Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مقابلة مع الأب الراهب دنخا عيسى رئيس دير السيدة في القوش

في البداية نرحب في اوسلو بالأب الراهب دنخا عيسى عبد الأحد رئيس دير السيدة حافظة الزروع في القوش ونشكره باسم نادي بابل الكلداني في النرويج وباسم خورنة مار يوسف على تلبية دعوتنا لزيارة هذه المدينة وإقامة قداس لجاليتنا .
يقول رابي دنخا :
((أن اوصّل صرخات وألم شعبي المضطهد لكي أعود وأقدم بقدر المستطاع عون وتاييد اخوتهم المؤمنين في المهجر. ولا ننسى يد الرهبنة الممدودة وأبواب دير السيدة في القوش التي فتحت على مصراعيها واحتضنت بقلب حنون العوائل التي هجرت قسرًا من مدينة الموصل. ))
السؤال الأول :
نريد ان يتعرف القاريء على الأب دنخا عيسى.
في البداية أعرف نفسي للقراء الأعزاء: أنا الأب الراهب دنخا عيسى من مواليد 1965 دخلت الرهبانية الأنطونية الهرمزدية الكلدانية عام 1995 تخرجت من جامعة اوربانيانا بدرجة بكالريوس في اللاهوت عام 2003 ارتسمت كاهناً عام 2004 حاليًا رئيس دير السيدة في القوش وفي نفس الوقت اعمل كمدبر ثاني في مجلس المدبرين.
السؤال الثاني :
في اوسلو ستقيمون قداسًا حسب الطقس الكلداني، وهل هناك اهداف اخرى لهذه الزيارة اضافة لأقامة القداس ؟
استجابةً لطلب المؤمنين وحاجاتهم للخدمات الروحية، التي يفتقرون اليها ولقلة الكهنة وصعوبة تغطية الخدمات الكنسية، لجميع المؤمنين المنتشرين في العالم، وبشكل خاص في اوربا لبيت طلبهم بكل فرح، واغتمنت فرصة وجودي معهم لأشاركهم بقداس الهي وصلوات من أجل شعبنا العراقي، الذي يعاني من ويلات الأرهاب، وخصوصًا شعبنًا المسيحي المضطهد في ارضه، ومدينته التي هجر منها قسرًا. لأنه من خلال القداس نحيا ونتحد بالرب يسوع المسيح، ونكون شهودَا لقيامته للعالم كله. اضافةً للقداس اقوم ايضًا برتبة العماذ لثلاثة من اطفال الجالية في اوسلو. نعم هناك أهداف أخرى من زيارتي، الا وهي زيارة المؤمنين والاطلاع على حاجاتهم الروحية حيث قمت بزيارة بعض المرضى في السويد. بعد ذلك ألقيت محاضرة بعنوان كنيسة الشتات طموحها ومستقبلها. كما قمت بعددة قداديس وعماذ لجاليتنا في يونشوبنك (السويد) والهدف الأهم هو حث المؤمنين في المهجر ان يقفوا بجانب اخوتهم، الذين يقتلون ويشردون ويضطهدون، من اجل ايمانهم وحقهم وحريتهم في العيش الكريم . كما طلبت من بعض الأخوة المسؤولين أن يتصلوا بالمنظمات والجمعيات الأنسانية لكي يتسنى لي أن اوصل صرخات وألم شعبي المضطهد لكي أعود وأقدم بقدر المستطاع عون وتاييد اخوتهم المؤمنين في المهجر. ولا ننسى يد الرهبنة الممدودة وأبواب دير السيدة في القوش التي فتحت على مصراعيها واحتضنت بقلب حنون العوائل التي هجرت قسرًا من مدينة الموصل.
السؤال الثالث :
من يعيش اليوم في الدير من الرهبان والقسس والمستخدمين ؟
لدينا في الدير خمسة كهنة بضمنهم الرئيس العام الأنبا جبرائيل كوركيس الذي يشرف على ادارة ومتابعة الرهبانية روحيًا وثقافيًا. والأب دنخا عيسى رئيس دير السيدة الذي يشرف على متابعة الدير من الناحية الروحية والعملية وسير الأمور الخدمية الأخرى. والأب ايوب شوكت الذي ارتسم مؤخرًا مسؤول الأيتام يساعده الأخ سعد واما بقية الأباء يقومون بخدماتهم الروحية للدير وكنائس ابرشية القوش.اما عن المستخدمين لدينا عائلة تعمل في المطبخ وأخرى تعمل في الغسيل وسواق وحراس.
السؤال الرابع :
كم عدد الأيتام في ميتم دير السيدة ؟ وماذا تقدمون لهذه الشريحة المهمة من اطفال شعبنا حيث تقطعت بهم السبل ؟
يحتوي دير مار يوسف للأيتام 20 يتيمًا، من مختلف الطوائف المسيحية، والتي دفعتها الظروف القاهرة وبشكل خاص الأرهاب، الذي خطف وقتل الكثير من الأباء والأمهات، اللواتي تركن (اطفالهم دون رعاية ومأوى. فأصبح الدير بيتهم الجديد والأباء والأخوة اهلهم، وأحبائهم مجسدين قول الرب يسوع المسيح دعوتكم أحبائي. اذن هم ليسوا ايتام بل ابناء الدير، الذي يقدم لهم كل وسائل العيش الكريم، من التعليم في المدارس، وتوفير كافة مستلزماتهم الدراسية، وممارسة مواهبهم الفكرية والرياضية، مثل الرسم والموسيقى وبقية الألعاب. كما يقوم الأباء والأخوة الرهبان بتعليمهم، وارشادهم دينيًا وخلقيًا لكي ينموا في القامة والنعمة.
السؤال الخامس :
ماذا كان دور دير السيدة في استقبال النازحين من الموصل بعد عمليات القتل والتهجير التي طالتهم في الأونة الأخيرة ؟
لا أحد ينكر دور ديرنا المشرف، في استقبال اكثر من خمسين عائلة، والتي نزحت من مدينة الموصل بسبب القتل على هويتهم المسيحية، كما قال لهم الرب يسوع المسيح من اجل اسمي تضطهدون. ففتح الدير لهم قلبه قبل ابوابه فأصبح الدير ملجأً آمناً لجميع المؤمنين. فشاهد العالم كله على شاشة الفضائيات تلك العوائل المبتلية على امرها تملأ الغرف وساحة الدير بأطفالها وشيوخها الذين هربوا من الموت المحتم. واليوم التاريخ يعيد نفسه كلنا نعرف الخدمات والمواقف البطولية، للأباء والأخوة الرهبان في جميع الحقب التاريخية التي عصفت في تاريخ كنيستنا الشاهدة والشهيدة لكلمة الله. فالدير منذ ذاك الزمان والى يومنا هذا يقدم يد العون، لكل من يطرق ابواب الدير من الفقراء، والمساكين فكان مأوى لكل عابر سبيل ولكل فقير وجائع، والكثير من ابناء القوش يتذكرون المجاعة والقحط الذي كان يحدث آنذاك بسبب قلة الأمطار والآفات الزراعية أو الهجومات البربرية، والأزمات السياسية التي كانت تحدث في المنطقة بين اونة وأخرى، فكانوا دائمًا يلتجؤن إلى الدير لسد احتياجاتهم اليومية. وإلى اليوم يتحدث الكثير من ابناء القوش والأخوة اليزيدية السلات المملوءة من الخبز الحار والتي كانت توضع امام باب الدير الخارجي. ولا ننسى الدير وابنائه الرهبان يصلون ليل نهار راكعين، وايديهم مرفوعة لله الأب من اجل شعبهم العراقي بكل اديانه واطيافه طالبين الأمن والسلام لكي يعيش الجميع بالمحبة والخير وهذا هو شغل الشاغل لكل راهب كرس نفسه من اجل الأخرين .
السؤال السادس :
ماذا عن دير الربان هرمز التاريخي؟ وماهي خططكم المستقبلية لهذا الصرح التاريخي العظيم؟
نعم دير ربان هرمزد هو صرح تاريخي عظيم، وله دور فعال في تاريخ الرهبانية وكنيسة المشرق تخرج منه رجال عظماء في الإيمان والفضيلة والعلم وهذا ما يشهد له التاريخ. لدينا طموحات وخطط مستقبلية، لإعادة الحياة الديرية لهذا الصرح العظيم، الذي جدد بنائه في الفترة الأخيرة بمساعدة الأخ الجليل الأستاذ سركيس اغا جان جازاه الله خيرًا. هناك الكثير من المشاريع من الناحية الروحية والعمرانية. فمن الناحية الروحية نأمل أن يكون الدير محطة للرياضات الروحية والنشاطات الدينية ومركزًا للصلاة والتأمل. أما من الناحية العمرانية، هناك مشروع بناء بوابة خارجية لكي نمنع دخول الذين يتسربتون، ويعبثون بقدسية المكان. واعادة تبليط الشارع المؤدي الى الدير الأعلى ومن ثم حفر بئر ارتوازي لسد حاجة الدير من مياه الشرب، ومد شبكة المياه لسقي المزروعات والأشجار التي ننوي أن نزرعها على طول الوادي.
السؤال السابع :
هل لنا أن نعرف شيئأ عن علاقة الدير بألقوش؟ اقتصاديًا ثقافيًا.. ؟
لا يمكننا أن ننكر مدى وقوة العلاقة التي تربط الدير بالقوش. لا يمكن ان نتكلم عن الدير دون أن نذكر القوش فالدير والقوش كلمتان مترادفتان وهذه العلاقة تمتد جذورها في عمق التاريخ لأن غالبية الناس في القوش لديهم قصة وموقف انساني وايماني في الدير. هناك الكثير من عمل وقدم خدماته للدير وهناك من التجأ إلى الدير في وقت المحن والصعاب، وهناك من استجابة صلواته وطلباته. اذًا الدير كان ولا زال قلعةً حصينة لأهالي القوش. وبالتأكيد ساعد الدير في معيشة الكثير من العوائل التي عملت ولا زالت تعمل في الدير ولا ننسى الأراضي الزراعية الشاسعة التي تزرع من قبل فلاحي المنطقة. هذا من الناحية الاقتصادية أما من الناحية الثقافية ساهم الدير بتعليم المسيحي واللغة الليتورجية والشعر والخط لكثير من ابناء الناحية. واليوم الدير يستقبل مجموعات شبابية للصلاة واللقاءات الثقافية وتقام فيه الكثير من المهرجانات وندوات دينية وثقافية.
السؤال الثامن :
ماذا يريد الأب الراهب دنخا أن يقول لأبناء شعبنا المقيمين في دول المهجر؟
أريد أن اقول لهم أن لا ينسوا اصالتهم المشرقية، وأن يثبتوا في ايمانهم، ليكونوا شهودًا حقيقين للرب يسوع المسيح القائم من بين الأموات للعالم اينما وجدوا هكذا يصبحوا نور وملح "انتم نور العالم ...أنتم ملح الأرض" وأن يكونوا سند وعون لأخوتهم في الايمان لا فقط بالصلاة بل الوقوف معهم معنويًا وماديًا وان يسمعوا صراخهم ومعاناتهم للجمعيات وهيئات حقوق الأنسان. الشكر والتقدير للأب الراهب دنخا عيسى عبد الاحد رئيس دير السيدة حافظة الزروع في القوش
اوسلو في 25 / 10 / 2008

Opinions