Skip to main content
مقابر ديالى مصدر معيشة وملتقى للمتخاصمين Facebook Twitter YouTube Telegram

مقابر ديالى مصدر معيشة وملتقى للمتخاصمين


تجذب أغلب المقابر في محافظة ديالى العشرات من الباعة المتجولين والمتسولين خلال الأعياد والمناسبات الدينية، بحثا عن مصدر رزق واستثمار العاطفة الجياشة التي تجعل أغلب زوار قبور أحبائهم وأقاربهم، أكثر سخاء.

ولا يقتصر طقس زيارة القبور على المنفعة المادية فقط، بل أنه يلعب دوراً في إعادة العلاقات الأسرية والاجتماعية التي قد تكون تأثرت بسبب خلافات أو خصومات ومشاكل لا تكاد تخلو منها أسرة، هذا ما يقوله عدد من باعة وزاور مقبرة الشريف الذين التقتهم "السومرية نيوز".

الموتى مصدر معيشة

ويقول إبراهيم باسم (40 عاماً)، وهو بائع سكائر متجول، في مقبرة الشريف (5 كم شمال شرقي بعقوبة)، "العشرات من البائعة المتجولين يتجهون في عيد الأضحى المبارك وغيره من الأعياد والمناسبات الدينية، إلى المقابر ومنها مقبرة الشريف لبيع بضائع مختلفة كالبخور وماء الورد، والأطعمة والمشروبات والحلويات إضافة إلى السكائر".

ويضيف وهو يعلق على صدره لوحاً خشبياً تصطف فيه أنواعاً مختلفة من السكائر، "المقابر تجذب البائعة لأنها توفر لنا مصدر رزق جيد، خاصة وأن الوضع النفسي للزوار يدفعهم إلى السخاء".

لحن القبور

أما شاكر قاسم، شاب في منتصف العقد الثاني من عمره، يبيع البخور والماء في أطراف مقبرة الشريف، يعتبر أيام عيد الأضحى "موسماً جيداً للباعة المتجولين".

ويشير إلى أن "قضاء ساعة وسط القبور أمر صعب للغاية، فهناك لا تسمع غير العويل والنحيب الذي نعتبره لحن القبور الدائم، إلى جانب ما نسمعه من قصص وفواجع عما تعرضت له بعض الأسر بسبب أعمال العنف والقتل العشوائي".

تسول

أبو احمد (50 عاماً)، متسول يفترش الأرض بالقرب من قبر لأحد ضحايا الحرب العراقية الإيرانية، في مدخل مقبرة الشريف، يضع أمامه قطعة قماش عليها بعض آلاف من الدنانير، يقول "نأتي إلى المقابر على أمل أن نحظى بعطايا أهل الكرم، نحن فقراء جدا وأملنا بعد الله بمن يكرمنا حتى نضمن شراء الطعام لأطفالنا ونسائنا".

ويؤكد "العديد من المتسولين يأتون إلى مقبرة الشريف باعتبارها الأكبر في ديالى وتستقطب آلاف الأسر في عيد الأضحى وغيره"، مضيفاً "الوضع النفسي للناس يتغير ما إن تطأ أقدامها أرض المقبرة فيكون كرمهم مضاعفاً".

لم الشمل

أما حسين عبد القادر، وأحمد جاسم، فهما أبناء عمومة فرقهما خصام عائلي لنحو خمسة أعوام متتالية قبل أن يجمعهما زيارة قبر عمهما في أطراف مقبرة الشريف الذي توفي قبل 4 أشهر بتفجير أحد المساجد في بعقوبة".

ويوضح عبد القادر (45 عاماً)، "خصومة عائلية فرقت بيني وبين أحمد ابن عمي لنحو خمسة أعوام، رغم أننا عشنا كأشقاء منذ نعومة أظافرنا، لكن ما الحيلة، دخلت المشاكل وفعلت فعلها".

ويستدرك "لكن زيارة قبر عمنا الذي نكن له الاحترام والتقدير كانت سبباً لعودة علاقتنا إلى ما كانت عليه، فتجاوزنا خلافاتنا وعاد الوصل بعد قطيعة".

ويلفت عبد القادر، وهو موظف حكومي، إلى أن زيارة القبور "لم تعد واجب ديني بل أصبحت موعداً للقاء الأسر التي فرقها الزمن وتباعدت عن بعضها لأسباب مختلفة منها الطائفية والغربة وضيق الحال".

وتعد مقبرة الشريف إحدى أكبر المقابر في محافظة ديالى، ويعود تاريخها إلى قرون عدة، وتضم قبوراً لأولياء ورجال صالحين وشخصيات بارزة.

 

Opinions