دراستهم . إن هـؤلاء الوطـنيّـين وإنْ كانوا مستعـدّين للمساهـمة إلاّ أنـّهم يريدونه بشروطهـم الخاصة وهي أن يـبعـثوا هـذه المبالغ بإسمهم كي يحـصلوا عـلى أنواط لصدورهـم ورُتب عـلى أكـتافهم . ومع ذلك فـحـينما ناقـشنا الموضوع إخـتلفـتْ الآراء وكانت محـصّـلتها النهائية عـدم الموافـقة . ومن جـملة الآراء الرافـضة لهـذا المشروع ، قــَول أحـدهـم : أنا غـير ملزم عـلى ذلك ! لأنني حـرَمْتُ أولادي من الدراسة في الجامعة وبعـثـتــُهم للعـمل ، هـل تريدون أن آخـذ أتعابهم وأبعـثها لغـيرهـم كي يدرسوا ؟ لماذا لا يشتغـل أولائك مثـلما يعـمل أولادي ، خاصة وأنّ ظرفهم طارىء ؟ إنه منطق سـليم .

في الحـلقة القادمة : طيور الكـناري والزرزور + السيد الرئيس ، الله حـفـظه ، ومهّـدَ بالورود طريقه ، وأنار بالمشاعـل دروبه ، يتخـذ قـرارات فـردية دون إحـترام الأعـضاء ولكـنه أُجـبــِـرَ عـلى تـغـيـير رأيه .

Opinions