Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مقاهي بغداد مجالس تحتدم فيها النقاشات ومتنفس ينتشل العاطلين

18/01/2006

زمان :بدت مقاهي بغداد هذه الايام وكأنها مجالس نقاش تشترك فيها مجموعة من رواد المقهي لمناقشة مختلف القضايا التي تشغل بال المواطن وغالباً ما يبدأ هذا النقاش بسرد حادثة علي لسان احدهم ذات علاقة بالحياة اليومية لتدور بشأنها احاديث متشعبة اخري لحوادث متشابهة ويحتدم النقاش حتي يبلغ ذروته ومن ثم يبدأ بالانحسار التدريجي مع مغادرة احد المناقشين بيد ان بعض الرواد لاتروق له هذه النقاشات التي يعتقد انها لن تقدم او تاخر اي شيء من الواقع الراهن لينصرف الي قتل الوقت بممارسة لعبتي الدومينو او الطاولي مع من يشاركه الرأي بعدم جدوي النقاشات ،(الزمان) استطلعت اراء رواد يمثلون شرائح اجتماعية مختلفة ومستويات ثقافية عدة واكدوا ان(المقاهي اصبحت متنفساً لمن ترهقه اعباء المعيشة وهم بأرتياد المقهي يحاولون الهرب منها وقضاء الوقت بعيداً عن المتطلبات المعيشية التي اخذ يتضاعف ثقلها بتضاعف الازمات) ، مشيرين الي ان(الانصراف الي النقاش او الي اللهو في المقاهي امران متشابهان من حيث كونهما يبعثان الي قتل الوقت ولكن بطريقتين مختلفتين الا انهم لفتوا الي ان (هذه التجمعات مهما كانت تسميتها تبقي ملتقي مناسباً للاصدقاء والاقارب ليتبادلوا امور حياتهم).

ويقول حارب حسين وهو (موظف - 53 عاماً) اعتاد علي ارتياد المقاهي ايام العطل الرسمية (انها فرصة لكي التقي بأقربائي واصدقائي واتبادل معهم مختلف المواضيع الشخصية والعامة فتارة نتطرق الي الجانب الامني الذي يشغل بال جميع العراقيين ونأخذ بترديد الحوادث اليومية التي عادة ما نسمعها من القنوات الفضائية او نراها في حياتنا اليومية وغالباً ما تدور بشأن عمليات الاختطاف والقتل وانفجار السيارات المفخخة والعبوات الناسفة التي تحصد ارواح كثير من الابرياء وتارة اخري نتطرق الي مواضيع عائلية ونحاول ان نضع الحلول لبعض المشاكل الشخصية).

ويؤكد المواطن احمد سلام (32 - عاماً) (عندما اجلس في احد المقاهي تصل الي مسامعي احاديث مختلفة يتعلق معظمها بالازمات الخانقة التي تهدد العراقيين ومن بينها ازمة المحروقات التي تتفاقم يوماً بعد آخر لاسيما بعد قرار الحكومة زيادة اسعار المشتقات النفطية وازمة بطء توزيع مفردات الحصة التموينية ونقصها ومشكلات الكهرباء والماء وبطء تنفيذ مشاريع الاعمار ، ولكن من ابرز هذه النقاشات التي تحتدم في الاحاديث من اطراف عدة هي تلك التي تتعلق بالاوضاع الامنية والازمة السياسية التي نجمت بعد اجراء الانتخابات واتهامات التزوير والتشكيك التي اطلقها بعض المرشحين فمنهم من يؤيد ومنهم من يعارض وكل طرف يحاول ان يقنع الآخر برأيه)، مشيراً الي (انني ابقي مستمعاً جيداً لهذه الاحاديث من دون ابداء اي راي فيها).

ويضيف حسين رحيم (35 - عاماً) (لقد اعتدت الذهاب يومياً الي المقهي بهدف الترفيه والتسلية اذ يدعوني اصدقائي للعب الطاولي او الشطرنج وبعد الانتهاء نجلس نتحدث عن الامور الاجتماعية وآخر مستجدات الاوضاع السياسية والامنية).

وقال علي حبيب (موظف 30 عاماً) (عندما ينتهي عملي اليومي آخذ قسطاً من الراحة بعدها اتوجه الي المقهي واتناول الشاي مع زملائي ثم نبدأ الحديث بأمور السياسة وتوقعاتنا بشان شكل الحكومة الجديدة وما ستقدمه للشعب العراقي من انجازات ترتقي الي مستوي الامنيات والطموحات المنشودة وغالباً ما يشاركنا آخرون لانعرفهم ونبدأ بالتعرف عليهم ويصل النقاش الي مستويات مختلفة وتتشعب موضوعاته ولكننا نحاول قبل ان نغادر المقهي ارضاء جميع الاطراف ونقول لهم كان مجرد نقاش ليس الا!).

ويعتقد المواطن محمد سمير (41 عاماً) ان (ارتياد المقاهي يعود الي تفشي البطالة بين افراد الشعب وقلة فرص العمل سواء أكانت في مؤسسات الدولة ام في المؤسسات الخاصة لذا يلجأ كثير من العاطلين الي المقاهي بوصفها ملاذا آمناً لهم وفرصة لقضاء الوقت لذا تري يوميا عشرات المواطنين يتجمعون في المقاهي يتبادلون الحديث عن امور حياتهم ويحاولون البحث عن حلول لمشاكلهم من خلال التعرف علي الآخرين وهم يأملون ان يجدوا لانفسهم بارقة امل تقودهم الي العمل). ويقول عباس صدام (كاسب - 40 عاماً) ان(المقاهي اصبحت ملتقي لعامة الناس اذ يقصدها كثير من المواطنين ومن مختلف المستويات وتسمعهم يتحدثون عن التغيرات والتقلبات السياسية وآخرون يتحدثون عن التداعيات والتطورات الامنية التي يشهدها البلد أما كبار السن فيتحدثون عن زمانهم القديم وعن ماضيهم ويحاولون ايجاد المقارنات بين ما هو ماض وحاضر وجميع هذه الاحاديث والاجواء التي تسود عند سردها تبدو عوامل جذب لارتياد المقهي مجدداً من دون اي ملل او كلل). Opinions