Skip to main content
معاناة النازحين في مخيمات العراق خلال رمضان بطعم الغربة وضيق العيش Facebook Twitter YouTube Telegram

معاناة النازحين في مخيمات العراق خلال رمضان بطعم الغربة وضيق العيش

المصدر: صحيفة الراية

تتفاقم معاناة النازحين في العراق خلال شهر رمضان المبارك، إذ يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة الأساسية في المخيمات التي يعيشون فيها للعام التاسع على التوالي. ويعانون من قلة توفر احتياجاتهم الأساسية للعيش الكريم، بالإضافة إلى الواقع الصحي البائس وانعدام المراكز الصحية في بعض المخيمات. كما توقف النشاط التعليمي في بعض المخيمات التي أوقفتها وزارة الهجرة والمهجرين لإجبار السكان على المغادرة.
ولا يعرف النازحون اليوم من طقوس رمضان شيئاً، وباتت آمالهم تنحصر بالحصول على سلّات غذائية محدودة تقيهم الجوع، فلا مساجد للصلاة ولا موائد رمضانية كانت تعج بها مخيماتهم في السنوات الأولى للنزوح، حيث كانت توزع لهم مساعدات جيدة من الحكومة العراقية أو من المنظمات الأممية والدولية أو من الأغنياء والموسرين حولهم، بعد أن منعت معظم المساعدات لهم في العامين الماضيين، لإجبارهم على الخروج من المخيمات.
وتعود أزمة النزوح الحالية في العراق إلى يونيو من عام 2014 حين اجتاح تنظيم /داعش/ مناطق واسعة من شمال وغرب العراق، واندلاع معارك عنيفة لاستعادتها، ما أجبر الملايين آنذاك على الهروب من هول القصف والحرب. ورغم انتهاء الحرب واستعادة المحافظات من قبضة التنظيم وعودة أغلب النازحين والمهجرين إلى مناطقهم الأصلية، إلا أن نحو مليونين من النازحين تأخرت عودتهم بسبب دمار كبير لحق مناطقهم دون تعويض حكومي يساعد على إعادة بنائها.
وبحسب إحصاء جديد أصدرته دائرة الإعلام والمعلومات التابعة لحكومة إقليم كوردستان العراق في يناير 2023 عن أعداد النازحين واللاجئين في الإقليم، فإن أكثر من 913 ألف نازح ومهجر يعيشون في أنحاء الإقليم، سواء داخل المخيمات أو عند أقاربهم أو يعتمدون على أنفسهم في توفير سكنهم، وفق إحصائية أُعدت لغاية 2022.
وقررت الحكومة العراقية إغلاق (25) مخيماً للنازحين في إقليم كوردستان شمال شرقي البلاد واتخاذ إجراءات لتأمين العودة الطوعية للنازحين. وقالت وزارة الهجرة والمهجرين إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يتابع ملف عودة النازحين بشكل طوعي وحلّ مشكلاتهم، مشيرة إلى توجه الحكومة لإغلاق ملف المخيمات، مؤكدة وجود تنسيق مع حكومة إقليم كوردستان لدمج المخيمات وإعادة من يمكن إعادتهم.
ويتوزع النازحون في إقليم كوردستان على 25 مخيما، 15 منها في محافظة دهوك و6 بمحافظة أربيل، و4 في السليمانية، حيث يواجه نازحوها وضعا إنسانيا صعبا في شهر رمضان المبارك، لاسيما في الشتاء بسبب أجواء الإقليم الممطرة والباردة، في ظل تأخر المساعدات الإنسانية المقدمة من وزارة الهجرة، وتراجع الدعم الدولي هذا العام.
وفيما يتعلق بخطة إغلاق المخيمات وعودة النازحين، أكدت إيفان جابرو وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية أن الغياب الأمني ودمار المنازل وعدم توفر الخدمات هي العوامل التي تمنع عودتهم، مشيرة إلى أن الوزارة ليست قادرة على إعادة العائلات في هذه الظروف، وأنها بحاجة إلى دعم جميع المؤسسات الحكومية لإعادة إعمار منازل العائلات النازحة وتوفير الخدمات والبنية التحتية اللازمة، بالإضافة إلى تحسين الأمن في المناطق التي يعودون إليها وحل المشاكل العشائرية التي تعرقل عملية العودة لبعض العائلات.
وأقرت الوزيرة بوجود ما يقارب 29 مخيمًا بينها المخيمات العشوائية في منطقة بزيبز وعامرية الفلوجة غربي العاصمة بغداد، التي تضم أكثر من 40 ألف عائلة نازحة وأكثر من مليون نازح، مضيفة أنها وجهت بتوزيع سلتين غذائيتين لكل أسرة من نازحي مخيم بزيبز، خلال شهر رمضان المبارك، وأكدت صعوبة الاستجابة لمناشدات النازحين بإنهاء ملف نزوحهم وإعادتهم لمناطقهم الأصلية.
من جانبه، أكد كريم النوري وكيل وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية / قنا/، أن المشاكل التي تواجهها العائلات النازحة يمكن حلها، مبيناً أن رئيس الوزراء العراقي يتابع بشكل شخصي العودة الطوعية للنازحين وحل مشكلاتهم بالإضافة إلى وجود تواصل مع إقليم كوردستان لمساعدة الوزارة في إغلاق أكثر من (25) مخيماً.
وعن أبرز المعوقات التي تواجه النازحين وصرف المستحقات المالية، قال النوري إن هناك بعض القضايا اللوجستية فيما يخص منازلهم والبعض الآخر يعود إلى الوضع الأمني، مشيراً إلى أنّ الوزارة وضعت معايير لصرف تلك الأموال، وباشرت بصرف المستحقات المالية على شكل مراحل.

 

ويقول الباحث بالشأن الاجتماعي العراقي فؤاد الشمري، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن الحكومات المحلية والاتحادية وكذلك وزارة الهجرة، أعلنت عن إطلاق عملية لغلق المخيمات وبالفعل تم غلق ما يقارب 70 بالمئة منها، لكن سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للكثير من العوائل النازحة وكذلك انعدام فرص العمل، وعدم امتلاكهم منازل خاصة، أو القدرة على العودة لمناطقهم، دفع الكثيرين منهم للبقاء في المخيمات، على اعتبار أنها أقل سوءاً من العيش على أرصفة الشوارع.
وأوضح أن عدم صرف مبالغ التعويضات لأصحاب الدور المتضررة جراء الحرب يعد سبباً رئيسياً يحول دون عودة الكثيرين لمناطقهم، كونهم لا يملكون القدرة على إعادة تأهيل أو بناء منازلهم المدمرة .
أما شريف سليمان رئيس لجنة الهجرة والمهجرين في البرلمان العراقي، فطالب الجهات المعنية بالالتفات إلى مخيمات النازحين وتقديم الخدمات الأساسية لهم، مؤكدا أنهم يعانون أشد معاناة ويجب النظر في أمرهم من قبل الحكومة.
ودعا سليمان، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، وزارة العمل والشؤون الاجتماعية إلى تكثيف برامجها في دعم النازحين ومنحهم رواتب الرعاية الاجتماعية والصحية للمعوقين وكذلك المطلقات والأرامل وكبار السن والذين هم يستحقون رواتب رعاية اجتماعية في أسرع وقت ممكن لكون هذه الفئة تستحق الدعم، مؤكدا ضرورة تقديم الخدمات الأساسية لهم والكثير من الاحتياجات الضرورية مثل مياه الشرب والكهرباء والمدارس والكرفانات الدراسية، محذراً من تدهور الواقع التعليمي جراء اكتظاظ الصفوف الدراسية للطلبة النازحين حيث يتراوح عدد التلاميذ في الصف الواحد ما بين 50 إلى 60 طالبا.
وأوضح أن منظمات المجتمع المدني بدأت بالرحيل من هذه المناطق في السنوات الأخيرة، حيث كانت توفر بعض الدعم لهم هناك في السنوات السابقة.
وطالب رئيس لجنة الهجرة والمهجرين في البرلمان العراقي، الجهات الحكومية، وبالأخص رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزارة الهجرة والمهجرين، بدعم مخيمات النازحين بالخدمات الأساسية وإيجاد حل جذري ينهي مشاكلهم ويمكنهم من العودة لمناطق سكناهم.

Opinions
الأخبار اقرأ المزيد
• السيد وليم وردا رئيس شبكة تحالف الاقليات العراقية يلتقي القائم بأعمال السفارة الكندية في بغداد • السيد فلاح الالوسي من منظمة سلام الرافدين يشارك في اللقاء • التركيز على ما تم انجازه في ورشة باكو بشأن مشروع حماية التنوع ومنع التمييز الهجرة تعلن عودة 100 نازح إيزيدي إلى سنجار الهجرة تعلن عودة 100 نازح إيزيدي إلى سنجار أعلنت وزيرة الهجرة والمهجرين إيڨان فائق جابرو، اليوم الثلاثاء 8، عودة (100) نازح إيزيدي من مخيمات النزوح الى مناطق سكناهم الأصلية في سنجار. اليوم السنوي للشهيد الاشوري • منظمة حمورابي لحقوق الانسان تصدر بيان بالمناسبة تدعو فيه الى وضع حد للجرائم التي ترتكب ضد الاقليات • حمورابي : كفى قتلا وتهميشا وعزلا واقصاء واهمالا للمكونات العراقية الاصيلة شخصيات وهيئات عراقيــة عديدة تعتـــــذر من القيـــــــام بمراسيم عيد الفطر تضامنا مع المكون المسيحـي العراقي. شخصيات وهيئات عراقيــة عديدة تعتـــــذر من القيـــــــام بمراسيم عيد الفطر تضامنا مع المكون المسيحـي العراقي. اعتذرت فعاليات سياسية وشخصيات ومنظمات مجتمع مدني وهيئات إسلامية عراقية عديدة من تلقي التهاني لمناسبة عيد الفطر ، كما امتنعت أيضا عن تقديم هذه التهاني تضامنا مع المكون المسيحي العراقي
Side Adv2 Side Adv1