معارضو الجعفري مصرون والائتلاف يقرر اليوم

10/04/2006

أسامة مهدي من لندن : فيما فشلت لجنة ثلاثية شكلها الائتلاف العراقي الشيعي لاقناع القوى المعارضة لترشيح رئيس الحكومة الحالية ابراهيم الجعفري لتشكيل الجديدة في مهمتها فأن الكرة عادت الى ساحة الائتلاف الذي سيعقد اجتماعا في وقت لاحق اليوم لبحث استمرار الرفض واتخاذ قرار بشأن الابقاء على مرشحه او تقديم بديل عنه او ترشيح اخرين ليختار مجلس النواب الذي سيستأنف جلساته خلال الايام القليلة المقبلة واحدا منهم في وقت بدات حملة شعبية وادارية في جنوب العراق لمقاطعة البضائع المصرية احتجاجا على تصريحات للرئيس المصري حسني مبارك اتهم فيها شيعة العراق بالولاء لايران . وابلغ مصدر عراقي مطلع "ايلاف" ان اجتماعات عقدتها لجنة ثلاثية شكلها الائتلاف مع القوى الرافضة قد استمرت الى ساعة متأخرة من ليلة امس لكنها لم تتمكن من اقناع هذه بالتخلي عن معارضتها والموافقة على تشكيل الجعفري لحكومة الاربع سنوات المقبلة حيث تم تسليم رسائل مكتوبة بهذا الخصوص. وتضم اللجنة الثلاثية أعضاء الائتلاف جواد المالكي نائب الجعفري في رئاسة حزب الدعوة الاسلامية وهمام حمودي عضو قيادة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وحسين الشهرستاني رئيس كتلة المستقلين في الائتلاف فيما تضم القوى المعارضة للجعفري كلا من التحالف الكردستاني وجبهة التواف السنية والقائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي . واوضح المصدر "في حال التوصل الى رفض ترشيح الجعفري من معظم الاطراف سيتم فتح باب الترشيح لشخص جديد بديل عن الجعفري في اجتماع اليوم الاثنين. وقد اعلن زلماي خليلزاد السفير الأميركي لدى العراق أن الساسة العراقيين قد يعلنون اتفاقهم على من يتولى رئاسة الوزراء خلال اليومين المقبلين. وردا على تصريحات كيري التي أشار فيها إلى ضرورة إمهال العراقيين إلى منتصف الشهر المقبل لتشكيل الحكومة وإلا تسحب واشنطن قواتها على الفور قال خليلزاد "نأمل في أن يشكل العراقيون حكومتهم قبل منتصف الشهر المقبل ونحن نساعدهم لتشكيل حكومة فعالة، علما أن صبرنا بدأ ينفد، ولم نتوقف عن الضغط عليهم." واضاف إنه "ينبغي أن يدرك الجميع أن تشكيل أول حكومة وحدة وطنية في بلد يواجه الإرهاب أمر غير سهل، لذلك يجب التحلي بالصبر." وكشف النقاب عن أن واشنطن ستبدأ محادثاتها مع إيران حول العراق فور الانتهاء من تشكيل حكومة وحدة وطنية حتى لا تبدو بلاده وكأنها تريد تقرير مصير العراق مع إيران .وعلى صعيد اخر بدات المجالس المحلية في محافظات الجنوب العراقي بدء حملات لمقاطعة البضائع المصرية احتجاجا على تصريحات مبارك التي اتهم فيها الشيعة بالولاء الى ايران . وقرر المجلس الاستشاري لمدينة النجف بدء حملة شعبية لمقاطعة المنتجات والبضائع والشركات المصرية . وقال هادي السلامي سكرتير المجلس الاستشاري لمدينة النجف وهو مجلس شعبي منتخب إن "مجموعة من أعضاء المجلس بدأوا اليوم حملة شعبية بالتنسيق مع مخاتير المناطق لدعوة المواطنين لمقاطعة المنتجات والبضائع المصرية وشركة (عراقنا) للإتصالات." ومن ابرز البضائع المصرية المنتشرة في النجف منتجات الالبان والاجهزة المنزلية من ماركة "كريازي." وابلغ السلامي وكالة انباء اصوات العراق ان المجلس الاستشاري بدأ بالاتصال بالمجالس الاستشارية في اقضية ونواحي محافظة النجف بهذا الخصوص. واشار الى ان المجلس ينوي عقد إجتماع طاريء بعد غد الثلاثاء لبحث توجيه كتب رسمية الى مجالس كل المحافظات العراقية لدعوتها لتبني الحملة بشكل رسمي. واوضح ان هناك تجاوبا شعبيا واسعا مع دعوة المقاطعة ردا على إتهامات الرئيس المصري للشيعة . وقد هاجمت قوى وشخصيات شيعية بعنف تصريحات مبارك متهمة اياه بالحديث عن العروبة في وقت يرفع فيه العلم الاسرائيلي في القاهرة ودعت إلى مقاطعة البضائع المصرية وشددت على مطالبتها له باعتذار وقالت انه متخوف من نمو الديمقراطية في العراق .وقد دعا المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي يترأسه السيد عبد العزيز الحكيم في بيان له مبارك الى الاعتذار عن هذه الاساءة التي وجهها إلى الملايين من الشيعة العرب في المنطقة وقال ان عدم تصحيح تلك التصريحات غير المسؤولة سيؤدي الى اعتبار الحكومة المصرية غير مؤهلة للمشاركة بأي دور في أي نشاطات اقليمية كاجتماعات دول الجوار العراقي أو في مؤتمر الوفاق الوطني القادم والذي استضافت الاجتماع التحضيري له قبل اشهر . ومن جهتها، قالت الحوزة العلمية في النجف ان تصريحات مبارك تعبر عن قلقه من عدوى الديمقراطية الوليدة في العراق متفهما وهو الذي لا زال يتربع على كرسي الحكم لأكثر من عقدين من الزمن ساعيا الى توريث ابنه من بعده بشتى السبل ولو بانتخابات مزعومة كالتي جدد بها ولايته الأخيرة . وطالبت الحوزة في بيان لها العراقيين الى مقاطعة البضاعة المصرية وان يروا الرئيس المصري وطنيتهم وعروبتهم الأصيلة .