Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مغارة علي بابا بين الإحتلال الامريكي واحتلال الوزارات

كم هو جميل ان ينعم الإنسان بالأمان والحريه والديمقراطيه وأن يشعر ان المسؤول الفلاني هو موجود اصلاً لخدمته ولتقديم افضل الخدمات وان يستمع لصوت العقل والصوت الآخر وان يتقبل هذا المسؤول او ذاك كل الإنتقادات الموجهه اليه وان يعالج ذلك بكل صدق وامانه وإخلاص, وفي حال عجزه عن ذلك فما عليه سوى التنحي وفسح المجال لمن هو أكفأ واقدر منه على تولي المسؤوليه وتحمل اعبائها كما يحصل دائماً في اوروبا حيث كثيراً مانسمع عن إستقالة هذا الوزير او المسؤول لشعوره بعدم الكفاءه او لعدم قدرته على الإستمرار في خدمة المواطنين ليترك تولي المسؤوليه لمن هو افضل منه.

ولو ضربنا مثلاً لما يحصل في العراق وما يدور من حديث حول تشبث الوزراء والمسؤولين بمناصبهم رغم عدم كفائتهم لتولي المناصب وتمسكهم بالكرسي بأسنانهم ومحاربة من يحاول ابعادهم عنه بل ورفض البعض التنحي عن الكرسي وكأن ذلك ملكاً شخصياً ورثه عن الآباء والأجداد كما حصل مع ابراهيم بحر العلوم في بداية الأمر وكما يحصل مع مسؤولين آخرين يرفضون تنفيذ الأوامر على سبيل المثال لعدم إقتناعهم بالقرارات الصادره من القيادات العليا او لأسباب طائفيه او عنصريه بالرغم من انهم جهه تنفيذيه ليس بيدها قبول تنفيذ الأوامر او رفضها مثل ماحدث مع محافظ كركوك حين رفض تنفيذ امر رئاسة الوزراء بتعيين شرطه في المدينه, وكما حدث في الجنوب في البصره حين تم اغلاق المطار وحين تم التهديد بقطع امدادات الجنوب من النفط عن بغداد والشمال في حال لم يُستجاب لمطاليبهم في إعمار المدينه بل وصل الحد الى اعلان فيدرالية الجنوب من طرف واحد في تحدٍ واضح للدوله.

ولو ضربنا بعض الأمثله على تردي الأوضاع في كل الوزارات فإننا سنسرد صفحات مُطوله لمئات الأمثله ولكن يمكن الإستغناء عن ذلك بعدة امثله والباقي يعرفه القاصي والداني.

فمثلاً وبإختصار عمل البلديات من اسوأ مايكون, فبغداد عباره عن مركز للنفايات والخدمات على انواعها سيئه ان لم توجد على الإطلاق.

اما عن الإتصالات فحدث ولاحرج حيث خطوط الهاتف مُعطله بإستثناء خطوط الوزاره وخطوط المسؤولين فإن حرارتها تكاد تلسع المُتصل ناهيك عن باقي الخدمات التي تقدمها الوزاره التي نسمع عنها والتي سنراها فقط في الأحلام.

ووزارة حقوق الإنسان يكاد يقتصر عملها على اللقاءات الصحفيه لاغير.

ووزارة الزراعه التي لم نسمع عنها انها استثمرت بعض الأراضي او قامت بزرع الحبوب في العراق بدلاً من استيرادها من استراليا وآسيا وامريكا علماً ان جودة مايُزرع في العراق من افضل مايكون, بل حتى لم نسمع شيئاً عن معالجة النخيل والمحاصيل الزراعيه من الآفات ولم نسمع عن تشجير المدن والغابات والذي اصبح العراق يعاني من التصحر جراء جرف التربه من قِبَل الامريكان كل حين لدواعي امنيه.

ووزارة النفط التي يتردى انتاج النفط في ظلها كل يوم ولم تُفكر الوزاره في الصناعات النفطيه بل الاولويه لبيع النفط ليعود الينا مكرراً وبأضعاف سعره ليكلف الدوله مبالغ اضافيه.

اما عمل وزارة الكهرباء فإن الحال يغني عن السؤال.

وعمل وزارة التربيه وهمي لدرجة قيل انه تم إكتشاف...( اكتشاف)!! الكثير من المدارس المبنيه من الطين وبمعلم واحد..... ولاتعليق.

ووزارة الإسكان والتعمير موجوده هي في الحقيقه وغير موجوده, حيث أحياء التنك والصرائف تملأ العراق بما فيها العاصمه بغداد والزائر لبغداد ومحافظات العراق يلمح وبسهوله هذه الأكواخ التي لايوجد مثيلها في افقر دول العالم, حيث لا إسكان ولاتعمير.

وهناك الكثير من الوزارات التي يكون عملها على الورق والتصريحات الصحفيه, ونختم بوزارة الداخليه التي هي من الوزارات المفضوحه في التخبط في اداء عملها والتورط في عدة اعمال مشبوهه حيث ان بيان جبر صولاغ ليس له هَم سوى الظهور على الفضائيات والسخريه من الآخرين دون عمل شيئ, فحين يُسئل عن فرق الموت ومن يريدي زي الشرطه والمغاوير وعن الإغتيالات والخطف والقتل والسلب والنهب وغيرها فإنه ينأى بنفسه عن الإجابه فقط انهم مسيطرون على الوضع وهذا صحيح جداً فهم مسيطرون على الوضع فقط حين اختُطِف اخيه واخته فقد تم تحريرهم وبسرعة البرق.

والتورط او لنقل جدلاً الإهمال وعدم الكفاءه واضحين في عمل تلك الوزاره حيث إن كانت هناك سيارات تشبه سيارات الشرطه او الداخليه وفيها من يرتدي زي الشرطه والمغاوير وعدد السيارات يصل احياناً كما يُذاع الى عشره او عشرين وربما اكثر وتقوم بخطف المواطنين وإثارة الرعب ويُقال حينها انهم مجموعه ارهابيه وليسوا من الداخليه حيث هنا يطرح السؤال نفسه خائفاً من هذا الرعب, هو اين كان الشرطه الحقيقيون؟ ومن قام بتمويه السيارات العاديه على انها سيارات شرطه ؟ واين هي الآن؟ إذ لايمكن إخفاء هذا العدد الهائل من السيارات في مكان واحد, وإن اختفت في مكان مجهول فأين عمل استخبارات الداخليه؟ وماالذي تقوم به؟

واين كانت عيون الداخليه عن من قام بتفجير الإمامين العسكريين عليهما السلام؟

وعن من بث الذعر على جسر الأئمه واين التحقيق في ذلك الذي لم نسمع عنه شيئاً؟

واين كانت عيون الداخليه عن تفجير الكنائس والمساجد والحسينيات والمدراس؟

واين هي مهمة الداخليه في حفظ الأمن في العراق؟ انها لاتقوم بشيئ اطلاقاً. فالعنف في اوجهِ في العراق ولم يبق نوع من الجرائم إلا وحدث في العراق, والعجيب ان كل الجرائم تتكرر وبنفس الطريقه دون معرفة الجهات التي قامت بذلك, فأحياناً التكفيريين ولم يُعدم منهم احد من الذين قُبِض عليهم لحد الآن, اواتباع النظام السابق كما يُقال ولم يُقبض على احد منهم فهل هذا غباء ام تواطؤ ام تورط ام تمويه ام ماذا؟

والأسئله الكثيره تطرح نفسها عن سبب وجود غير أكفاء او قديرين في تولي مناصب وزاريه حيث لاحل ولاحلول ولاعمل ولا جدول اعمال ولاهم يحزنون, وليس هناك من يقوم بعمل يستحق ان يُقال حتى ان هذا يعمل, وإن الأمثله كثيره بل كثيره جداً والعراق يئن من سيطرة احتلالين احدهما امريكي والثاني احتلال الوزارات حيث احدهما اتعس من الآخر فالاول احتلال بعينه جاء ليسرق العراق ويقيم القواعد الدائمه فيه, والثاني من المفروض ان يكون في خدمة الشعب ولكن من الواضح جداً انه احتلال فرض نفسه بإسم الوطنيه فخدم نفسه وترك العراقيين في البلاء, حيث الرشاوى والسرقات ونهب المال العام والفساد الإداري والصفقات المشبوهه والتآمر على البلد وغيرها من المصائب ليست إلا امثله حيه على فساد الوزراء ومايقومون به, كما ان الحمايه الكبيره التي يتمتع بها كل مسؤول في الدوله سواء مدير عام او وزير تُكَلِف الدوله الكثير من مليارات الدولارات سنوياً دون ان يقوم هؤلاء بعمل ما, إذ ان هؤلاء كالعاطلين عن العمل وكلصوص او زعماء عصابات ولكن بشكل رسمي, ويتمتعون بحمايات مُشدده وبرواتب خياليه ومخصصات مفتوحه وخزائن وزاراتهم بلا رقيب لقرابتهم او مصاهرتهم هذا الزعيم او ذاك, فهُم والأمريكان من فُتحت لهم مغارة علي بابا ولن يتنازلوا عن تلك المغاره ولا عن مناصبهم لأحد, ولكن متى ياتُرى سيكتفي هؤلاء عن سلب تلك المغاره؟ Opinions