Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

معذرة استاذ سركيس آغاجان دمج تسمياتنا يفقدها إصالتها التاريخية

برأيي لا احد يعترض على أهمية الوحدة بين مكونات شعبنا ، والأسهاب في شرح اهمية الوحدة وضرورتها بات مملاً ، لكن يمكن الحديث عن مفهومية وجدلية الوحدة والجانب الذي ينظر منه الى هذا المصطلح وأنماط المعايير التي يوظفها المحلل في رؤاه .

إن حكاية الأب الذي جمع اولاده وكسر امامهم اعواد الخشب العشرة واحداً واحداً ، ثم عصى عليه كسرها بعد جمعها سوية ، يستخدمه كل ذي حجة حسب مآله ورؤيته .

كان للأكراد موقفاً مشرفاً حين ذكروا في مسودة برنامج الدستور تسمية شعبنا المسيحي بالكلدان والاشوريين والأرمن ، وإن المآخذ على هذه التسمية هي غياب تسمية السريان في اولاً من المادة السادسة .

لقد ورد الأعتراض على هذه الوثيقة من قبل الأستاذ سركيس اغا جان باعتبار ان الحالة هذه تقسم شعبنا الى شعبين ، والتسمية المرجحة لشعبنا المسيحي هي ( الكلداني الآشوري السرياني ) والأرمني بدلاً من التسمية الشاملة لشعبنا المسيحي : الكلداني والآشوري والسرياني والأرمني .

ثمة أشكالية في حذف ( واو ) العطف بين هذه التسميات ، ففي عملية حاصل الجمع الروتينية نكون قد بدلنا الرقم أربعة من كلدان وسريان وآثوريين وأرمن ، برقم : إثنان وهم : الأرمن زائداً ( الكلدان الآشوريين السريان ) .

في حالة دمج تسمياتنا كما يرتأي الأستاذ آغاجان ، ستكون وثيقة الدستور الكردية او العراقية أمامها منح حقوق لأربع جهات حينما تكون هذه الحقوق منوطة بالكلدان والسريان والآشوريين ، والأرمن . فيما تختزل هذه الحقوق فقط للأرمن زائداً رقم غير واضح ( الكلدان السريان الآشوريين ) ، وربما يمثل واحد او صفر بالمفهوم الرياضي للمعادلة . وهكذا فإن حقوق الأربعة هي أكثر من حقوق الأثنان كاستنتاج منطقي على المعادلة .

من الناحية اللغوية ستتيه البوصلة في متاهات الدمج ولا يمكن الركون الى اتجاه هذه البوصلة ، فالآخر الذي هو الكردي او العربي او اليزيدي او غيرهم ، لا يعلم اين ترسو سفينة التسمية في هذا الدمج القسري الذي لا يدل على شئ وليس له اتجاه .

أما الواقع الموضوعي وهو الأهم :

فإن الآشوري ، من المؤكد انه يعّرف نفسه بأنه آشوري ، ومن المستحيل ان يعّرف نفسه بأنه ( كلداني آشوري سرياني ) . وهذا ينطبق على الكلداني الذي سوف لا يعرف نفسه بأنه ( كلداني آشوري سرياني ) ، ويكتفي بمصطلح الكلداني ، والسرياني والأرمني كل يعرف نفسه بمصطلح واحد فحسب ، ومن هنا فإن الدمج اللغوي التعسفي ( سرياني كلداني آشوري ) سوف لا يكون له فعل على أرض الواقع ، وسوف لا يوحّدنا ، إنما سيقضي على كل تسمياتنا بدلاً من أزدهارها .

إن هذه التسميات العظيمة قد ورثناها من انتمائنا الحضاري ، وهي تمثل الوجه المشرق من تاريخ بلاد ما بين النهرين .

أن هذه التسميات لم تفرقنا في يوم من الأيام ، نحن شعب واحد ، ومن يحترم هذا الشعب عليه ان يحترم اسمائنا ويلفظها كما هي : الكلدانيون والآشوريون والسريان والأرمن .

هذا حقنا التاريخي ، ولا يوجد شعب يتخلى عن اسمه لمتطلبات مرحلية سياسية ، فأسماءنا ينبغي ان نعتز بها في السراء كما في الضراء .

إن دمج اسماءنا بصورة قسرية سوف لا يوحدنا على ارض الواقع ، سوى أن هذه التسمية ستزيد من تسميات شعبنا تسمية أخرى وكما فعلت تسمية ، الكلدوآشورية .

إن تسمياتنا التاريخية لشعبنا التاريخي في هذه الديار هو الشعب المسيحي الواحد ، ولغتنا هي اللغة السريانية ، وتسمياتنا القومية التاريخية الرائعة هي : الكلدانية والسريانية والآشورية والأرمنية .

وإن أي تبديل او تغيير في تسمياتنا التاريخية العظيمة ، يعتبر تجني على التاريخ ، وهذا ما لا يقبله الأستاذ سركيس آغاجان او غيره من المسؤولين في هذه المرحلة .

إننا بحاجة الى تثبيت حقوقنا اللغوية والأقتصادية والسياسية والعيش بأمان واستقرار في أرضنا وذلك بمنحنا ( حكم ذاتي ) وإدارة ذاتية ، هذا ما ينمي الأعتزاز بالشخصية والذات ويوطد المشاعر الأنتمائية الى هويتنا الأصيلة . إن منح الحكم الذاتي لشعبنا ليس بمعضلة كبيرة بالنسبة الى حكومة أقليم كردستان او على الحكومة العراقية في بغداد .

حبيب تومي / اوسلو
habibtomi@chello.no

tomihabib@hotmail.com

Opinions