معظم العراقيين يرون أن الأميركيين سيحتفظون بقواعد بعد رحيلهم
08/02/2006واشنطن - طلحة جبريل - وكالات : أبانت نتائج استطلاع للرأي أجري في العراق، أن معظم العراقيين يرون أن القوات الاميركية لن تنسحب من بلادهم حتى لو طلبت حكومة عراقية ذلك, في حين تعتقد أغلبية ساحقة من العينة التي شاركت في الاستطلاع، أن الاميركيين لن ينسحبوا كلية بل سيحتفظون بقواعد عسكرية دائمة. وكان الرئيس الاميركي جورج بوش والذي أكد في وقت سابق «أن قرار تخفيض القوات الاميركية في العراق لن يتخذه السياسيون في واشنطن بل القادة في الميدان». وبدا من خلال الاستطلاع تباين حاد في المواقف بين الشيعة والسنة حول استقرار البلاد، في حين كانت مواقف الاكراد أقرب الى مواقف الشيعة. ونظم الاستطلاع برنامج مشترك بين «المركز العالمي للدراسات الامنية» في ميرلاند و«مركز المواقف السياسية»، ونشر الاستطلاع بعنوان «ماذا يريد الجمهور العراقي»، مع مقدمة تتحدث عن عدة تحديات تواجه الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، وفوق كل ذلك الشعب العراقي والحكومة المنبثقة عنه. وكان السؤال الاول الذي طرح على المشاركين هو: هل تعتقد أن الحكومة الاميركية تخطط لإنشاء قواعد ثابتة في العراق أم أنها ستسحب جميع قواتها حين تستقر الاوضاع؟ وأجاب 80 في المائة من مجموع المشاركين بانها ستشيد قواعد ثابتة، في حين أجاب 67 في المائة من الاكراد بالإيجاب و79 في المائة من الشيعة كان جوابهم نعم، أما السنة الذين يرجحون هذا الاحتمال فقد بلغت نسبتهم 92 في المائة. وكان السؤال الثاني كالتالي: لو طلبت الحكومة العراقية الجديدة من الولايات المتحدة سحب جميع قواتها خلال ستة أشهر، هل تعتقد ان أميركا ستفعل أو لن تفعل ذلك؟ أجاب 76 في المائة من المجموع بانها لن تفعل، في حين قال 77 في المائة من الاكراد بأنها لن تفعل، وكانت نسبة الذين قالوا من الشيعة إنها لن تفعل أقل وبلغت 67، لكن أغلبية السنة أجابوا بأنها لن تفعل، وبلغت نسبة الذين يتوقعون ذلك 94 في المائة. ويعتقد معظم العراقيين ان الاوضاع الأمنية ستتحسن إذا انسحبت القوات الاميركية من العراق خلال ستة أشهر، وفي هذا الصدد توقع 67 في المائة أن تتحسن الاوضاع الأمنية للعراقيين يوماً تلو الآخر، وهناك نسبة 83 في المائة من السنة يعتقدون ذلك، في حين يرى الأمر نفسه 61 في المائة من الشيعة و57 في المائة من الاكراد. وتقول نسبة 64 في المائة إن اعمال العنف ستنخفض إذا انسحبت القوات الاميركية، ويرى ذلك 86 في المائة من السنة و66 في المائة من الشيعة، بيد أن 78 في المائة من الاكراد يرون أن أعمال العنف ستزداد. وفي معرض الجواب عن سؤال يقول: هل تؤيد او لا تؤيد (بقوة او الى حد ما) مهاجمة قوات التحالف؟ عبر 47 في المائة من المشاركين في الاستطلاع عن تأييدهم مهاجمة قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة (23 في المائة منهم يؤيدون بقوة)، وحول هذا الموضوع كانت هناك تباينات ملفتة بين المجموعات الطائفية والعرقية، إذ عبر 88 في المائة من السنة عن تأييدهم للهجمات من بينهم 77 في المائة يؤيدون بشدة هذه الهجمات، في حين يؤيد 41 في المائة من الشيعة الهجمات من بينهم 9 في المائة يؤيدونها بقوة، وحتى بالنسبة للاكراد فإن 16 في المائة يؤيدون مهاجمة قوات التحالف من بينهم 8 في المائة يؤيدونها بقوة. ويعتقد 61 في المائة من المشاركين في الاستطلاع أن اعمال العنف الطائفي ستنخفض، وحول هذه المسألة يبدو السنة أكثر تفاؤلاً، إذ تعتقد نسبة 81 في المائة منهم أن اعمال العنف الطائفي ستنخفض، وهناك نسبة 64 في المائة من الشيعة ترى الرأي نفسه، لكن 68 في المائة من الاكراد يقولون إن العنف الطائفي سيزداد. وترى أغلبية من المشاركين أن وجود مسلحين اجانب في حالة الانسحاب الاميركي سينخفض، وهذا الموقف عبر عنه 56 في المائة من مجموع المشاركين، وهو رأي 74 في المائة من السنة و64 في المائة من الشيعة، لكن 74 في المائة من الاكراد يرون أن وجود المسلحين الاجانب سيزداد. ورداً على سؤال يقول: هل تعتقد اليوم أن العراق يسير في الاتجاه الصحيح أو الخطأ؟ أجاب 64 في المائة بان العراق يسير في الاتجاه الصحيح، في حين يرى 34 في المائة أنه يسير في الاتجاه الخطأ. ويبدو التفاؤل واضحاً وسط الاكراد والشيعة، إذ يرى 76 في المائة من الاكراد أن العراق يسير في الاتجاه الصحيح وترتفع هذه النسبة وسط الشيعة لتصل الى 84 في المائة. لكن التشاؤم هو الطاغي وسط السنة، حيث يرى 93 في المائة ان البلاد تسير في الاتجاه الخطأ. وجواباً عن سؤال ما اذا كان صدام حسين يستحق العزل أم لا، مع الاخذ بعين الاعتبار المشقة التي واجهت الناس منذ الغزو الاميركي البريطاني، كان رد 77 في المائة بأنه يستحق العزل في حين أن 22 في المائة يرون أنه لم يكن يستحق العزل. وبدت الانقسامات العرقية والطائفية واضحة مجدداً حول هذه القضية، إذ يقول 98 في المائة من الناس إن عزل صدام كان يستحق المشقة والمعاناة، وهو ايضاً موقف الاكراد، حيث عبر 91 في المائة عن الموقف نفسه، في حين أن 83 في المائة من السنة يرون عكس الشيعة والأكراد أن صدام حسين لم يكن يستحق العزل. والسنة الذين قاطعوا الانتخابات التي جرت قبل سنة كانوا يعتقدون من خلال مشاركتهم في انتخابات ديسمبر (كانون الثاني) الماضي، انه ستمنح لهم بعض السلطات، لكن السنة لم يقبلوا نتائج الانتخابات والحكومة التي ستنبثق عنها، وهو ما يعني ان التحدي في العراق طبقاً لمنظمي الاستطلاع هو اقناع السنة ان العملية السياسية في البلاد ستشملهم.