Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مقتطفات من خطاب الرئيس باراك أوباما عن حالة الاتحاد

29/01/2010

شبكة أخبار نركال/NNN/
الرئيس الامريكي يحدد الأولويات الدولية والمحلية للعام 2010، في ما يلي مقتطفات من الخطاب المتعلقة بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة:


السيدة رئيس مجلس النواب، نائب الرئيس بايدن، أعضاء الكونغرس، الضيوف المحترمين، مواطنيّ الأميركيين:

ينص دستورنا على أن يقدم الرئيس من وقت إلى آخر معلومات للكونغرس عن حالة الاتحاد. وقد دأب قادتنا على أداء هذا الواجب طيلة مئتين وعشرين سنة. وقد أدوا ذلك في أوقات الرخاء وأزمنة الهدوء والصفاء. وفعلوا ذلك أيضا في غمرة الحروب وإبان الكساد وفي أوقات النزاعات الكبيرة والنضال الشديد.

---------------------------

وبعد، فإننا بحاجة إلى تشجيع الابتكار الأميركي ... وليس هناك من مجال يانع مؤات لمثل هذا الابتكار أكثر من مجال الطاقة ...

لكننا كي نخلق مزيدا من فرص العمل في مجال الطاقة النظيفة، نحتاج إلى مزيد من الإنتاج، ومزيد من الكفاءة، ومزيد من الحوافز. وهذا يعني بناء جيل جديد من الطاقة المأمونة، ومحطات الطاقة النووية النظيفة في هذا البلد. وهو يعني اتخاذ القرارات الصعبة الخاصة بفتح مناطق جديدة قبالة السواحل لاستخراج النفط والغاز. وهو يعني الاستمرار في الاستثمار في تكنولوجيات الوقود البيولوجي (العضوي) المتقدمة والفحم الحجري النظيف. ثم نعم، إنه يعني الموافقة على تشريع شامل للطاقة والمناخ ينطوي على حوافز من شأنها أن تجعل من الطاقة النظيفة الطاقة المربحة في أميركا في نهاية المطاف.

... إنني أدرك أنه كانت هناك تساؤلات حول ما إذا كنا قادرين (ماليا) على مثل هذه التغييرات في الظروف الاقتصادية العسيرة، وأنا أعلم أن هناك من يختلفون مع الدلائل العلمية الساطعة على تغير المناخ. ولكنكم إذا كنتم تشكون في الدلائل، فإن توفير الحوافز لكفاءة الطاقة والطاقة النظيفة هما الخيار السليم الذي يجب اتخاذه بالنسبة لمستقبلنا – لأن البلاد التي تقود اقتصاد الطاقة النظيفة ستكون الأمة التي تقود الاقتصاد العالمي. ولا بد أن تكون أميركا هي تلك الدولة.

ثالثا، نحن بحاجة إلى تصدير المزيد من بضائعنا. لأننا بقدر ما نزيد من المنتجات التي نصنعها ونبيعها للبلدان الأخرى نزيد فرص العمل التي ندعمها هنا في أميركا بالذات. ولذا فإننا نضع الليلة هدفا جديدا وهو: أننا سنضاعف صادراتنا خلال السنوات الخمس القادمة، وهي الزيادة التي ستدعم توفر مليوني فرصة عمل في أميركا. ولكي نحقق هذا الهدف فإننا سنطلق مبادرة تصدير وطنية من شأنها أن تساعد المزارعين وشركات الأعمال التجارية الصغيرة في زيادة صادراتها وإصلاح قواعد التصدير بشكل متوافق مع الأمن الوطني.

إن علينا أن نسعى جادين في سبيل إيجاد أسواق جديدة، تماما كما يفعل منافسونا. فإذا تقاعست أميركا وقعدت جانبا في حين عملت الدول الأخرى على توقيع اتفاقيات تجارية فإننا سنفقد فرصة خلق فرص العمل على شواطئنا. غير أن تحقيق هذه الفوائد يتطلب أيضا تطبيق تلك الاتفاقيات لكي يلتزم شركاؤنا أيضا بالقواعد. ولهذا السبب سنواصل العمل على صياغة اتفاقية الدوحة التجارية التي ستفتح الأسواق العالمية، ولذا سنعزز علاقاتنا التجارية بآسيا ومع الشركاء الرئيسيين مثل كوريا الجنوبية وبنما وكولومبيا.

----------------------------

سنكون في بداية العام 2011 على استعداد لتجميد الإنفاق الحكومي ثلاث سنوات. ولن يتأثر الإنفاق الخاص بأمننا الوطني والرعاية الطبية (مديكير) والمعونة الطبية (مديكإيد) والضمان الاجتماعي. أما باقي البرامج الحكومية الغير مقيدة والتي تترك فيها حرية التصرف للقائمين عليها فكلها ستخضع (للتجميد)... وإذا تعيّن أن يكون لزاما عليّ أن أفعل ذلك باستعمال حق النقض (الفيتو) فسأفعل.

سنستمر في مراجعة الميزانية بندا بندا، وصفحة بصفحة كي نلغي البرامج التي لا نتحمل تكلفتها ولا تحقق نتائج. وقد حددنا بالفعل 20 بليون دولار يمكن توفيرها في السنة القادمة.

---------------------------

إنني أعلم أن هناك في حزبي بالذات من سيجادلون قائلين إننا لا نستطيع معالجة العجز (المالي) أو تجميد الإنفاق الحكومي في وقت يعاني فيه هذا العدد الكبير (من الناس). وأنا أتفق معهم. ولذا فإن هذا التجميد لن يصبح ساري المفعول حتى السنة القادمة عندما يقوى الاقتصاد ويصبح أمتن. فبهذه الطريقة ينجح عمل الميزانية. لكن اعلموا – أننا إذا لم نتخذ خطوات فعلية ذات مغزى للسيطرة على ديوننا فإن ذلك سيلحق الضرر بأسواقنا، وسيزيد كلفة الاقتراض، وسيعرقل انتعاش اقتصادنا – مما سيكون له كله أسوأ الأثر على نمو فرص العمل لدينا وعلى دخول الأسر.

وطوال تاريخنا، لم توحد أية قضية هذا البلد أكثر مما وحّدنا أمننا. ولكن مع الأسف فإن الاتحاد الذي شعرنا به بعد هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر قد تبدد. وبإمكاننا أن نتجادل إلى ما لا نهاية حول من الذي يتحمل اللوم عن هذا، ولكني لست مهتما بإعادة محاكمة الماضي. إنني أعلم أننا جميعا نحب هذا البلد. وأننا جميعا ملتزمون بالذود عنه. ولذلك دعونا نتناسى المناكفات الساخرة الصبيانية على غرار ما يجري في ساحات المدارس حول من هو الأشد بأسا. دعونا نرفض الخيار الزائف بين حماية شعبنا والتمسك بقيمنا. دعونا نترك وراءنا الخوف والانقسام، ونفعل كل ما يلزم من أجل الدفاع عن أمتنا ورسم مستقبل مبشر أكثر تفاؤلا - بالنسبة لأميركا وللعالم.

هذا هو العمل الذي بدأناه في العام الماضي. فمنذ اليوم الذي توليت فيه منصبي، جددنا تركيز اهتمامنا على الإرهابيين الذين يهدّدون دولتنا. وقد بذلنا استثمارات كبيرة في أمننا الداخلي وأحبطنا مؤامرات كانت تهدد بإزهاق أرواح الأميركيين. إننا نقوم بسد ثغرات غير مقبولة كشفتها لنا محاولة الهجوم الفاشلة عشية عيد الميلاد، وذلك بتحسين التدابير الأمنية لشركات الطيران، واتخاذ التدابير السريعة بالنسبة للمعلومات الاستخبارية. وقد منعنا التعذيب وقوينا الشراكات من منطقة المحيط الهادئ إلى جنوب آسيا وإلى الجزيرة العربية.

وقد تم، خلال العام الماضي، أسر أو قتل المئات من مقاتلي تنظيم القاعدة وأنصاره، بمن في ذلك العديد من كبار القادة فيه - أكثر بكثير مما كان عليه الحال في عام 2008.

وفي أفغانستان، نقوم بزيادة عدد قواتنا وتدريب قوات الأمن الأفغانية حتى تتمكن من البدء بأخذ زمام المبادرة في تموز/ يوليو من عام 2011، وتتمكن قواتنا من العودة إلى أرض الوطن. وسنكافئ الحكم الرشيد، ونعمل من أجل الحد من الفساد، ونساند حقوق جميع الأفغان - رجالا ونساء على حد سواء. لقد انضم إلينا الحلفاء والشركاء الذين زادوا التزاماتهم، والذين سيتجمعون غدا في لندن للتأكيد مجددا على هدفنا المشترك. ورغم أنها ستكون هناك أيام صعبة تنتظرنا، لكنني واثق تماما من أننا سوف ننجح.

وفي الوقت الذي ننقل فيه المعركة إلى عقر دار القاعدة، فإننا نترك العراق بطريقة مسؤولة لأبناء شعبه. وقد وعدت، عندما كنت مرشحا بأنني سوف أنهي هذه الحرب، وذلك هو ما أنا فاعله كرئيس. سوف نكون قد سحبنا جميع قواتنا المقاتلة من العراق بحلول نهاية شهر آب/ أغسطس المقبل. وسوف ندعم الحكومة العراقية، في الوقت الذي يقومون فيه بإجراء الانتخابات، وسنواصل شراكتنا مع الشعب العراقي من أجل تعزيز السلام والرخاء الإقليميين. ولكنه يجب ألا يكون هناك أدنى شك أو خطأ: فإن هذه الحرب ستنتهي، وجميع أفراد قواتنا سوف يعودون إلى الوطن.

وحتى في الوقت الذي نخوض فيه حربين، فإننا نجابه ما يمكن أن يكون الخطر الأعظم على الشعب الأميركي – وهو تهديد الأسلحة النووية. ولذا تبنيت رؤيا جون كينيدي ورونالد ريغان من خلال انتهاج استراتيجية تعكس انتشار هذه الأسلحة، وتسعى من أجل قيام عالم خال منها. ولكي نقلص مخزوناتنا وقاذفاتنا، في الوقت الذي نضمن فيه قدرتنا على الردع، فإن الولايات المتحدة وروسيا بصدد ختام المفاوضات الخاصة بالتوصل إلى معاهدة للحد من التسلح هي الأوسع نطاقا والأبعد أثرا منذ عقدين تقريبا. وفي قمة نيسان / أبريل حول الأمن النووي، سوف نجمع بين ممثلين من أربع وأربعين دولة للالتقاء سوية هنا في واشنطن العاصمة للتضافر حول هدف واضح وهو: تأمين جميع المواد النووية المعرضة للخطر في كافة أنحاء العالم خلال أربع سنوات، وذلك كي لا تقع أبدا في أيدي الإرهابيين.

وقد شدت هذه الجهود الدبلوماسية ساعدنا في التعامل مع تلك الدول التي تصر على انتهاك الاتفاقات الدولية في سعيها من أجل الحصول على الأسلحة النووية. وهذا هو السبب في أن كوريا الشمالية تواجه الآن عزلة زائدة، وعقوبات أقوى يتم تطبيقها بصرامة. وهذا هو السبب في أن المجتمع الدولي هو أكثر اتحادا، وجمهورية إيران الإسلامية أكثر عزلة. و في حين يواصل القادة الإيرانيون تماديهم في تجاهل التزاماتهم، يجب ألا يكون هناك أدنى شك في أنهم أيضا سوف يواجهون عواقب متزايدة. وهذا وعد مني.

هذا هو الدور القيادي الذي نقوم به- تواصل يدفع نحو الأمام الأمن المشترك والازدهار للجميع. وإننا نعمل من خلال مجموعة الدول العشرين من أجل المحافظة على الانتعاش الاقتصادي الدائم في العالم. وإننا نعمل مع المجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم لدعم العلوم والتعليم والابتكار. وتحولنا من موقف المتفرج إلى موقف القائد في مكافحة تغيرات المناخ. وإننا نساعد الدول النامية لكي تُطعم نفسها، ونستمر في مكافحة الإيدز والفيروس المسبب له إتش آي في. وإننا نشن مبادرة جديدة ستمنحنا القدرة على التصدي بسرعة وفاعلية أكبر للإرهاب البيولوجي أو للأمراض المُعدية_ إنها خطة لمواجهة التهديدات والأخطار في الوطن، وتعزيز الصحة العامة في الخارج.

وكما كنا نفعل منذ أكثر من ستين عاما، فإن أميركا تتخذ تلك الإجراءات لأن مصيرنا مرتبط بمصير من يعيشون بعيدا عن سواحلنا. ولكننا نفعل ذلك أيضا لأنه صواب. وهذا هو السبب في أننا ونحن مجتمعين هنا الليلة، هناك أكثر من 10 آلاف أميركي يعملون مع دول عديدة لمساعدة شعب هايتي على أن ينهض ويعيد البناء. وهذا هو السبب في أننا نساند الفتاة التي تتوق للذهاب إلى المدرسة في أفغانستان؛ والسبب في أننا ندعم ونساند حقوق الإنسان للنساء المشاركات في مسيرات عبر شوارع طهران؛ والسبب في أننا ندافع عن شاب حُرم من العمل بسبب الفساد في غينيا. لأن أميركا يجب أن تقف دائما إلى جانب الحرية وكرامة الإنسان. دائما.

لقد منيت حكومتنا ببعض الانتكاسات السياسية خلال العام، وبعضها كان مستحقا. وما يجعلني أواصل الاستمرار في العمل – وأواصل الاستمرار في الكفاح – هو أنه على الرغم من كل تلك الانتكاسات، فإن روح العزيمة والتفاؤل هذه- وهذا السلوك والتهذيب الأصيل الذي كان دائما في جوهر الشعب الأميركي- ظل حيا على الدوام.
....
إنه حي في الصبي البالغ من العمر ثماني سنوات في لويزيانا، الذي أرسل لي مصروفه وسالني إن كان بمقدوري إرساله إلى شعب هايتي. وهو حي في كل الأميركيين الذين تركوا كل شيء ليتوجهوا إلى مكان لم يذهبوا إليه من قبل على الإطلاق لانتشال أناس لا يعرفونهم من بين الأنقاض، وكانوا يهتفون منشدين اسم الولايات المتحدة (يو إس إيه) كلما تمكنوا من إنقاذ روح أخرى.

إنها الروح التي حافظت على هذا البلد لفترة تجاوزت القرنين، والتي تعيش بداخلكم أنتم، شعب هذا البلد.

لقد انتهينا من سنة عصيبة. ومررنا بعقد عصيب. ولكن جاء عام جديد. وهناك عقد جديد ممتد أمامنا. إننا لا نستسلم أبدا، وإنني لا أستسلم أبدا. فلنغتم هذه اللحظة – لكي نبدأ من جديد، لكي ندفع الحلم نحو الأمام، ولكي نقوي اتحادنا مرة أخرى من جديد.

أشكركم. بارك الله فيكم. وبارك الله في الولايات المتحدة الأميركية.

ملاحظات الرئيس باراك أوباما
من خطابه عن حالة الاتحاد
الأربعاء 27 كانون الثاني/يناير 2010
واشنطن العاصمة
Opinions