Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

معاني ودلالات زيارة المطران بشار وردة للمدارس السريانية في عنكاوة

جامعة يونشوبنك – السويد
leon.barkho@ihh.hj.se

مقدمة

كانت زيارة ميمونة تلك التي قام بها المطران بشار وردة رئس أساقفة اربيل لكنيسة المشرق الكلدانية للمدارس السريانية في مدينة عنكاوة (رابط 1). لقد أثلجت هذه الزيارة صدور كل مثقفي شعبنا الواحد بتسمياته المختلفة لا سيما الكلدان منهم.

زيارة المدارس والإهتمام بها من قبل المسؤولين وأصحاب الشأن ليست بالأمر الغريب حيث يتطلب من صحفي واستاذ جامعي كتابة مقال منفصل عنها. هكذا زيارات تعد من المسلمات عند الشعوب المتمدنة.

بيد أن الزيارة هذه تعد فتحا بالنسبة لنا نحن الكلدان لا سيما الجناح الوحدوي بيننا والذي يمثل الغالبية العظمى من أبناء شعبنا.

العودة إلى الجذور

زيارة المطران بشار وردة تأتي بعد أن نسي الكثير منا نحن الكلدان أو تغاضى عن تراثه ولغته وثقافته وأدبه وراح يقلب صفحات تاريخ ولغة وثقافة أمم لا صلة لهم بنا، مقلدين بذلك الصحوة المتأخرة التي ظهرت لدى أبناء شعبنا من الأشوريين من الذين يتصورون أنهم أبناء وورثة أشور وليس ورثة التراث والحضارة واللغة السريانية.

أن يفعل الطارئون والإنقساميون ذلك فهذا تحصيل حاصل لأنهم لا يدركون أهمية ومكانة هذه اللغة في الحضارة الإنسانية ودور العلوم التي تكتنفها والعلوم التي نقلتها في الحفاظ على هذه الحضارة من الضياع.

يقفز الإنقساميون والفئوييون من ابناء شعبنا فوق وعلى هذه اللغة لأنها ترعبهم وتشخص أخطاءهم وخطيئتهم التي لا تغتفر في تهميش وتفتيت وتقسيم شعبنا.

وكعالم لغة أضفي دلالات ومعاني كبيرة على زيارة المطران للمدارس السريانية في عنكاوة وأمل أن أكون مصيبا في ما أنا ذاهب إليه في هذا التحليل.

لغتنا سريانية

هذا المطران الشاب يقول لنا في هذه الزيارة أن لغتنا – نحن الكلدان الأشوريين السريان – لغة واحدة إسمها السريانية وليس الأشورية الغربية او الأشورية الشرقية او الكلدانية كما يحلو لبعض الطارئين على ثقافتنا تسميتها. على مثقفي شعبنا عدم السماح لهؤلاء تشويه إسم اللغة التي تجمعنا كما حدث وفي غفلة منا إلصاق أسماء غريبة على كنيستنا المشرقية وصارت هذه الأسماء مثار جدل وإنقسام أدى إلى تفتيت وتهميش دورنا الحضاري ومكانتنا بين الأمم.

من وجهة نظري أن مطراننا الشاب الذي لم تمض على رسامته عدة أشهر شغوف بهذه اللغة ومهتم بالمدارس التي تقوم بتدريسها. لذا أمل أن تستمر هذه الزيارات وأن تلقى كل المؤسسات السريانية من المدارس والمديريات والأقسام الجامعية مزيدا من الإهتمام من قبلنا نحن الكلدان لا سيما كنيستنا وأساقفتنا.

أول زيارة

وإن كانت هذه أول زيارة من نوعها – حيث لم يحدث أن قام رجل دين كلداني بمثل هكذا زيارة سابقا – نأمل أن نرى مطارنة أخرين يحذون حذو المطران بشار وردة وأن يساهموا في رفد ودعم هذه المؤسسات.

فأنا على إتصال بقسم اللغة السريانية في جامعة بغداد ويحزنني القول أن هذا القسم والذي أعتبره نبضنا الثقافي لم يحظ حتى هذه اللحظة بزيارة أي مسؤول من أبناء شعبنا من العلمانيين والأكليروس رغم الدعوات التي توجه لهم في المناسبات مثل المؤتمرات والدراسات التي يعقدها او بمناسبة حفلات التخرج.

وينطبق الأمر أيضا على مديرية الثقافة السريانية في إقليم كردستان العراق. فهي ايضا نبضنا الثقافي فيها تتمثل وحدتنا وكوننا شعب واحد لايقبل القسمة والطرح. هذه المديرية يجب دعمها وزيارتها.

مستقبل كنيسة المشرق الكلدانية واللغة السريانية

وأكثر ما أثلج صدري هو الحدس الذي راودني فور قرأتي لنباء الزيارة. هذا الحدس مفاده أن هناك في كنيسة المشرق الكلدانية رجال دين كبار بودهم الحفاظ على هوية وخصوصية هذه الكنيسة والتي من غير الممكن الحفاظ عليها من الضياع إن لم نعد إلى لغتنا الجميلة.

بمعنى أخر، يقول لنا هذا المطران الغيور كفى تعريبا وكفى تكريدا وكفي انكلزة (من الإنكليزية). علينا نحن الكلدان أن ننفض غبار التعريب وكل ما هو دخيل على تراثنا ولغتنا وثقافتنا. وكي أكون أكثر صراحة، يقول لنا المطران في هذه الزيارة التي إستقبله فيها التلاميذ بالنشيد السرياني الخالد – صلوثاخ أوون – ان كتاب الصلاة – الحوذرا- وأن الطقس والليتورجيا السريانية جزء مكمل لوجودنا وهويتنا وان كنيسة المشرق الكلدانية ستضيع وتندثر إن غادرت هذا التراث.

ونأمل أن يقرن المطران زيارته للمدرسة السريانية بأفعال على أرض الواقع في أبرشيته والتي هي واحدة من أكبر ابرشيات كنيسة المشرق الكلدانية في العراق. في هذا الصدد أمل أن يصبح تدريس اللغة السريانية والتراث الكنسي السرياني الذي لا مثيل له في العالم بقدمه ومعانيه وتنظيمه وموسيقاه جزءا من فعاليات الخورنات وأن يصبح هذا الأمر واحدا من الأمور الأساسية عند التقييم.

دعوة لتدريس اللغة السريانية

ويجب أن لا يقتصر تدريس اللغة السريانية على أبرشية المطران بشار وردة. كل الأبرشيات والخورنات الكلدانية في داخل العراق وخارجه عليها القيام بخطوات حثيثة لتدريس هذه اللغة وإبراز نشاطات كهذه في الإعلام.

الزيارة تدعونا نحن الكلدان إلى دعم كل جهد يسهم في إعلاء شأن هذه اللغة والحفاظ عليها من الإندثار. على الأباء تشجيع أبنائهم على الإنضمام إلى هذه المدارس إن كانت ضمن رقعهم الجغرافية وعلينا جميعا صغارا وكبارا الدخول في الدورات التي تعد من قبل الكنيسة او غيرها من المؤسسات لتدريس هذه اللغة لا سيما في المهجر.

وأملي كبير أن لا يقتصر وجود المدارس السريانية في داخل العراق فقط. علينا التفكير مليا في فتح مدارس سريانية في الأصقاع التي هاجرنا إليها.

وكلي أمل أن أرى المطران بشار وردة مع أشقائه من الأساقفة الأخرين من الكلدان الأشوريين السريان وهم يضعون حجر الأساس للجامعة السريانية في بغديدا في المستقبل القريب.

هويتنا لغتنا

إذا تكلمنا عن هويتنا الكلدانية أو وجودنا ككلدان فهذا لن يتم إن لم نتشبث بهذه اللغة وتراثها وفي اللحظة التي نفعل ذلك نكتشف أننا – الكلدان اشوريين السريان – شعب واحد.

كل من يقول أنه كلداني ولا يحب هذه اللغة ولا يفضلها على أية لغة أخرى إن كان من العلمانيين أو الأكليروس يكذب في قوله هذا. لأن ليس هناك شعب يدّعي الوجود ويحمل هوية خاصة به لا يحب لغته. والأخوة الأكراد خير مثال على ذلك حيث نفضوا غبار التعريب عن أنفسهم بوقت قياسي بعد سقوط نظام صدام حسين في 2003.

كلمة عتاب

وليسمح لي القراء الكرام أن أعاتب نفس ككلداني ومعي كل الكلدان من أننا على وشك فقدان هويتنا لأن أغلبنا لا يحب اللغة القومية وتراثها وثقافتها. اللغة هي أم العلوم، لولاها لا وجود لأي شعب كان.

فهل ستوقظ زيارة المطران بشار وردة فينا هذا الحب ونبدأ بنفض غبار التعريب عن كنيستنا اولا وعن أنفسنا ثانيا؟

-------
رابط 1

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,447585.0.html
Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
رؤية أولية للحوار حول الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في إقليم كردستان العراق وسبل معالجتها / الحلقة الثانية توفير مستلزمات الرؤية الواقعية للتنمية الاقتصادية في الإقليم قبل التطرق إلى إستراتيجية التنمية والمهمات التي تواجه إقليم كُردستان نشير إلى عدد من قبولنا للآخر .. هو الحل لمشاكلنا .. في الأكثرية من الدول المتقدمة والسائرة في الطريق الصحيح للديمقراطية .. مبدأ قبول الآخر والأعتراف به هو أساس مجتمعاتها ومراتب تطورها .. الطبقة السياسية في العراق تتحاور عبر المفخخات والعبوات الناسفة تشكلت الدولة العراقية الحديثة في سنة 1921 من قبل بريطانيا وعلى خلفية تفكك الأمبراطورية العثمانية ، وتتويج الملك فيصل الأول ملكاً على العراق ، يمكن كركوك: الشرطة تنفي الاستهداف السياسي للمسيحيين.. وترجح الأسباب الجرمية شبكة اخبار نركال/NNN/الشرق الاوسط/ العثور على جثة مسيحي مختطف.. ومسؤول محلي لـ«الشرق الأوسط»: الحكومة تعتم على الأخبار.
Side Adv1 Side Adv2