Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مُعلمْ الناس ..و.. مُعلمْ النفس.!

أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم – قرآن كريم

قال أعرابي لأبنه.. أُسكتْ ياأبن الآمه .!!

فقال أبنه.. والله اِنها لأعذر منك ,لأنها لم ترض ألا حرا.!!

توصف قلوب العباد على أنها بين أصبعين,يقلبها الخالق كيف يشاء... دليل ضعف البشر.! وتبقى الحياة مستمرة لاتتوقف على أحد مهما بلغ الأبهة والهيبه.! أما التعامل مع الناس فأنه من أصعب الفنون- كون البشر يتشابهون في كثير من الصفات والأهتمامات,ويختلفون في صفات وأهتمامات أخرى- وأن رضى الناس غاية لاتدرك- وفي السلطة والجاه والثروة وعند الشدائد يحدث الأختبارالحقيقي لأخلاقيات البشر.! فالنفس الشريفة تميل نحوالعمل والخيروالعلم ,وتراعي النزاهة, وتحتمل الضررجهد ماأحتملت.؟ والنفس فيها ميول الى الشر,فأذا لم تعودها على الحق..عودتك على الباطل.؟ والحكام في بلداننا بمختلف تسمياتهم – ملوك - أمراء- رؤساء – هم بشر مثلنا, الغالب عليهم ربما سلبت من قلوبهم الخير و الرحمة ,فصارت قلوبهم مظلمة سقيمة, أخلى من جوف بعير.!! نصحهم الواعظون.... لكنهم لايجيدون القول ولايحسنون صنعاً.؟

ياأَيُّها الرَّجلُ المُعلمُ غَيرهُ ........................ هلّا لنفسِكَ كان ذا التعليمُ.؟

يذكر أن رجلاً شتم أبا ذرْ- فقال له أبا ذرْ.. ياهذا لاتُغِرق في شتمنا, ودع للصلح موضعاً, فأِنا لانكافئ من عصى الله فينا, بأكثر من أن نطيع الله فيه.!

قال دَشَليمُ الملكُ ل بيديا الفيلسوف,كما جاء في كتاب كليلة ودمنه.

أضرب لي مثلاً في شأنِ الرجلِ الذي يرى لغيره ولايراه لنفسه.!

قالَ الفيلسوفُ-أَنَّ مَثَل ذلك مَثَلُ الحمامةِ والثعلبِ ومالك الحزينِ..قالَ الملكُ..ومَا مثلهنَّ .؟

قال الفيلسوف – كانت حمامة تعمل عشها على رأس نخلة طويلة في عنان السماء.. لايمكنها من عمل العش اِلا بمعاناة وشدة وتعب لطول النخلة.! وكانت أذا فرغت من نقل العش, باضت,ثم حضنت بيضها؟ فأذا فقس البيض وأدرك فراخها.! جاءها ثعلب عند نهوض فراخها,فيقف أسفل النخلة فيصيح بها ويتوعدها أن يصعد أليها أن لم تلقي اليه أحد صغارها..فتخاف الحمامة فتلقيه اليه فيأكله.؟ فبينما هي ذات يوم وقد كبر فراخها أذ أقبل مالك الحزين,فصار على جذع النخلة, فلما رأى الحمامة كئيبة حزينة شديدة الهم.! قال لها.. مالي أراك كاسفة البال,سيئة الحال.؟ فقالت له.. يامالك الحزين..أن ثعلباً ابتليت به,فكلما جاء لي فراخ, جاء لي يتهددني ويتوعدني,ويصيح من تحت النخله,فأخاف منه,فأطرح له أحد فراخي.ّ! قال لها مالك الحزين .. نصيحتي لك ..أذا أتاك الثعلب فقولي له, لاألقي اليك فرخي, فأعمل مابجهدك,فأنك تغرر بنفسك .؟ حتى لو صعدت النخله فأني أطير وأنجو بنفسي .؟ فلما علمها مالك الحزين هذه الحيلة, طار وأستقرعلى شاطئ النهر, وأقبل الثعلب في الوقت الذي عرف أن مالك الحزين علمها الحيلة.؟ وكان الثعلب غاضباً من مالك الحزين يريد به المكيدة والأنتقام .؟ فتوجه الى مالك الحزين الى شاطئ النهر وكان واقفاً.. فقال له الثعلب..

يامالك الحزين..أذا أتتك الريح عن يمينك,فأين تجعل رأسك.؟ قال- عن شمالي..

قال له ..فأذا أتتك الريح عن شمالك..أين تجعل رأسك .؟ فقال- عن يميني أو خلفي

قال فأذا أتتك الريح من كل أتجاه ومن كل ناحية.. فأين تجعل رأسك.؟ قال أجعله تحت جناحيّ.؟ قال وكيف تستطيع أن تجعله تحت جناحك.! فأنا لاأصدق ذلك .؟ قال بلى –

قال أرني كيف تصنع,فلعمري يامعشر الطير,لقد فضلكم الله علينا.! أنكن تدرين في ساعة واحدة مثل ماندري في سنه! وتبلغن ما لانبلغ وتدخلن رؤوسكن تحت أجنحتكن من البرد والريح؟ فهنيئاً لكن ..فأرني كيف تصنع.؟

فأدخل الطائر رأسه تحت جناحه .؟ فوثب عليه الثعلب وأمسك بعنقه.! ثم قال له – تعطي النصائح للحمامة..وتعلمها الحيلة لتحمي نفسها.! وتنسى أن تعطي النصيحة لنفسك .! ثم فتك به الثعلب وأكله .؟...

وهكذا حال حكام بلداننا.. ينصحون الناس وينسون أنفسهم .. فسقطوا وسيسقطون.!!

كتب الشاعرأحمد مطرعن الحاكم الصالح ..فأجاد........

وصفّوا لي حاكماّ,.. لم يقترف, منذ زمان,فتنة أو مذبحه.! لم يكذب,لم يخن, لم يطلق النار على من ذمّه..لم ينثر المال على مدحه .؟ لم يضع فوق فم دبابة , لم يزدرع تحت ضمير كاسحه.!

لم يضطرب,لم يختبئ من شعبه..خلف جبال الأسلحه .؟

هو شعبيّ, ومأواه بسيط, مثل مأوى الطبقات الكادحه.؟ ...

زرت مأواه البسيط البارحه , وقرأت الفاتحه ..؟
Opinions