Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

معوقات الديمقراطية في العراق

ثمة من يرى ان التحول الدراماتيكي في العراق والانعطافة التاريخية التي حدثت في 9 نيسان 2003 اسهمت في صعود قوى ديمقراطية ليست ليبرالية استثمرت النصر الذي حققته الولايات المتحدة على صدام لصالحها كما ان الانتخابات المبكرة التي جرت في العراق اعقاب زوال النظام، اسهمت في صعود اكثرية قليلة على حساب اقلية كثيرة، ما اسهم في غياب الاجماع السياسي الذي لم يعق العملية السياسية فقط وانما عرقل اشكال الديمقراطية ،اذ ثمة صراع سياسي غير محسوم، ولا متبلور يتبلور، كما قال محمد عبدالجبار الشبوط في مقاله المنشور مؤخرا في جريدة الصباح.ونتيجة القمع والاستبداد الذي عانى منه العراق لسنين طويلة، وعدم مروره بتجارب ديمقراطية، كان سببا في حالة الصراع والاحتراب وتفاقم المشاكل الامنية التي يعيشها، لذلك يعتقد البعض ان اجراء الانتخابات جاء متسرعا وكان من الاولى قيام حكومة كفوءة وقوية تبسط النظام وتشيع الامن لفترة انتقالية تمتد لعدة سنوات، يتم فيها تفعيل دور القانون. فدولة قوية، وفرض القانون، يكونان شرطين متقدمين على نشر الديمقراطية،هذه المعطيات النظرية التي تتشابه مع كل البلدان التي تنتقل من الاستبداد الى الديمقراطية، لكن ما حدث في العراق ليس له شبيه على وجه المعمورة، حيث التشابك الاثني والاحتراب الطائفي، الى جانب استقتال دول الجوار، على تدمير التجربة الديمقراطية بكل الاساليب حتى القذرة منها ولم يتعرض شعب من شعوب العالم، لتدميره كالذي يجري في العراق، اذ وظفت الاموال الطائلة واعداد البهائم المفخخة من دول الجوار ذاتها الى جانب مخلوقات تأتي من موريتانيا واليمن وغيرها من البلدان العربية والاسلامية.مع استلام حطام مؤسسات دولة مدمرة، بلا جيش ولا شرطة، ومؤسسة بيروقراطية مستهلكة، كل هذه يضعنا ازاء تجربة متفردة.اذ يعتقد البعض اننا نعيش مرحلة المجتمع الطبيعي او ما قبل المجتمع المدني، وهناك رأي يقول اننا في مرحلة تأسيس الدولة الدستورية، كما يقول استاذ الفكر السياسي: عامر حسن فياض، وليس البناء الديمقراطي، فيما يقرأ قسم اخر المشهد السياسي على انه ممارسة للديمقراطية الانتخابية، وليست الديمقراطية الليبرالية، ويجب تعميق وتكريس هذه الديمقراطية.الواضح اننا نعيش المتناقضات على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، لذلك نتلمس الخلط وعدم الفهم الكثيرللوقائع والاحداث والافكار،وما يجري لايتوقف على دور العراقيين كما ينبغي او الشائع والطبيعي، الا اننا نعيش تجربة تتدخل فيها دول الجوار بقوة وتتصارع مع دول كبرى في محاولة لافشال التجربة الديمقراطية في العراق ، كل ذلك اسهم في عرقلة التجربة العراقية.

Opinions